على مدى عدة ساعات متواصلة، عاش أهالي مدينة صان الحجر بمحافظة الشرقية أمس أحداثا مؤسفة بعد مصرع اثنين من عمال هيئة الصرف الصحي بقطاع صان الحجر داخل بئر للصرف أثناء مباشرة عملهما فيما أنقذت العناية الإلهية عامل آخر بشركة مختار إبراهيم أنقذه الأهالي بعدما حاول مساعدة الفقيدين.
قال صبحي كموش، أحد أهالي مركز صان الحجر شاهد عيان على الواقعة، إن المتوفيين توجها يوم الحادث "لتسيلك بالوعة الصرف" والتي تقع على بعد نحو 40 متر من محطة الصرف الصحي في المدينة، وبمجرد نزول أحد العمال "مختص في أعمال التسليك وتطهير البلاعات" جرفته مياه الصرف التي تتدفق من المحطة بشكل كبير نظرا لوقوعها بجوار البئر".
وتابع: حاول زميله النزول للبلاعة لانقاذه إلا أنه لم يتمكن من ذلك وغرق هو الآخر وعندما حاول شخص ثالث "فني صرف صحي" بشركة مختار إبراهيم النزول إلى البئر لمساعدتهما سارع الأهالي بانقاذه وسحبه بواسطة حبل للأعلى قبل أن يغرق، مشيرا إلى أن أصيب بكسر بالذراع أثناء محاولة استخراجه.
وأضاف: "تم الاتصال بالشرطة والحماية المدنية والإسعاف، وبالفعل حضرت سيارة إسعاف بعد نحو 5 دقائق من الواقعة وحاول رجال الإسعاف نقل المصاب إلى مستشفى الحسينية المركزي إلا أن الأهالي رفضوا وقرروا نقله إلى مستشفى الجمالية بالدقهلية لاعتقادهم بأن الخدمة ستكون أفضل من المقدمة بمستشفى الحسينية، لافتا إلى أنه تم إحضار سيارة نصف نقل وتوجه الأهالي به إلى الجمالية".
وتابع: "حضر رجال الحماية المدنية بعد فترة وتم إغلاق محطة الصرف الصحي و4 أبار محيطة بالبئر الذي سقط فيه العمال وتم استخراج جثة أحد العمال واصطحبه أهله الذين يقيمون بقرية الفولي الكائنة بالقرب من مدينة لحسينية إلى منزلهم بسيارة نصف نقل وبعد نحو ساعتين تم استخراج جثة المتوفي الثاني وتم نقله بسيارة الإسعاف إلى منزله".
واستطرد: "بعد نحو نصف ساعة طلبت النيابة معاينة الجثامين فقام أهالي المتوفيين باصطحاب الجثمانيين على سيارتين نصف نقل وتوجهوا إلى مكان الواقعة في انتظار وصول رئيس النيابة وبعد نحو نصف ساعة لم يحضر رئيس النيابة فقام الأهالي بقطع الطريق ثم تم إبلاغهم أن النيابة صرحت بدفن الجامثين؛ فعاد بهم الأهالي إلى منازلهم وتم تشييع الجثمانين".
ولفت إلى أن الأهالي لم يحرووا محاضر باتهام أي مسؤول بالإهمال أو التسبب في الواقعة بينما طالبوا بحفظ حقوقهم خاصة أن أحد كان معين والآخر كان يعمل بعقد مؤقت، مضيفا أن أهالي المدينة حملوا هيئة الشرب والصرف الصحي المسؤولية خاصة أنها لم يتم توفير عوامل الأمان والسلامة للعمال مثل بدل غطس أو أسطوانات أكسجين وغيرها.
كان اللواء رضا طبلية، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد باستقبال مستشفى الحسينية العام كل من "محمود ع ف" 30 عاما مقيم صان الحجر و"أحمد م ع" 34 عاما مقيم قرية الفولي منشأة أبو عمر جثتين هامدتين إثر سقوطهما في بئر صرف صحي أثناء مباشرة عملهم فيما تمكن الأهالي من إنقاذ شخص ثالث يدعى "السيد محمد إبراهيم" عامل فني بشركة مختار إبرهيم والذي تصادف وجوده في المكان وقت الحادثة وحاول انقاذ الفقيدين ونزل إلى البئر إلا أن الأهالي انقذوه.
وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.