شنت غارات طيران العدوان الثلاثي المشترك المكون من أمريكا وفرنسا وبريطانيا، هجومًا شرسًا على سوريا، ودمر 11 منطقة عسكريةً بالقرب من دمشق، بزعم وجود أسلحة كيميائة، وذلك في غضون 50 دقيقة فقط، حيث استخدم العدوان العديد من الأسلحة القتالية الثقيلة، منها 120 صاروخًا وقاذفات قنابل، إضافة إلى أنواع شتى من الطائرات القتالية المختلفة.
وفي السياق ذاته جاء رد الجانب الروسي شرسًا للغاية؛ فخرج وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، بتصريحات نارية تدين البيت الأبيض، والتنويه بوجود أدلة تثبت خوض أمريكا للضربة الجوية في سوريا دون تقديم أي أدلة على وجود أسلحة كيميائية في سوريا.
ومن جانبه، علق مجلس الشيوخ الأمريكي على الهجمات الأمريكية على سوريا، بأن الملف لم يطرح على المجلس للنظر فيه، مشيرًا إلى أن القيادات العسكرية الأمريكية أخذت الأوامر مباشرة من الرئيس دونالد ترامب دون الرجوع للمجلس.
وفي الجانب العربي، خرجت العديد من المطالبات العربية والبرلمانية المصرية على وجه الخصوص بضرورة تشكيل تحالف عربي بين الجيوش وتفعيله بشكل كبير للرد على الهجمات الجوية التي قام بها التحالف الأمريكي الفرنسي البريطاني، على سوريا، فيما طالب البعض بضرورة طرح الملف في القمة العربية، والمنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، وخرجت مطالبات بضرورة تواجد وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، في الجلسة العامة للبرلمان، للوقوف على أخر التطورات والمناقشة فيما يمكن أن تفعله مصر في هذه المعضلة، والمناداة بتواجد كافة وزراء الخارجية العرب في الاجتماع العاجل لجامعة الدول العربية للعمل على التوصل لحلول جازمة في القضية السورية والفلسطينية.
وكيل"قوى البرلمان": لابد من تدخل عربي مشترك لإنهاء الأزمة السورية
أدان النائب جمال عبد الناصر عقبي، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، الهجوم الثلاثي من قبل القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية على الأراضي السورية، مشيرًا إلى أنه خرق واضح للمواثيق الدولية.
وأضاف "عقبي"، في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، أن اجتماعات القمة العربية المشتركة سوف تتطرق إلى مناقشة القضية الفلسطينية والسورية معًا، مؤكدًا أن الوضع بات لا يتحمل المزيد من الصبر.
ودعا وكيل لجنة القوى العاملة، جامعة الدول العربية لعقد اجتماع طارئ في وجود وزراء الخارجية العرب للوقوف على آخر التطورات وتحديد كيفية الرد العربي على التجاوزات والمخالفات التي اخترقها العدوان الثلاثي ليس فقط على سوريا، بل على كافة الدول العربية.
وأشار "عقبي"، إلى ضرورة تشكيل وحدة قتالية مشتركة من جيوش الدول العربية لإنهاء النزاع الدائر في سوريا، وإرجاع الأوضاع على ما كانت عليه، مشددًا على العرب بضرورة أخذ خطوة جادة في القضية السورية.
وأوضح وكيل لجنة القوى العاملة، أن أمريكا تدعى وجود سلاح كيماوي في سوريا كما سبق وأن ادعت وجود أسلحة نووية في العراق، مؤكدًا أن الأمر بات مكشوفًا الآن أمام الجميع وعلينا سرعة التدخل لإصلاح ما يمكن إصلاحه من سوريا.
ولفت "عقبي"، إلى أن النواب طالبوا باستدعاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، للوقوف على آخر التطورات بالمنطقة العربية، وبحث مدى إمكانية مشاركة مصر في الحرب بسوريا لعودة الحياة إلى سابق عهدها.
وتعليقا على ردود فعل الجانب الروسي، قال، إن ما يهم روسيا هي مصالحها الشخصية لا غير دون الالتفات إلى أي جوانب أخرى، مشيرًا إلى أنه ينبغى على العرب سلك مسار مستقل عن بقية التحالفات الأخرى، لأن الجميع يريد فرض السيطرة على سوريا ليس إلا دون اعتبار للعرب.
وأكد "عقبي"، أن رد وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" على الاعتداءات الأمريكية المشتركة مع فرنسا وبريطانيا، جاء بالهجوم على دول العدوان والتصريح بأن البيت الأبيض لم يقدم أدلة على وجود أسلحة كيمائية في سوريا، مضيفًا: "هذا صحيح ولكن أنت كمان مجبتش أدلة تخليك تدعم الأسد وتحتل سوريا، عشان كدا إحنا مش لازم نكون ورا حد، إحنا لازم نكون في جهة مستقلة ونواجه الموضوع من منظورنا العربي".
وكيل "إسكان البرلمان": الرد المصري على غارات العدوان الثلاثي بسوريا سيكون حاسمًا
أكد النائب خالد عبد العزيز، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، وعضو المكتب السياسي بمكتب حزب المصريين الأحرار، أن أمريكا اخترقت كافة المعاهدات الدولية بشن غارات جوية على سوريا، وتعمدت أن تتحدى المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن ذلك يعد تدخلاً صريحًا في الشئون الداخلية للدولة السورية المستقلة، وهو أمر عفا عليه الزمن.
وأوضح "عبد العزيز"، في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، أن مصر سيكون لها رد قوي على التدخلات العدوانية من قبل التحالف الثلاثي بين أمريكا وفرنسا وبريطانيا، مؤكدًا أن الرد سيكون دبلوماسيًا وإذا تطرق الأمر للحل العسكري؛ فالجيش المصري جاهز لذلك.
وقال "عبد العزيز"، إن أمريكا تعدت بكل فظاظة على الشئون الداخلية لسوريا، ودون أي اعتبارات دولية أو عربية، مشيرًا إلى أن مصر ستكون صاحبة الحل للقضية السورية في وقت قصير.
وأشار وكيل لجنة الإسكان، إلى أن التدخل الروسي يعد انتهاكًا للقانون الدولي، موضحًا أن روسيا تدعم بشار الأسد على حساب الشعب السوري، متابعًا: "لابد أن يكون التدخل عربي مش تدخل من الدول الغربية".
وأضاف "عبد العزيز"، أن الأزمة السورية لن تنتهى إلا بعقد اجتماع مع بشار الأسد في القاهرة؛ لبحث التوصل لحل سلمي لإنهاء كافة المشاكل التي تواجه الشعب السوري، مشيرًا إلى أن القاهرة ستكون شاهدة على إنهاء الأزمة السوية، مشيرًا إلى أن اختيار أي دولة غير مصر سيعمل على تعقيد عمليات التفاوض مع بشار الأسد.
وأوضح وكيل لجنة الإسكان، أنه طالب بعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية وحشد كل وزراء الخارجية العرب للتوصل لحل نهائي بشأن القضيتين السورية والفلسطينية.
"برلماني": لا وجود لما يسمى بالوحدة العربية لتحل الأزمة السورية
أكد المهندس مجدي ملك، عضو لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي والثروة الحيوانية بمجلس النواب، أنه لا وجود لما يعرف بالقرار العربي والوحدة العربية والدفاع العربي المشترك كما يدعى البعض، مشيرًا إلى أن العرب في حالة تفكك بسبب قرارات بعض الأنظمة العربية غير المبررة.
وأضاف "ملك"، في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، أن الحفاظ على الشعب السوري كان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ بداية الأزمة، موضحًا أن السيسي أكد أن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل إلا حلاً دبلوماسيًا من خلال الحوار ومن خلال الجلوس على طاولة المفاوضات.
وقال، إن أخطاء الأنظمة السياسية العربية تجنيها الشعوب، وليعلم الجميع أن ما يحدث في سوريا خسائره على الشعب السوري، مؤكدًَا أن الشعب وحده هو من يجني ثمار هذا الخراب وهو أمر غير مقبول.
وأوضح عضو لجنة الزراعة، أن الشعب المصري بأكمله يقف جنبًا إلى جنب مع الشعب السوري الشقيق، لافتًا إلى أن المصريين يساندون شعب ولا يساندون أنظمة.
وأشار "ملك"، إلى أنه يجب الحفاظ على الشعب السوري وعلى وحدة الدولة الشامية "سوريا"، مؤكدًا أن تفتيت سوريا وتفككها هو هدف للكيان الصهيوني والعدو اللدود للدولة المصرية، لكي تبقى منطقة الحزام المحيط بهذا الكيان منزوعة السلاح ومنزوعة الجيوش.
ولفت "ملك"، إلى أن المخطط الصهيوني يسير بنجاح، موضحًا أن ما حدث مع العراق ولبنان والأردن، وما حاولوا أن يفعلوه مع مصر، وما يحدث الآن في سوريا هو أكبر دليل على أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من تفكك الدول العربية.
وتابع: "الحفاظ على الشعب السوري والحفاظ على مقدراته هو هدف يجب أن يكون أمام أعين الأنظمة العربية وكل الشعوب العربية".