ناقشت القمة العربية الـ29 في السعودية وسط أجواء العدوان الأمريكى الأوروبى على سورياـ عدة خيارات لوقف نزيف دمشق، وتقسيم سوريا.
وعقدت القمة في وقت شديد الحساسية وفي ظل مؤشرات على اندلاع حرب كبرى في سوريا على خلفية التهديدات بين الولايات المتحدة وروسيا وكذلك الضربة العسكرية التي وجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي لسوريا، ورغم أن اليد العربية ليست بذات التأثير الذي قد يحول دفة مجريات الأحداث في سوريا إلا أن مصر طرحت رؤيتها القائمة على أهمية توحيد الموقف العربي إزاء ما يجري في سوريا.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بشأن الوضع السوري، إن الأمن القومي العربي يتعرض لتهديد خارجي يتعارض مع مبدأ سيادة الدول العربية، قائلا نصه «هناك حاجة إلى استراتيجية شاملة لمواجهة التهديدات التي تواجهنا»، مؤكدًا علي ضرورة تحقيق احترام سيادة الدول العربية وعدم السماح لأي تدخل في المنطقة، مشددا على أن التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية تهدد الأمن القومي العربي.
واستفاض الرئيس في الوضع المتأزم في سوريا مطالبا بفتح تحقيق دولي شفاف في استخدام أسلحة كيمائية ضد المدنيين، قائلا« هناك ضرورة إجراء تحقيق دولي شفاف حول استخدام أسلحة محرمة في سوريا»، مشددا على أن مصر ترفض استخدام الأسلحة المحرمة دوليا في سوريا.
ولا يُتصور أن تتخلى بعض الدول العربية عن موقفها من نظام الأسد لكن مصر عرضت موقفها القائم على أهمية الحفاظ على الأراضي العربية موحدة من دون تقسيم وكذلك المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها الجيش الوطني السوري بغض النظر عن السلطة الحاكمة ، مع مراعاة البُعد الإنساني وعدم التسبب في مزيد من انهياره .
في ظل التحديات التي تموج بها المنطقة ، تعيد مصر التأكيد على أهمية حماية الأمن القومي العربي الذي تدني إلى أسوأ حالاته عبر تاريخ الأمة العربية في ظل انهيار دول ذات تأثير وتراجع دول أخرى وتكالب الدول الكبرى على ثروات الوطن العربي وتقاسم موارده أمام تراجع القوة العربية وتزايد الانشقاقات داخل الجسد العربي.
وطرحت مصر خلال القمة العربية جهودها في مجال مكافحة الإرهاب وكذلك نتائج العملية الشاملة سيناء 2018 ، والتحديات التي تواجهها الأمة العربية بعد تنامي التنظيمات الإرهابية واستمرار وقوف دول وأنظمة وأجهزة خلف هذه التنظيمات ودعمها في المنطقة العربية واستغلالها لأغراض سياسية أبعد ما تكون عن المصالح العربية .
كماعرضت مصر موقفها شديد القوة إزاء الرفض التام للتدخلات الإقليمية في الشئون العربية ، أخذا في الاعتبار أن الأشهر الماضية تزايدت بصورة كبيرة تدخلات إسرائيل وتركيا في الشأن العربي، فضلا عن التمدد الأخطر لإيران في الدول العربية ومحاولة التموضع العسكري في أكثر من دولة.
وأكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الأزمات الخطيرة في المنطقة سهلت التدخل الأجنبي فيها.
وأضاف خلال القمة العربية المنعقدة في الرياض أن القضية الفلسطينية تتصدر بنود أعمال القمة أنه يجب تحصين الانتصار على داعش بإعادة إعمار المناطق المتضررة ،وأدان التدخلات الإيرانية في البحرين وغيرها من الدول العربية.
ودعا إلى ضرورة التصدي لمحاولات الاحتلال بالحصول على مقعد دائم في الأمم المتحدة.
نقلا عن العدد الورقي.