"منتوش قد التدخل العسكرى للآخر بتدخلوا ليه".. ضغط أمريكى على مصر للتدخل العسكرى بسوريا.. والقاهرة ندعم السياده السورية

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
كتب : سها صلاح

في ظل التوتر الذي يعم سوريا، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد قيادته لعدوان ثلاثي أشتركت فيه بريطانيا وفرنسا قصف سوريا مساء الجمعة الماضية بزعم استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيميائية، ليدعو لتحالف عربي للتدخل العسكري في الدولة "المنكوبة".

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن هناك العديد من المشكلات في ذلك التحالف العربي لدخول سوريا، فهناك فرصة ضئيلة لأن توافق غالبية الدول العربية المعنية على مثل هذه الخطة مثل مصر، ومن المرجح أن توافق السعودية والإمارات، حيث تجري السعودية محادثات مع الولايات المتحدة لإرسال قوات إلى سوريا ، بحسب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لكن من غير الواضح ما إذا كانت الدول العربية الأخرى ستحذو حذوها.

واضافت الصحيفة أن جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي تواصل مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، لاستطلاع استعداد انضمام مصر للتحالف لتشكيل قوة عربية تعوض الخروح الأمريكي، إلا أن مصر رفضت الأمر تماماً مؤكدة احترام السيادة السورية، كما أن البلاد في حالة حرب مع الإرهاب ولا تستطيع مصر فتح جبهات جديدة للحروب.

اقرأ أيضاً.. مقترح لتواجد عربي في سوريا.. اتفاق أمريكي-سعودي لدخول دمشق

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال خلال كلمته في القمة العربية التي عقدت في الظهران الأسبوع الجاري ،«هناك حاجة إلى استراتيجية شاملة لمواجهة التهديدات التي تواجهنا»، مؤكدًا علي ضرورة تحقيق احترام سيادة الدول العربية وعدم السماح لأي تدخل في المنطقة، مشددا على أن التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية تهدد الأمن القومي العربي.

وأضاف الرئيس أنه لا يُتصور أن تتخلى بعض الدول العربية عن موقفها من نظام الأسد لكن مصر عرضت موقفها القائم على أهمية الحفاظ على الأراضي العربية موحدة من دون تقسيم وكذلك المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها الجيش الوطني السوري بغض النظر عن السلطة الحاكمة ، مع مراعاة البُعد الإنساني وعدم التسبب في مزيد من انهياره .

وأكد أنه في ظل التحديات التي تموج بها المنطقة ، تعيد مصر التأكيد على أهمية حماية الأمن القومي العربي الذي تدني إلى أسوأ حالاته عبر تاريخ الأمة العربية في ظل انهيار دول ذات تأثير وتراجع دول أخرى وتكالب الدول الكبرى على ثروات الوطن العربي وتقاسم موارده أمام تراجع القوة العربية وتزايد الانشقاقات داخل الجسد العربي.

اقرأ أيضاً.. مصر تحلق خارج السرب وتطالب بإجراءات حاسمة لحماية الوطن العربي من التدخل الخارجي

ويعتبر الحديث عن إرسال قوات مصرية إلى سوريا ليس جديد، حث تحاول أمريكا كسر العلاقات القوية التي تعمقت بشكل كبير بين الرئيس مصر وروسيا التي تساعد القوات السورية في دحر الإرهاب، كما أن مصر تربطها علاقات وثيقة وقوية بسوريا بشكل خاص منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتمعقت تلك العلاقات بشكل أكبر في السنوات الماضية منذ تولي الرئيس السيسي حكم البلاد في فترته الأولى، ومبادرات مصر في وقف إطلاق النار في خمس مدن سورية لتهدئة الأوضاع في البلاد.

-فكرة غير قابلة للتطبيق:

قالت صحيفة الجارديان البريطانية أن هناك حوالي 2000 جندي أمريكي في سوريا يقاتلون تنظيم داعش الإرهابي ، لكن دونالد ترامب أعرب مراراً عن رغبته في سحبهم.

أما عن فكرة وجود تحالف عربي للعب دور في سوريا لاحتواء النفوذ الإيراني ليست جديدة فقد طُرحت في 2015، لكنها تواجه تعثر حيث تواجه السعودية والإمارات حرب في اليمن، وترفض مصر التدخل العسكري في سوريا.

وقال خبراء في الشرق الأوسط إن من الممكن أن تقوم الدول العربية بتمويل جيش يديره "مرتزقة" ليجاربون بالوكالة عن دول الخليج من السودان أو أفغنستان.

وقال إميل حكيم، خبير في الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للـ"جارديان"، إن فكرة قوة التدخل العربي تظهر كل عامين ، وينظر إليها دومًا على أنها فكرة ذكية من الناحية السياسية لخلق إحساس بالملكية"، ولكنها فكرة مستحيلة.

والسؤال هو: هل استشار السعوديون الدول الأخرى قبل التحدث نيابة عنها؟ اعتقد السعوديون أن مصر وباكستان ستأتي لمساعدة اليمن ولم يفعلوا ذلك.

اقرأ أيضاً.. المغرب يكشف موقفه من إرسال قوات إلى سوريا

وقالت رندة سليم ، التي تدير برنامج دبلوماسية المسار الثاني في مبادرة الشرق الأوسط: "شيء واحد يدفع السعوديين لدفع" قوى عربية "أخرى للقيام بالمهمة ، هو الدخول بشكل مباشر ضد إيران وحزب الله، ولكن مصر لن تشارك أيضاً في هذا بسبب حربها مع الإرهاب في سيناء.

فيما قال نيكولاس هيراس ،الخبير في مركز الأمن الأمريكي الجديد: سيفضلون إرسال مرتزقة وأموال عن وضع القوات على الأرض، فالسعودية يتم خرق أراضيها كل يوم من قبل الحوثيين بصواريخهم الباليستية، فكيف يدخلون في حرب أخرى وهم غير قادرون على تأمين حدودهم بشكل كبير.

كيف ستخرج مصر من المأزق؟

في سياق متصل، أكد خبراء في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن أن رد الفعل المصري واضح ولن مهما كانت الظروف أو الضغط الخليجي أو الغربي.

حيث أكد الدكتور مصطفي الفقي مدير مكتبة الأسكندرية في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن مصر لن تندفع وراء المطالبات العربية والغربية للزج بجيشها في حرب خاسرة لجميع الأطراف.

وقال أن الرئيس السيسي يحاول حل الأزمة سياسياً، لتجنب الحل العسكري الذي تدعو له بعض الدول العربية، والتي لن تشترك فيه مصر حتى وإن فشل الحل السياسي، مضيفاً أن حل الأزمة السورية لن يحدث إلا بالتوافق الأمريكي الروسي.

وأشار إلى أن مصر تحافظ على وحدة الأراضي السورية، وأكدت مراراً على ضرورة تقرير الشعب السوري لمصيره، ولقد أغفل العرب المثل المصري المعروف "أنا وابن عمي على الغريب"، وليس "أنا و الغريب على أبن عمي"، وإلى أن يتعلم العرب من دروس حرب الخليج والحروب التي أعقبتها ستبقي مصر هي المدافعة عن وحدة العرب.

كما أن قرار الدخول العسكري في سوريا يحتاج غلى موافقة البرلمان وفقاً للدستور و الرئيس السيسي منذ أن تولى وهو حريص على عدم الدخول في حروب ليست من شأن مصر التدخل فيها للحفاظ على جيشه خاصة في ظل الحرب الدائرة ضد الإرهاب في سيناء.

وفي نفس السياق، قال جمال القليوبي استاذ هندسه البترول والطاقه الجامعه الامريكية في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الظهير العربي لا يعي ما سيفعله إذا حدث تدخل عسكري في سوريا حيث ستتكرر مآساة اليمن التي كان من الممكن أن تحل أزمتها سياسياً.

وأكد "القليوبي" أن الدخول العسكري العربي في سوريا سواء كان للحد من النفوذ الإيرانية أو دحر الإرهاب أو إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد هو تعدي واضح على السيادة السورية و يصب في مصلحة إسرائيل، لذا لن تزج مصر بنفسها في تلك الحرب.

اقرأ أيضاً.. العراق تكشف عن موقفها من إرسال قوات عربية إلى سوريا

وأضاف القليوبي، أن دول الخليج لن تستطيع الضغط على مصر بوقف تصدير البترول مثلما فعلت شركة أرامكو في 2016 للضغط على مصر لإرسال قوات لمساندة التحالف العربي في اليمن.

وأشار إلى أن مصر تستورد من الإمارات والكويت والسعودية مواد بترولية بموجب اتفاقيات وليس دعماً، حيث تستورد مصر 700 ألف طن من المواد البترولية بنسبة 25% لاتفاقية لمدة 8 سنوات.

وإذا ما حاولت السعودية فسخ العقد سيكون هناك شروطاً جزائية لصالح مصر على تلك الشركات، وفي حالة تعطيل الإجراءات بأي شكل كان، فإن الكويت لن توافق على وقف تصدير البترول لمصر، كما أن حقل "ظهر" للغاز الطبيعي سيتم تشغيله في يونيو القادم وسيوفر لمصر أكتفاء ذاتي، لذا لن تلوى ذراع مصر للدخول في حرب ضد شقيقيتها سوريا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً