قصص وروايات يحكيها خدام المقامات والأضرحة بمحافظة الوادى الجديد، وخاصة بمدينة الخارجة، فما بين الخرافات والكرمات تحتل الأضرحة والمقامات مكانة لدى العديد من أهالى الوادى الجديد.
روايات وقصص وأساطير تتناقلها أجيال وراء أجيال حول زهد وإيمان وتقوى وكرامات، منها ما هو معروف لدى الكثيرين من مرتاديها، ومنها ما هو مجهول الماضى، ولا أحد يعلم بقصته.
ومن هذه الأضرحة مقام «الشيخ صبيح» الذى لا يعرف أحد قصته ولكن الناس يكنون له قيمة داخل قلوبهم و«مقام الشيخ سعيد »، والذي يطلق عليه البعض الشيخ صعيد وهو من أشهر المقامات الموجودة بمدينة الخارجة بعد مقام الشيخ صبيح.
ويقول القائمون على خدمته إن الضريح لرجل من السودان عاش في الواحات وجاء إليها مع القوافل المارة بطريق درب الأربعين واستقر بمدينة الخارجة، وكان يعمل خادما عند أحد العائلات الكبيرة بالخارجة، حيث كان رجلاً صالح ولم يتزوج وكان بيته مفتوحا للغرباء واشتهر بكرمه وضيافته، وقد رآه الكثير في أحلامهم خاصة الذين يخدمون حاليا ضريحه ويتولون إقامة الحضرات وليالي الذكر.
ضريح الشيخ صبيح.. 400 عاماً من البركات وإقامة الموالد
يعد ضريح الشيخ صبيح من أقدم الأضرحة بمدينة الخارجة، حيث كان يزوره الناس منذ 400 عاماً ليتباركون به ويقمن الموالد والذكر، وكان يقوم الأهالى بالذهاب له في وقفة عيد الأضحى ويذبحون الأضحية بجواره ويوعونها على الفقراء والمساكين.
ومنذ نشأته لا يعلم عما إذا كان جسد الشيخ صبيح مدفونا داخل هذا الضريح أم لا، كما ان معظم الناس يعتقدون أنه ولى من أولياء الله الصالحين، وأن الولى له أربعون علامة ومن الممكن أن يكون الضريح واحدا من هذه العلامات، وان هذا الضريح بني بناء علي رؤية في المنام، وكل ماعلمه من أجداده السابقين أن الشيخ صبيح رجل صالح جاء إلى مصر لتعليم الناس أمور دينهم.
ويرجع تاريخ الضريح أكثر من 400 عام، وهناك أوراق وحجج للأسلاف منذ مئات السنين ذكر فيها الضريح كعلامة لحدود أطيان وزروع، وهو ما يؤكد أثريته وتاريخه.
كما أن المنطقة التي يقع بها الضريح كانت قديما عبارة عن جبال ترابية والتى يطلق عليها اهالى الواحات «الغرود» ، وكان الضريح عبارة عن حجرة صغيرة من الطوب اللبن مدعومة بباب من الصفيح إلا أن الرمل غطاها تماما مع مرور الزمن.
الاضرحة.. علاج للعقم وبركات للمتزوجين
ويروى خدام المقامات والاضرحة بالمحافظة، انه أن العرائس المقبلة علي الزواج مازالت تقبل علي المكان قبل بدء زفافها وذلك تباركا بالضريح كما أن الأباء يأتون بأطفالهم المرضي ليتباركوا بالضريح بالإضافة إلى أن الكثير من النساء والرجال المصابين بالعقم يزورون الضريح.
طرائف المقامات
ويقول ،عبد السلام عرفات احد خدام المقام بالخارجة ،إن من أشهر قصص وحكايات المكان أنه في عام 1940 تقريبا صعد أحد اللصوص إحدى أشجار النخيل القريبة من الضريح لسرقة ثمار البلح وعند نزوله التصق بها، وكان ذلك بالليل وظل هكذا حتى الصباح، ورآه الناس وافتضح أمره وكانت هذه أشهر رواية ، وكانت هناك قصة اخرى عن سيدة سبت ولعنت الضريح، وبعدها بفترة أرادت أن تتبارك به فسقطت عند مدخله وأخذت تبكى وقرأت الفاتحة له، وهناك قصص أخرى رواها الاجداد عن رجل تم رؤيته أكثر من مرة وبيده فانوس مضيء بجوار شجر النخيل المحيطة بالضريح، وكان ذلك في أوائل القرن الماضي، وذلك قبل توصيل الكهرباء إلى المكان، وكان يقال إن هذا الشخص هو الشيخ صبيح وكان يحرس المكان.
ضريح الشيخ سعيد لشفاء الاطفال من الامراض وتوديع الموتى
يطلق عليه البعض الشيخ صعيد بالــ «ص» وهو من أشهر المقامات الموجودة بمدينة الخارجة بعد مقام الشيخ صبيح، ويقول القائمون على خدمته إن الضريح لرجل من السودان عاش في الواحات وجاء إليها مع القوافل المارة بطريق درب الأربعين واستقر بمدينة الخارجة، وكان يعمل خادما عند احد العائلات الكبيرة بالخارجة ، حيث أنه كان رجل صالح ولم يتزوج وكان بيته مفتوحا للغرباء واشتهر بكرمه وضيافته، وقد رآه الكثير في أحلامهم خاصة الذين يخدمون حاليا ضريحه ويتولون إقامة الحضرات وليالي الذكر.
وعن أشهر روايات المكان يقول القائمون على الضريح:إنه قديما كانت هناك عين ماء تسمى بالخرشوبة أو عين صعيد، وكان الرجال والأمهات يأتون بأطفالهم المرضى ويضعونهم فيها لكى يشفوا، كما أن نعوش الرجال الصالحين أثناء تشييع جنازتهم كانت تقف عندما كانت تمر أمام الضريح وكأنها تودعه.