شهدت منطقة نويبع طابا فترات ازدهار في قطاع السياحة فترات طويلة بدأت في التسعينات قبل أن يكون هناك منتجع في جنوب سيناء اسمه شرم الشيخ، وفي عام ٢٠٠٠ تعرضت نويبع إلي كارثة اقتصادية كبيرة عقب انتفاضة الأقصي وانخفضت أعداد السائحين وعائدات السياحة وتوقف فنادق وأغلقت أخري.
منطقة حرة
مدينة نويبع يوجد بها ميناء تجاري ضخم هو ميناء نويبع البحري وتم تطويره بأكثر من ٣٥٠ مليون جنيه وهو حلقة ربط بين مصر وبلاد الخليج العربي، وهو أحد المعابر الرئيسية لنقل الركاب والتجارة، من هنا جاءت فكرة انشاء منطقة حرة بالمنطقة لإعادة إحياء المنطقة السياحية التجارية.
التفكير في المنطقة الحرة بدأ منذ تولي اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء الحالي منصبه حيث التقي بالأهالي وتجول في مدن المحافظة وأيقن أن المنطقة الحرة هو مطلب شعبي لأهالي المحافظة لإنقاذ استثمارات تقدر بـ ٢٠ مليار جنيه في منطقة نويبع طابا.
اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء قال إن إقامة منطقة حرة في نويبع كان حلما يراوده منذ توليه مسئولية المحافظة في عام ٢٠١١ مبررا سعيه وراء هذا الحلم أن منطقة نويبع طابا بها ميناء عالمي هو نويبع البحري، يربط مصر بدول الخليج العربي، كما توجد منطقة سياحية نادرة يطلق عليها «الريفيرا المصرية» طولها ٦٠ كيلو متر تضررت منذ توقف القطاع السياحي عقب انتفاضة الأقصى في عام ٢٠٠٠ ونظرا لاعتماد طابا ونويبع علي السياحة فقط كان الهدف من مشروع المنطقة الحرة هو خلق مجتمع صناعي تجاري متكامل في المنطقة لمساعدتها في كبوتها الاقتصادية بل تكون فاتحة خير لمصر كلها.
وأضاف المحافظل لـ «أهل مصر»: «تغيرت حكومات وتبدلت جهات ولم احبط حتي تحقق الحلم، واتمني أن تقوم وزارة الاستثمار بواجبها والسرعة في بدء تنفيذ المشروع».
وقال المحافظ إن حلم تحويل مدينة نويبع الي مدينة تجارية لوجستية عالمية أصبح في حيز التنفيذ حاليا حيث تم وضع حجر الأساس لانشاء قرية للبضائع بتكلفة تتخطي 400 مليون جنيه، كما أن مجلس الوزراء وافق مؤخرا علي تخصيص 226 فدانا أي حوالي مليون متر مربع لإقامة منطقة حرة تضم مشروعات وتوكيلات ملاحية ومشروعات لوجستية ومصانع ومستحضرات طبية من الأعشاب الطبيعية بمدينة سانت كاترين، بالاضافة إلى إقامة ورش ومصانع للمشغولات اليدوية ومشروعات تقوم علي الإستفادة من الرمال واستخدام الموارد الطبيعية المتاحة بالمحافظة .
كما سيحظي ميناء نويبع بنصيب كبير من الاستثمارات التي ستتم بمشروع «نيوم» السعودي،موضحا أن كل ما يعرفه حول مشروع "نيوم " التصريحات التي يسمعها فقط وأن جنوب سيناء ستكون جزء من استثمارات هذا المشروع.
عطية موسي عضو مجلس النواب عن دائرة خليج العقبة، قال إن المنطقة الحرة المزمع إقامتها في نويبع تعني تكامل اقتصادي عربي بين مصر والدول المجاورة وهذا ما يسعي اليه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف «موسي» أن فرص العمل والاستثمارات التي قد تصل مليارات الدولارات فائدتها تعود علي مصر كلها وليس جنوب سيناء وتوقع أن يكون هناك ارتباط بين مشروع نيوم الذي وقعه ولي العهد السعودي مع الجانب المصري حيث تستطيع المنطقة الحرة مساعدة مشروع نيوم في تحقيق أغراضه لأنه مشروع تجاري سياحي صناعي ومشترك بين ثلاث دول.
فضية سالم عبيد الله، من أهل نويبع ونائبة سابقة في البرلمان تقول إن إقامة منطقة حرة هي بمثابة مشروع قومي عظيم الجميع يجني ثماره، مطالبة وزارة الاستثمار بسرعة البدء في تنفيذ المشروع وطرح الرؤي الخاصة به علي الانترنت حتي يتمكن المستثمرين المصريين والأجانب معرفة المشروعات المزمع إقامتها بالمنطقة ونوعيتها وكيفية البدء فيها.
وأشارت البرلمانية السابقة إلي أن نويبع طابا بها نحو ٦٠ فندق سياحي ومخيمات وتشغيل هذه المنطقة يعني قبلة الحياة لهذه المشروعات التي ماتت وتوقفت لعدم وجود سائحين أو استثمارات أجنبية بالمنطقة، فرص العمل ليست في المنطقة الحرة ومشروعاتها ولكن تفتح المجالات لفرص عمل جديدة في السياحة والنقل و المواصلات وكل المجالات التي ترتبط بصورة مباشرة او غير مباشرة مع المنطقة الحرة.
اللواء بحري هشام أبو سنة، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، أكد أن ميناء نويبع البحري الآن أصبح قادرا علي تشغيل حركة التجارة العالمية بعد تطويره، لافتا أن الميناء يخدم المنطقة الحرة خاصة بعد إنشاء رصيف تجاري للحاويات بتكلفة٤٠٠ مليون دولار، موضحا أنه تطوير الميناء شمل صالات الركاب وعمل اماكن مخصصة للشاحنات وساحات للبرادات والتي تقوم بنقل السلع والبضائع بين مصر ودوّل الخليج العربي.
وأكد أبوسنة أن إقامة المنطقة الحرة أمام ميناء نويبع البحري يأتي لخدمة المشروعات التي تكون في المنطقة الحرة، فلا منطقة حرة بدون ميناء بحري.
*بروفايل عن المنطقة الحرة:
تقع المنطقة الحرة الجديدة بمدينة نويبع التابعة إلي محافظة جنوب سيناء في الجانب الغربي من خليج العقبة وهي مواجهة لميناء نويبع البحري
تبلغ مساحتها مليون متر مربع تقريبا ومخطط إقامة مشروعات صناعية وتجارية بها مثل صناعة المنسوجات، وتجميع الأجهزة الكهربائية، والسيارات.
نقلا عن العدد الورقي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
