وجه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان انتقادات للغرب خلال قمة الأقليات المسلمة حول العالم بمدينة إسطنبول، موضحًا أن العالم الغربي يعزز قوته من خلال معاداة الإسلام.
وأضاف "أردوغان" أنهم يعون جيدا أن الدول الغربية تقطع آلاف الأميال كسمكة قرش تشتم رائحة الدماء عندما يتعلق الأمر بالنفط والذهب والألماس وحصة السوق، مفيدا أنهم يعرفون جيدا كيف تجاهلت الدول نفسها المذابح التي تشهدها فلسطين والإبادة التي تشهدها أراكان والظلم الذي حصد آلاف الأبرياء في سوريا.
وفي إشارة منه إلى فرنسا، ذكر "أردوغان" أنه سأل الرئيس الفرنسي في اتصال هاتفي كيف لبلاده التي قتلت 5 مليون شخص في الجزائر أن تدافع الآن عن المدنيين في سوريا، مشيرا إلى أن قادة الدول الإسلامية لم يفهموا بعدُ أن “العالم أكبر من خمس”، واعتادوا على سياسة العبودية وينفذون ما يطلبه الغرب منهم، على حد تعبيره.
وأوضح أردوغان أنهم يعانون من التمييز في مناطق محددة بالعالم الإسلامي، مفيدا أن المسلمين يقتلون بعضهم البعض وهو ما لا يمكن استيعابه، كما شدد أردوغان على ضرورة إعادة النظر في هذا الأمر وتصويبه.
وعلى الصعيد الآخر ذكر أردوغان أن بلاده تستضيف في القمة الحالية قيادات دينية وأكاديميين وممثلين عن 250 دولة مسلمة، وأنه يؤمن بأن قمة الأقليات المسلمة حول العالم التي تُقام في تركيا لأول مرة ستسهم في حل مشكلات الأمة الإسلامية.
وتنظم رئاسة الشؤون الدينية التركية القمة في الفترة بين 16 و19 أبريل/ نيسان الجاري بمدينة إسطنبول تحت عنوان “القمة العالمية للأقليات المسلمة” وبمشاركة 250 ممثلا عن 100 دولة.
وتضمنت قائمة المشاركين في القمة رؤساء أو ممثلين عن الإدارات الدينية بجانب أكاديميين ونشطاء وصحفيين وكتاب يعملون في المجال نفسه.
ومن اللافت أن الرسالة التي بعثها رئيس الشؤون الدينية “علي أرباش” إلى من وصفهم بـ”ممثلي الأقليات المسلمة في العالم” المدعوين للمشاركة في المؤتمر طالبت المدعوين بإعداد “تقرير” حول المشاكل التي يعاني منها المسلمون في بلدانهم بغية نقاشها وإيجاد حلول لها.
وجاء في الرسالة المبعوثة إلى ممثلي الأقليات المسلمة حول العالم: “يستهدف هذا المؤتمر التعارف بين أقليات المسلمين الذين يواصلون حياتهم في البلدان التي يعيشون فيها باعتبارهم ممثلي ’الهلال‘، وإحياء روابط الأخوة المهملة، ونقاش المشاكل التي يواجهونها والبحث عن سبل لحلها وتسويتها، والتعاون في مجال التعليم الديني والخدمات الدينية”.
وفي حديثه مع موقع “زمان التركية”، أفاد الصحفي التركي “كامل جودت” أن ممثلين عن الجماعات الإسلامية من العالمين الإسلامي والغربي سيشاركون في هذه القمة المشار، زاعمًا أن الهدف من هذه القمة التمهيد لإعلان خلافة أردوغان على العالم، على حد قوله.
وأضاف جودت قائلاً: “المؤتمر ليس كأي مؤتمر علميّ عاديّ، بل هو مؤتمر رسمي يطالب أردوغان من خلاله ممثلي الجماعات الإسلامية بإعداد تقرير عن المشاكل التي يجابهونها في بلدانهم ليقوم بحلّها! بأي وصف يطالبهم أردوغان بذلك؟ وبأي آليات سيقوم بتسوية تلك المشاكل؟ أليس ذلك تدخلاً سافراً في الشئون الداخلية لهذه البلدان التي يعيشون فيها؟ أليس هذا يعني أن أردوغان بات يرى نفسه زعيمًا للعالم الإسلامي؟”.
وأوضح جودت قائلاً: “للأسف الشديد تركيا في ظل حكم أردوغان باتت تتدخل في شئون الدول الأخرى، خاصة الدول الإسلامية، عبر جماعات الإسلام السياسي، بآليات ووسائل مختلفة. وكما رأينا في بعض الدول الأوروبية، من بينها ألمانيا وهولندا، فإن أردوغان يستخدم الموظفين العاملين في الملحقات الدينية والثقافية التابعة للسفارات الموجودة بالعالم كجواسيس، ويوظفهم في عمليات ضد المعارضين الأتراك، إلى جانب توظيف عناصر مخابراته في هذا الصدد.. تذكروا كيف كانت الشرطة الألمانية داهمت العام المنصرم منازل مجموعة من العاملين في فرع رئاسة الشئون الدينية بألمانيا بتهمة التجسس لصالح تركيا ثم بدأت العملية القانونية بحقهم.. لا شك أن هذا النهج يثير مشاكل بين تركيا ودول العالم أجمع ويؤدي إلى عزلة غير مسبوقة لبلدنا للأسف”.
ولفت جودت إلى أن أن أردوغان سيستغل هذه القمة كأداة انتخابية في الداخل أيضًا خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، واعتبر هذه الخطوة سعيًا لإشباع لهفة واشتياق أنصاره من التيار الإسلامي للخلافة الإسلامية التي يحلم بها الرئيس أردوغان، على حد تعبيره.