تشويه وإهانة سيرة الزعيم أحمد عرابي في مسقط رأسه بالشرقية.. متحفه تحول لمأوي للبلطجية ومرعى للحيونات الضالة والقمامة تسد مداخله.. شاب: التحف النادرة واللوحات اختفت (فيديو وصور)

«لقد ولدتنا أماهتنا أحرارا ولن نستعبد بعد اليوم».. كانت الجملة التي صفع بها زعيم مصر أحمد عرابي كبرياء الخديوي توفيق، مطالبا منه الحكم بالعدل بين المصريين وإعادة كرامتهم التي سلبت والعمل على تحرير واستقلال البلاد من المحتل.. وعلى الرغم من إنصاف التاريخ للزعيم عرابي إلا أن المسئولين في مسقط رأسه بالزقازيق لم يعون قيمة الرجل التاريخية وأهانوا ذكراه عن طريق اهمال متعمد لما تبقى من سيرته، وأصبح متحفه مرتعا للحيوانات ومأوى للبلطجية وأولاد الليل فضلا عن تلال القمامة التي تشوه تاريخه في جريمة تستحق المحاسبة.

قرية «هرية رزنة» مسقط رأس عرابى بمركز الزقازيق، حيث قضى طفولته وسنوات شبابه الأولى، نموذجا للإهمال والتجاهل تحت وطأة النسيان دون أن يشفع لها اسمه وتاريخه رغم الوعود الدائمة بمنحها الاهتمام اللائق بما يتوافق مع مكانة وتاريخ صاحبها.

«أهل مصر » ذهبت إلى قرية عرابى التى لا تبعد سوى كيلومترات وبضع دقائق عن مدينة الزقازيق، بمدخل القرية يقع مبنى يمتد على مساحة شاسعة تتنتشر أمامه القمامة ويتوسط بوابة حديدية مغلقه تؤدي إلى المبني الذي بدا يعاني الإهمال منذ سنوات طويلة حيث تتنشر الشروخ بالجدارن والثقوب بواجهة المبنى الزجاجية المحطمة.

قال "رضا" من أبناء القرية إن مشكلة المتحف الذى أصبح كالأطلال المهجورة تحيطه أكوام القمامة التى جعلته مرتعا لجامعيها والحيوانات الضالة والحشرات التى تتجمع عليها صباحا ومأوى للبلطجية والمدمنين ليلا بعد تفريغه وتجريده من معظم محتوياته القيمة والنادرة قبل سنوات بطريقة مبهمة وغير مبررة كمشهد المحاكاة الذى كان يجسد الوقفة الشهيرة وبعض الصور لمذبحة بحر البقر الشهيرة وآثارها والاغتيال الصهيونى للمدنيين والتلاميذ والأبرياء العزل، وترك بعض المقتنيات والاوراق الثمينة التى تشكل جزءا من تاريخ مصر مهملة.

وأوضح أحمد، أحد أبناء القرية، أن منزله الذى يقع داخل القرية ومازال محتفظا بطابعه الأثرى والتاريخى البسيط لا يوجد ما يدل على أنه منزل الزعيم أو كونه أثرا له قيمة تاريخية سوى كتابات بسيطة لا تشير لقيمته، وهو أيضا مهدد بالاندثار يكاد أن يردم تحت الرماد رغم ما يحويه من أوراق ومخطوطات نادرة تعود لأكثر من 130 عاما، بينما كان آخر ترميم له فى منتصف الثمانينيات ولم يستغل بالشكل الأمثل بعد.

وطالب أحد أبناء البلدة الدولة بالمزيد من الاهتمام والعمل على أحياء سيرة الزعيم وتطوير المتحف والمنزل قبل أن يندثر بين القمامة والرماد واعادة تجهيزهما بالشكل اللائق لاسم الزعيم، فهل من مجيب لإنصاف القرية ومنحها القدر الكافى من الاهتمام وإنقاذ تراث عرابى ومقتنياته وتاريخه وإعادة افتتاحهما للجمهور ووضعهما على خريطة السياحة الداخلية والإقليمية والعالمية للتعرف عن قرب على حقبة هامة من تاريخ مصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً