بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أول يوم لتوليه المسئولية في مواجهة التحديات الداخلية، والخارجية متسلحا بثقته في قدرات المصريين، وإصرارهم فكان العمل على قدم وساق على معالجة كافة الملفات وبالتوازي، وسرعان ما شرع في معالجة ملف السياسة الخارجية، والعمل على استعادة مصر لمكانتها الإقليمية، والدولية التي تستحقها، وأخذ في ترتيب أوراق الدبلوماسية المصرية لتعود لمصر لتتبوأ دورها المحوري.
وبذلت الدولة المصرية جهودا جبارة في ملف السياسة الخارجية، وتحققت نتائج إيجابية بارزة في هذا الملف أهمها استعادة عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، واستعادة الدور المصري المهم في أفريقيا، وفوز مصر بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، وعقد صفقات اقتصادية، وعسكرية مع العديد من الدول من بينها فرنسا، والصين، وروسيا، واليونان، وقبرص، وتوقيع اتفاق إعلان المبادىء بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة، وتزايد الاعتراف الدولي بإرادة المصريين في ثورة 30 يونيو.
وتوالت زيارات الرئيس السيسي في مختلف قارات العالم سعيا لتدعيم علاقات مصر مع الأطراف الدولية بما يسهم في زيادة التبادل التجاري والصادرات، والتدفق السياحي، وجذب الاستثمارات، وشملت جولات السيسي الأوروبية زيارات لألمانيا والمجر وبريطانيا وفرنسا وروسيا واليونان، وفي القارة الآسيوية الصين واليابان وإندونيسيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وكازاخستان، وفي أفريقيا السودان وإثيوبيا، كما زار الولايات المتحدة للمشاركة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ففي زيارة الرئيس لألمانيا حرص الرئيس السيسي في لقائه مع المستشار أنجيلا ميركل على التأكيد على اعتزام الحكومة المصرية تحسين مناخ الاستثمار وتشجيع الشركات الألمانية على توسيع نشاطها في مصر، وفي المجر شهد الرئيس منتدى الأعمال المشترك حيث استعرض مشروعات التنمية العديدة التي دشنتها مصر، وفي اليونان بحث تطوير علاقات التعاون بين البلدين، والتقى بنظيره اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، ورئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس، كما التقى أيضا برئيس البرلمان ووزير الدفاع، وشارك الرئيس في حضور جلسات منتدى رجال الأعمال المصرى اليوناني، وخلال الزيارة تم عقد قمة ثلاثية بين مصر واليونان وقبرص في إطار حرص الدول الثلاث على دورية انعقادها من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات الاستراتيجية والتاريخية.
وبهدف فتح آفاق جديدة لمختلف أوجه التعاون بين مصر وروسيا، وتعزيزا للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا في 25 أغسطس الماضي، حيث بحث مع الرئيس فلاديمير بوتين دعم العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية.
وقام الرئيس السيسي بزيارة رسمية لبريطانيا، وذلك في إطار حرص البلدين على مواصلة التنسيق بينهما للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة جديدة تقوم على تدعيم الاستقرار والدفع بجهود التنمية في مصر، التقى خلالها الرئيس السيسي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وعددا كبيرا من المسوؤلين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية، ومستجدات الأوضاع في المنطقة.
كما زار السيسي فرنسا للمشاركة في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، وعلى هامش القمة التقى بالعديد من القادة ومسئولي بعض الشركات الكبرى لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وفي سنغافورة زار الرئيس عددا من المشروعات التي تقوم على التقنيات الحديثة للاستفادة منها في عملية التنمية بمصر، وعقد جلسة مباحثات مع نظيره السنغافوري توني تان لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وفي الصين أجرى الرئيس السيسي مباحثات مع نظيره الصيني لتوسيع التعاون في المجالات التقنية، والاستثمارية، وفي أندونيسيا شهد السيسي مع نظيره الإندونيسي جوكو ويدودو التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين.
وشارك الرئيس السيسي في العديد من الفعاليات خلال مشاركته في أعمال الدورة السبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما التقى بالعديد من الرؤساء وكبار المسئولين الدوليين، وذلك خلال الفترة من 25 حتى 29 سبتمبر 2015.
وبدأ الرئيس السيسي في السادس والعشرين من شهر فبراير الماضي جولة آسيوية تشمل كلا من كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية لدعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، وأجرى مباحثات مع كبار المسئولين فيها لتوسيع التعاون والاستفادة من الخبرات التقنية الحديثة لهذه الدول في عملية التنمية بمصر.
وزار الرئيس السيسي المملكة العربية السعودية للمشاركة في أعمال القمة الرابعة للدول العربية، ودول أمريكا الجنوبية التي عقدت في الرياض، كما شهد المرحلة الأخيرة من مناورات رعد الشمال.
كما زار العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، وشارك خلالها في أعمال القمة الأفريقية العادية السادسة والعشرين، وأجرى على هامشها لقاءات مع عدد من القادة والمسؤولين الأفارقة بينهم رؤساء السودان، وجنوب أفريقيا وتشاد وموريشيوس وكينيا وبوروندي والصومال، كما التقى بسكرتير عام الأمم المتحدة، ثم رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، حيث أكد حرص مصر على تطوير العلاقات التي تجمعها بإثيوبيا، مشيرا إلى أن ما يجمعهما من نهر واحد يمثل شريان الحياة بالنسبة لمصر، مشددا على أهمية الاستمرار في التنفيذ الكامل لاتفاق إعلان المبادىء وإتمام المراحل الفنية المختلفة المتصلة بمشروع سد النهضة بما يضمن مصالح مصر المائية، ومساعي إثيوبيا التنموية.
وخلال الأشهر الماضية استقبل الرئيس السيسي عددا من رؤساء وملوك الدول، حيث أجرى الرئيس السيسي مباحثات مهمة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي قام بزيارة لمصر استغرقت خمسة أيام، وأكد الرئيس السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز حرصهما على تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات.
وشهد الرئيس السيسي والملك سلمان التوقيع على عدة اتفاقيات مشتركة بين البلدين، شملت تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، ومشروع التجمعات السكانية بسيناء، ومشروع محطة كهرباء غرب القاهرة، ومشروع تطوير مستشفى قصر العيني، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي، واتفاقية التعاون في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، ومذكرة تفاهم في مجالات العمل بين الحكومتين المصرية، والسعودية.
واستقبلت مصر الرئيس الصيني شي جين بينج، وحفلت الزيارة بالعديد من الفعاليات المهمة، وخاصة خلال جلسات المباحثات التي جمعته بالرئيس السيسي، وحضور الرئيسين لمراسم التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الدولتين في العديد من المجالات.
كما شهد الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي فرانسو أولاند في القاهرة مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون وإعلانات للنوايا بين البلدين، وبلغت قيمة الاتفاقيات التي تم توقيعها ثلاثمائة وثمانية ملايين يورو، وشملت عددا من المجالات أهمها توصيل الغاز للمنازل والتعاون في مجال الفضاء والطاقة المتجددة.
كما استقبل الرئيس السيسي رئيس الوزارء المجري فيكتور أوربان الذي رافقه وفد من كبريات الشركات المجرية، وتم خلال الزيارة التوقيع على مجموعة من اتفاقيات التعاون.
واستقبل السيسي نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وشهدا التوقيع على ست اتفاقيات ومذكرات للتعاون المشترك عقب مباحثاتهما الثنائية، كما استقبل رئيس توجو فور جناسينجبي، وتطرقت المباحثات إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتعاون في مجال مشروعات البنية التحتية، وشهد الرئيسان التوقيع على بروتوكولات تعاون وبرامج تنفيذية مشتركة بين البلدين في مجالات الإسكان والتخطيط العمراني والرياضة، والثقافة، والإعلام، والإذاعة والتليفزيون، كما التقى الرئيس السيسي الرئيس الجابوني علي بونجو حيث بحثا تعزيز التعاون بين البلدين، وشهدا توقيع العديد من اتفاقيات التعاون.
وفي شهر فبراير الماضي افتتح الرئيس السيسي أعمال منتدى أفريقيا بمدينة شرم الشيخ بالتعاون مع منظمة الكوميسا، بمشاركة رؤساء دول وحكومات وكبار الشخصيات الأفريقية، لدفع التجارة والاستثمار في القارة، وعلى هامش المنتدى تم عقد قمة ثلاثية مصرية سودانية إثيوبية تم الاتفاق خلالها على إنشاء صندوق تمويل مشترك لتنفيذ مشروعات تنموية في الدول الثلاث.
وعلى صعيد السعي للتوصل إلى حل سياسي لعدد من الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلامة الإقليمية لدولها حتى يتسنى الإسراع بعملية الإعمار، والتنمية لصالح شعوبها أجرى الرئيس مباحثات مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي أكد أهمية دور مصر كدولة محورية في المنطقة وركيزة للأمن والاستقرار فيها، وأكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت والداعم للشرعية في اليمن، ودعمها لكل الجهود المبذولة للحفاظ على سيادته واستقراره وأمنه.
كما التقى السيسي عدة مرات بالرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث أكد له دعم مصر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وخلال استقباله الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أكد السيسي دعم مصر لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب العراقي، كما أكد حرص مصر على التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية خلال استقباله مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا، وتحقيق الاستقرار في ليبيا خلال استقباله رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ودعم التنمية في جنوب السودان خلال استقباله رياك مشار نائب رئيس جمهورية جنوب السودان.
وشهد لقاء الرئيس السيسي مع نظيره التونسي الباجي قايد السبسي، اتفاقا على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية لاسيما من خلال تنفيذ كافة الاتفاقيات، والتفاهمات التي تم التوصل إليها أثناء اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين التي عقدت دورتها الخامسة عشرة بتونس خلال شهر سبتمبر 2015.
ولدعم العلاقات مع الولايات المتحدة استقبل الرئيس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي سلمه رسالةً من نظيره الأمريكي باراك أوباما أكد خلالها أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، والعمل من أجل تحقيق التنمية والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما استقبل عدة وفود من الكونجرس الأمريكي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الفريق أول جوزيف دانفورد.
وفي إطار الجهود المضنية للرئيس السيسي لاستكمال بناء منظومة الوطن داخليا، وإعادته إلى ريادته الخارجية المستحقة، جاءت موافقة مجلس إدارة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على تحول مصر لدولة عمليات بالبنك، وهو القرار الذي رحبت به رئاسة الجمهورية في بيان لها، حيث اعتبرته يعكس إقرارا دوليا من الدول الأعضاء كافة في مجلس إدارة البنك، بسلامة مسار التحول السياسي والاقتصادي في مصر، وهو إقرار في محله، يتوج جهود القيادة المصرية.
وانطلاقا من دور مصر المحوري في المنطقة وتدعيما لعلاقاتها الخارجية، استقبل الرئيس السيسي العديد من المسؤلين الأجانب لمناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الرؤى وطرح جهات النظر في مختلف القضايا المطروحة على المسرح الدولي لمحاولة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها دول المنطقة، كما استقبل العديد من رؤساء الشركات العالمية الكبرى الراغبة في الاستثمار في مصر حيث أوضح حرص الحكومة على تحسين مناخ الاستثمار، كما عرض فرص الاستثمار الواعدة في مصر في مشروعات التنمية العملاقة ومنها العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع المليون ونصف المليون فدان ومحور قناة السويس وتطوير الطرق والمرافق والموانىء.
ومن بين هؤلاء المسؤولين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، وأعضاء من مجلس اللوردات البريطاني ورئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مبارك الخرينج، ووفد من مجلس الشيوخ الإيطالي، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، والمدير التنفيذي لشركة إيني للبترول والمدير العام لشركة روس اتوم الروسية العاملة في مجال بناء المحطات النووية، مجموعة من ممثلي الوكالات والمؤسسات الإعلامية الأجنبية المعنية بمراقبة تطورات الأوضاع الاقتصادية.
وشملت اتصالات الرئيس السيسي أيضا بحث سبل تفعيل الشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعي التي تم إنشاؤها منذ العام 1976 بهدف تحقيق التكامل والتعاون بين مصر والسودان في مجالات الزراعة والري والثروة الحيوانية.