أكدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، أن الاحتكاكات التركية الأخيرة، التي تمثلت في إسقاط طائرة يونانية، قبالة سواحل جزيرة سكايروس، لم تكن أول انتهاك تركي للمجال الجوي اليوناني.
وقالت المجلة، في تقرير لها، الجمعة، إن النزاعات حول المجال الجوي والحدود البحرية وحقول الغاز تسمم العلاقات بين تركيا من جهة ودول شرق المتوسط من جهة أخرى، موضحة أن اكتشافات احتياطيات الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط، التي كانت تشكّل في وقت من الأوقات مفتاح السلام في المنطقة، أثارت الكثير من الصراعات والتعديات التركية على عدد من البلدان بالإضافة إلى اليونان.
وأشارت إلى أن تركيا بالفعل عطلت خطط قبرص، لتطوير بعض حقولها البحرية، وفي وقت سابق من هذا العام منعت سفنها الحربية منصة تابعة لشركة الطاقة الإيطالية من التنقيب عن الغاز شرقي الجزيرة، التي تنقسم بين الجنوب القبرصي اليوناني المعترف به دوليًا والشمال الذي تسيطر عليه تركيا.
وأضافت المجلة أن تركيا اصطدمت مع مصر التي وافقت مؤخرًا على تطوير بعض حقول الغاز بالتعاون مع قبرص.
ويقول مات بريزا، المسؤول السابق في البيت الأبيض، إن المنطقة تواجه الآن توترات جيوسياسية متصاعدة، وتعمق أنقرة من عزلتها بتلك التحركات العدائية، لافتًا إلى أن هناك محورًا جديدًا يظهر بين مصر وقبرص واليونان لمواجهة تركيا.
وأوضحت المجلة أن المحور الثلاثي تجلى في عدة قمم ثلاثية بين قادة الدول الثلاثة، مشيرة إلى أن هناك تحضيرات للقمة السادسة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس اناستياديس ورئيس الوزراء اليونانى الكسيس تسيبراس، والتي تستضيفها القاهرة أواخر الشهر الحاليّ.
وتأتي القمة التي تستضيفها القاهرة قبيل قمة أخرى تشارك إيطاليا فيها جنبًا إلى جنب مع الثلاث دول، وتُعقد في جزيرة كريت أكبر الجزر باليونان العام الجاري، لإقامة شراكات أوسع.
وتُعقد قمة القاهرة في 30 أبريل الجاري وتركز على التنسيق والتعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والثقافة والسياحة من بين أشياء أخرى، في إطار جدول أعمال التنمية يحقق المنفعة المتبادلة، ويساعد على تحقيق الاستقرار والسلام، فضلًا عن أن القمة تبحث الآلية الثلاثية الناشئة في المنطقة، حيث إن مصر ملتزمة دائمًا بالتنسيق مع قبرص واليونان في مواجهة التحديات الراهنة في منطقة شرق المتوسط، فضلًا عن بحث اتفاقيات جديدة في مجالات الغاز والاقتصاد والسياحة والأمن الإقليمي.