تظل حالة المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي في شرق البلاد، في غموض وسط تقارير متضاربة بشأن خطورة حالته الصحية،أو أي اعتراف بمرض خطير على الإطلاق.
وقالت صحيفة اللوموند الفرنسية أن "حفتر" البالغ 75 عاماً، يتلقي العلاج في باريس بسبب إصابته بالسكتة الدماغية.
ووفقًا لمصادر نقلت عنها الصحيفة الفرنسية أن "حفتر" نقل من ليبيا إلى الأردن ثم عمان منها إلى باريس لإصابته حالياً بغيبوبة، وأكدت الصحيفة أن نوع الجلطة التي أصيب بها "حفتر" تسمي "جلطة متحركة"، ويرافقه نجله "الصديق"
وفي سياق متصل،أعلنت الحكومة الليبية أن تلك الأخبار شائعات وأن "حفتر" بالفعل في فرنسا لكن لفحوصات طبية اعتيادية، ولكن سواء صحت هذه الأنباء أو تلك يجب أن نتوقف للتساؤل ماذا بعد "خليفة حفتر" في ظل صراعات ليبيا؟
-كارثة موته:
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "افريقيا تايمز" أن المعضلة الآن أن "حفتر" شكل قوات تتمحور حول شخصه، فالمشير خليفة يعتبر نظام بكامله وعدم تواجده يؤدي إلى كارثة، و ستعود كل الأطراف التي قاتلها و حاول ردعها إلى قوتها،و سيتم اغتيال كل من ساند "حفتر"، كما ستحدث انشقاقات عسكرية على من سيخلفه.
وأكدت الصحيفة أن هذا سينعكس على مصر بسبب الفوضى التي تعم ليبيا، ولكن يبقي الرهان على دور مصر في تحقيق الاستقرار و التوازن على حدودها وداخل ليبيا ايضاً.
انقسامات:
وبالعودة لصحيفة الاوموند الفرنسية فإن غياب حفتر سواء بموته أو دخوله في غيبوبه طويلة، سيكون له تأثيرات على قواته العسكرية خاصة وأنها قبائل تم جمعه في وقت حرب مع إرهاب و انقسامات داخلية وخارجية.
وفي ظل غياب قيادات عسكرية مؤهلة فهناك سيناريوهين، إما فوضى كبيرة أوقتال بين قواته وبعض أنصاره من جهة وبين المليشيات القبلية من جهة، أو بين المليشيات الإرهابية وبين العسكريين.
-فراغ عسكري
وأضافت الصحيفة أن قوة شخصية "حفتر" تجعل في غيابه فراغاً عسكرياً لعدم وجود شخص حالياً يستطلع توحيد الجيش الليبي سواه، حتى وإن صعد "سيف الإسلام القذافي" إلى سدة الحكم فبدون "حفتر" سيكون الأمر معقداً بالنسبة لنجل القذافي.
كما أن هذا الغياب ستكون له ردود أفعال مؤثرة في استقرار المنطقة، بل وتؤدي إلى سيناريوهات جديدة ذات أبعاد محلية وإقليمية ودولية.
ترتيبات جديدة
وتشير الصحيفة الحل الآخر هو أن يبقي "حفتر" في الماضي حيث أن غيابه عن المشهد بأي شكل، يأتي تزامناً مع الأزمة السورية واستعداد الغرب لضربها، وحينها سيأتي الدور على ليبيا.
وتقول الصحيفة أن في هذا السيناريو سيحاول ابناء حفتر السيطرة على الجيش حتى لا تعم الفوضى الدولة، حينها لن تقبل بعض الدول بذلك،وسيصبح في الماضي وسينتهي دوره ومهمته وسيتعين على الجميع وضع آخر بديلاً عنه.