قال خطيب الجامع الأزهر عميد كلية أصول الدين الدكتور عبد الفتاح العواري، إن الأدب مع الله هو سلوك الأنبياء، وشعار الأتقياء، وما استعمل عبد الأدب إلا ارتفع، وما جانبه إلا هوى، وإذا كان الأدب مع الخلق من أجل متاع الدنيا الزائلة، فماذا عن الأدب مع الخالق -جل جلاله.
وأضاف خلال ألقائه خطبة اليوم الجامع الأزهر، حول" الأدب مع الله سبيل الفلاح"، أإن الأدب مع الله أرفع مراتب الأدب وأعلاها، وأجلها وأزكاها، كما أنه سبيل الفلاح ونيل الدرجات العلا والفوز برضا الله، فما تأدب متأدب بأحسن من أدبه مع ربه وخالقه، وما أساء امرؤ الأدب بأشنع من إساءته الأدب مع سيده ورازقه.
ولفت إلى أن من مقامات الأدب مع -الله تعالى- تعظيم شعائره وحرماته؛ فيعظم ما عظمه الله من شخص أو زمان أو مكان أو عمل، ويراعي ما يجب له من أدب وحرمة؛ تأدبًا مع الله تعالى، فيتأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأدب اللائق به وبمنزلته، ومع أهل العلم والدين، ومع والديه.
وأكد خطيب الجامع الأزهر أن حُسن الخُلق مع الله يتحقق بأن يتلقى الإنسان أحكام الله بالقبول والتطبيق العملي، فلا يرد شيئًا من أحكام الله، فإذا رد شيئًا من أحكام الله، فهذا سُوء خُلق مع الله عز وجل، سواء ردها منكرًا حُكمها، أو مستكبرًا عن العمل بها، أو متهاونًا بالعمل بها.
وشدد على أن سوء الأدب مع الله يستوجب العقاب الشديد ضاربًا المثل بقارون الذي أدعى لنفسه العلم والمعرفة، واستشعر القوة والعظمة فعاقبه الله بأن خسف به وبداره الأرض ليكون عبرة لكل من يسىء الأدب مع الله.