مدارس "STE" يافرحة ماتمت.. اعتصام الطلاب المتفوقين وأولياء أمورهم احتجاجا على مصير "عباقرة المستقبل".. حضانات الأذكياء تجربة ناجحة بالفيوم.. 100 باحث يصنعون المستقبل في كفر الشيخ (صور)

كتب :

كتب: فاتن بدران ـ كمال عبد الرحمن ـ مدحت عرابى ـ شيماء السمسار

بهدف محاربة التأخر التعليمي والبحث عن منظومات أخرى تساير العصر بعدما أثبت التعليم العادي فشله في خلق أجيال قادرة على التعلم والابتكار بدلا من الحفظ والنسيان، لجأت الدولة إلى إنشاء مدارس خاصة للتلاميذ الموهوبين، بهدف خلق بيئة مناسبة لهم لإخراج طاقاتهم ومواهبهم عبر نظم تعليمية مختلفة.

واستبشر القائمون على التعليم خيرا بنظام المدارس الجديدة، التي تعرف باسم «ستيم» وصل عددها لنحو 11 مدرسة للمتفوقين دخلت الخدمة تضم 400 طالب، إلا أن فرحتهم لم تكتمل بعدما عرقت وزارة التربية والتعليم مسيرة تلك المدارس بقرارجائر- حسب وصف أولياء أمور الطلبة-، يحرم أبنائهم من الالتحاق بكليات القمة، ما تسبب في إعلان كثير من الطلبة دخولهم في اعتصامات اعتراضا على ذلك النظام، مطالبين الرئيس بالتدخل ولسان حالهم يقول «هل أجرمنا لأننا التحقنا بمدارس الموهبين؟».. «أهل مصر» جابت عددا من المحافظات للتعرف على حقيقة الوضع داخل مدارس العباقرة.

ـــ حضانات الأذكياء تجربة ناجحة في الفيوم

في الفيوم يحظى الطلاب الموهوبين برعاية الأجهزة المعنية، التي احتضنت ابتكارات هولاء الصغار وعباقرة الغد.

محمد يوسف حسين، مدير قسم إدارة رعاية الموهبين بمديرية التربية والتعليم بالفيوم، يقول إن المحافظة تهتم بقطاع الموهبين والمتفوقين منذ 5 سنوات، لافتا لوجود مشروعا لإعداد جيل من شباب البحث العلمي، موضحا بأن البحث العلمي هو مايسمى بالتعليم الذكي وهو إعداد الطلاب من المبتكرين والمخترعين، ومن ثم اعدادهم لعمل الأبحاث الابتكارات، التي يكون الغرض منها حل مشكلة.

وأضاف «حسين» أن رعاية الموهبين بالفيوم يعتمد على إعداد وتأهيل طلابها من الموهبين وتبني مشروعاتهم ، حتى تحصل على براءة الاختراع .

وتابع بأن قسم رعاية الموهبين حصد منذ شهور قليلة على 23 مركزا من المراكز الأولى على مستوى الجمهورية في مشروعات وابتكارات واختراعات الطلاب المتميزة.

ولفت أن إدارة رعاية الموهبين بوزارة التربية والتعليم عمرها 3 سنوات فقط، مؤكدا أن كل إدارة ومدرسة بها منسق عن رعاية الموهبين، فضلا عن وجود فريق كامل من أساتذة الجامعات لتدريب الطلاب المشاركين، بالإضافة إلى وجود مركز للموهبين تم إعداده بمدرسة التجارة بمدينة الفيوم ومسرح المدرسة ، ويتم إعداد الورش بها للطلاب .

وأوضح مسئول التعليم أن هناك فريق عمل من الطلاب بعد إعدادهم يحاضرون زملائهم الطلاب برعاية الموهبين، كما يتم إعداد ورش فنية ودورات في البحث العلمي.

ولفت مدير قسم إدارة رعاية الموهبين أنه ليس على المتقدم شروطا للالتحاق لقسم الموهبين إلا أن يكون لديه استعداد للعمل والتعلم والبحث، وتبني فكرته بعد فحصها من قبل المسئول المختص بمجاله ويتم مساعدته وتوجيهه.

وتهدف الإدارة إلى تحويل محافظة الفيوم وادارة الموهبين إلى مبدعين، مشيرا أن أحد الطلاب تمّكن من ابتكار «ريبوت» لاطفاء الحرائق، بديلا للعنصر البشري، خاصة في الأماكن الضيقة التي يصعب على رجال الاطفاء دخولها والتعرض للحرائق، وتم تبنيه وفي طريقه للتنفيذ.

ولفت مدير إدارة الموهبين فسي ختام حديثه أن أكثرية المتقدمين والمشاركين في رعاية الموهبين، هم طلاب التعليم الفني فهم أكثر انتاجا نظرا لتعدد الأقسام لديهم مثل الكهرباء الميكانيكا ، وتوافر المعدات وغيرها، وحصل أحدهم على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الاختراعات وتم تصعيده دوليا.

ـــ 100 باحث يصنعون المستقبل في كفر الشيخ

مدرسة واحدة للمتفوقين كانت من نصيب كفر الشيخ، التى تضم مايقرب من 100 طالب فى صفوفها، حيث يتم إختيار طلاب تلك المدارس عقب إجتياز عدداً من الاختبارات وتتميز الدراسة بتلك المدارس انها تعتمد على نظام البحث العلمى والابتكار.

يقول أحمد حسام، طالب بمدرسة المتفوقين، إن الدراسة تعتمد على البحث العلمى والتعلم الذاتي التى تخلق للطالب مناخا يهدف إلى الإبداع والابتكار وتنشئ طلابا قادرين على تحدى الصعوبات ومواجهة التحديات بكل الطرق.وأكد الطالب أن منظومة التعلم داخلها تعتمد على قدرة الطالب على تحصيل المعلومة بنفسه وفى عمل مشاريع لمحاولة حل تحديات مصر الكبرى، بالإضافة إلى تطبيق الجانب العملى بجانب الجانب النظرى وفى تطبيق مشروع كل تيرم دراسى، يهدف إلى محاولة حل تحدى من تحديات التي تواجهها مصر.وأشار حسام أنه لا توجد مناهج محددة بمدرسة المتوفقين بل توجد مراجع يرجع إليها الطالب فى تحصيل المعلومة ليستفيد أكثر من اختلاف المراجع والبحث فى الانترنت حيت أنه عاملا أساسيا فى الدراسة.

من جهتها أوضحت «اروى على»، طالبة بمدرسة المتفوقين أن طلاب STEM ليس لديهم منهجا محددا وليس لديهم حدود لهذا المنهج، بينما المدرس ما هو إلا مرشد ومساعد للطلاب مع توفير مصادر عديدة للدراسة، ما يساعدهم على تبنى فكرة التعلم الذاتى واتباع نهج البحث العلمى، بالاضافة إلى تخصيص 60% من درجات طلاب الصف الأول والثانى قائمة على مشروع يهدف لحل احد مشكلات مصر.

تضيف أن الطالب يلتحق بهذه المدارس بدرجات معينة واختبارات ذكاء وهى تعتمد على الأبحاث والابتكارات والاختراعات، بالإضافة إلى أنه لابد أن يكون دوؤبا على العمل، ولا يعتمد على الحفظ، كما يعد إحتيازه اختبارات علمية أخرى عقلية شرطا أساسيا لتحديد المؤهلين للالتحاق بالمدارس، وهذه الاختبارات تركز على قياس مهارات التفكير، القدرة على التعلم الذاتي، المثابرة، والمستوى العلمي.ـــ «النسبة المرنة» تقتل طموحات مدارس عباقرة أسيوط

مدرسة المتفوقين بأسيوط تقع بمنطقة منقباد التابعة لمركز أسيوط، ضمن سبع مدارس جديدة للمتفوقين تدخل الخدمة هذا العام.

وصرح صلاح فتحى، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، أن شروط الالتحاق بمدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، قررتها الوزارة فى أن يكون الطالب حاصلاً على شهادة إتمام الدراسة بمرحلة التعليم الأساسى دور أول من العام نفسه، وألا يزيد عمر الطالب عن 18 عامًا فى أول أكتوبر المقبل، كما اشتملت الشروط على أن يكون حاصلاً على 294 درجة فأكثر بنسبة 98%، وأن يكون حاصلاً على الدرجة النهائية فى مادة واحدة على الأقل من مواد (اللغة الانجليزية أو الرياضيات أو العلوم) منوهًا إلى أن هذه الشروط إلزامية ولا تخضع لأية استثناءات.

وأوضح فتحي أنه تمت مراعاة أعلى نظم الجودة فى انشاء تلك المدرسة حيث تحتوى جميع الفصول على شبكات WIFI وتم استبدال الزجاج العادى بنوع آخر من البولى كربونات غير القابل للكسر كذلك مبنى المدرسة مكيف لارتفاع الحرارة بالمنطقة.

وأضاف وكيل التعليم أن خريجي تلك المدارس سيلتحقون بجامعة زويل والجامعة الأمريكية ويحصلون على منح لاستكمال تعليمهم بجامعات أوروبا كمنح دراسية وسيحصل كل طالب أثناء الدراسة على جهاز Laptop وتكون الدراسة عبارة عن مشاريع لها علاقة بمشكلات المجتمع وسيكون هناك يوم أسبوعيا لزيارة مصانع حقيقية وندوات لخبراء أجانب.

من ناحيتهم أشتكى أولياء أمور مدارس المتفوقين من المساواه فى التنسيق بين الطلاب ما اعتبروه ظلما لأولادهم ورغم وعود مسئولى وزارة التربية والتعليم ببحث الأمر، إلا أنه لم يتم شيء وهو ما دفع مجالس الأباء للبدء فى اعتصامات بالمدارس مع التفكير بجدية فى تحويل أبنائهم من المدرسة بعد الإحباط الذى سيطر على أبنائهم بعد تراجع نسبه الطلاب لكليات القمة من 10% إلى 2% رغم صعوبة الدراسة ووجود وحدة لهذه المدارس داخل ديوان عام الوزارة تحكمها لوائح قديمة ومعقدة.

وطالب أولياء الأمور بإصدار قرار جمهورى أو على الأقل قرار وزارى بشأن التنسيق الخاص بهذه المدارس لإعطاء الفرصة كاملة لهؤلاء الطلاب للالتحاق بالكليات، التى يختارونها، كما تقوم جامعة زويل، بمعادلة من حصل على 96% من طلاب الثانوية العامة بمن حصل على 80% من طلاب هذه المدارس، وكذلك تحديد عدد مناسب من المنح لهؤلاء الطلاب خارج نسب التنسيق، فكان ينبغى أن تكون لها لوائحها الخاصة التى تحكمها وكوادرها الخاصة المتخصصة ذات الكفاءة العالية، حسب تأكيد أولياء الأمور.

كما اشتكى عديد الطلاب من مشكلات آخرى منها الوجبات بالمدرسة من حيث نوعيتها وكميتها والتى لا تتناسب مع أعمارهم بل عدم وجود أى وجبات بنهاية الاسبوع (الخميس والجمعة) رغم وقوع المدرسة في منطقة صحراوية منعزلة.

ومن جهه أخرى كانت الشكوى من الامتحانات التراكمية للطلاب ومعاناتهم حيث يتقدم الطالب لاختبار يشمل كل ما درسه فى سنوات سابقة، موضحة أن الاعتصام الذى أعلنوا عن الدخول فيه سببه مايعرف بـ «النسبة المرنة» وصعوبة الحصول على مكان فى كليات القمة.

وناشد الطلاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، التدخل وإلغاء نظام «النسبة المرنة» لأنها تتسبب فى إحجام الطلاب عن دخول مدارس المتفوقين، مشيرين إلى أنه إذا حصل طلبة مدارس المتفوقين على 100% فى شهادة الثانوية العامة وفق هذا النظام لن يلتحق سوى 200 طالب فقط بكليات القمة.

ـــ الاعتصام هو الحل في مدارس الغربية

من أجل طلاب مختلفين أقيمت مدارس المتفوقين لرعاية هؤلاء العباقرة وهى مدارس "STEM" ، وكانت محافظة الغربية من أولى المحافظات الرائدة فى الحفاظ على متفوقيها ، فأنشأت مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بمنطقة الجلاء بمدينة طنطا، ضمت تلك المدرسة 300 طالبا وطالبة من عباقرة أبناء المحافظة.

يقول الشناوى عايد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، إنه مع بدء الإعلان عن مدارس المتفوقين بالغربية عام 2017 ، تمت إقامتها على مساحة 10239 متر مربع ، وذلك لأنها ليست مجرد مدرسة للدراسة فقط، إذ انها مجهزة لمبيت الطلاب، وتحتوى على 18 فصلا تتراوح كثافة الفصول من "20 حتى 25 " طالب وطالبة، كما تم تجهيز جناح داخلى يحوى 47 غرفة للبنات و 44 غرفة للبنين، و مكتبة ومعمل ومطعم، وإعداد غرف خاصة بالمذاكرة لتشجيع الطلاب على التواصل بعد ساعات الدراسة.

وعلى صعيد متصل يقول "أنور ماهر" أحد الإداريين بالمدارس التكنولوجية، إنه بعد قبول الطلاب واستيفاء الأوراق المطلوبة، يبدء الطالب فى إجراء الاختبارات المؤهلة لدخول المدرسة ، كما يتم قبول الطلبة الذين سجلوا براءة اختراع فى أكاديمية البحث العلمى، ومن تقدم ولم يحصل عليها، التقدم لاختبار القبول، مع حجب نتيجة اختباره لحين تقديمه ما يفيد حصوله على براءة الاختراع الواردة بطلبه ولو لم يتقدم بها قبل بداية العام الدراسي يتم صرف النظر عن هذا الاختبار وتصعيد الاحتياطي.

ويقبل أيضاً طلاب التعليم الأساسى بالمدارس الدولية بجمهورية مصر العربية، والطالب العائد من الخارج من أي دولة عربية أو دولة أجنبية تقوم بتدريس مناهج دولية، بعد معادلة هذه الشهادة للمنهج المصري عن طريق إدارة المعادلات بالإدارة العامة للامتحانات واستيفاء شروط التقدم.

بالإضافة إلى الطالب المصري العائد من الخارج والحاصل على شهادة غير معادلة للمنهج المصري حال حصوله على شهادة امتحان تحديد المستوى عن طريق الإدارة التعليمية التابع لها محل سكنه واستيفاء شروط التقدم، والطلاب المصريين بالخارج الذين أدوا الامتحانات بالقنصليات المصرية والمستوفون للشروط.

أما عن المصروفات الدراسية، فيتحمل جميع الطلاب مصروفات مدرسية قدرها ألف جنيه عن كل عام دراسي، وفقا للمسئول الإداري الذي أشار إلى أن طلاب المدارس الرسمية والرسمية للغات والرسمية المتميزة يعفون من النفقات الفعلية للدراسة والبالغ قيمتها ثلاثون ألف جنيه فقط لا غير.

مروان أحمد، أحد طلاب المدرسة التكنولوجية يقول إن أسس التعليم والمناهج تختلف عن المدارس الحكومية والخاصة، بحيث يتم تدريس مناهج عالمية، لا تعتمد على الحفظ فقط ولكن تتم الدراسة بصورة عملية داخل المعامل، تعتمد على أسس البحث العلمى والتجربة التي تشجع على الاختراع والابتكار.

وانتقد الطالب نظام التنسيق قائلا « منذ أسبوع أعلن مكتب التنسيق التابع لوزارة التعليم مساواة طلاب المدارس التكنولوجية بالثانوية العامة الحكومية وهو ما يعد بمثابة ظلم وتعسف ضدنا ، فعند مقارنة نسبة الـ90% لطالب مدارس المتفوقين بمعدلات الثانوية العامة تتخطى تلك النسبة الـ110 %، نمنع من الالتحاق بكليات الطب والعلوم والصيدلة والهندسة».

متسائلا كيف يحدث ذلك ؟ هل أرتكبنا ذنب بدخول مدارس المتفوقين لنحرم من أبسط حقوقنا ؟، فنحن تعلمنا ودرسنا لتحقيق أحلامنا ، لكن لم يستجيب أحد وهو الأمر الذى دفعنا للأعتصام السلمى داخل المدرسة والامتناع عن حضور المحاضرات أو دخول المعامل رافعين لافتات كى نعبر عن غضبنا من هذا القرار الظالم الذى يقتل أحلامنا».

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات