حينما يقف إنسان ما عند حافة حدود الاحتمال الإنساني، وجينما تنهار أمامه كل أحلامه، فضلا عن انتشار القيم السلبية وقلة الوازع الديني هنا يصبح لدينا مشروع منتحر ، يقدم على التخلص من كل مشاكله دفعة واحدة عن طريق انهاء حياته بأي طريقة.
وما بين الغلاء والفقر والعجز عن تكوين مستقبل وأسرة والفشل في التعليم والحياة العملية والصدمات العاطفية تتعدد أسباب انتحار المصريين والتي باتت ظاهرة مخيفة تجتاح المجتمع ولا يكاد يمر يوم إلا وتقع فيه عدة حوادث انتحار، المفزع في تلك الحوادث أن من بينها صغار لم تتعد أعمارهم الخامسة عشر عاما.
«أهل مصر» رصدت أشهر حالات الانتحار خلال الأسبوع الماضي واسبابها وأراء خبراء علم النفس والاجتماع..
- انتحار طفلة بسبب يأسها من الحياة في المنيا
أنهت طفلة لم يتجاوز عمرها 14 عامًا، حياتها متتحرة بتناول حبوب القمح السامة، والتي تستخدم للتخلص من الآفات، وذلك ليأسها من الحياة لعدم تأقلمها مع والدتها وزوج والدتها وتصاعد المشكلات بينهم.
كان اللواء ممدوح عبد المنصف مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، قد تلقي إخطارا من اللواء منتصر عويضة، مدير مباحث المديرية بوصول «زهراء.ع» 14 سنة، طالبة ومقيمة بمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا، جثة هامدة للمستشفى العام.
تبين من التحريات أن الطالبة أنهت حياتها منتحرة بتناول حبوب القمح السامة لعدم ارتياحها للعيش مع والدتها وزوج والدتها.
طفل ينهي حياته داخل دوره مياه
أقدم طفل علي الانتحار شنقا داخل شقته بمنطقة زعربانة، شرقي الإسكندرية، مستخدماً بنطال قام بلفه حول رقبته ومثبت طرفه الأخر بماسورة الستارة داخل دورة مياه الشقة.
تلقى اللواء مصطفى النمر، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارا من العميد مأمور قسم شرطة أول الرمل، من إدارة شرطة النجدة، بانتحار طفل داخل الشقة سكنه بالعقار رقم 52 شارع الكسائي بمنطقة زعربانة - دائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين وجود جثة الطفل «ع. ا ع» 13 سنة، طالب بالمرحلة الابتدائية، مسجاة على ظهرها أعلى سرير حجرة نومه يرتدى كامل ملابسه، وبمناظرتها تبين وجود سحجات حول الرقبة.
وبسؤال شقيقة والدته المدعوة «ه. س. ح» 32 سنة، ربة منزل، مقيمة بذات العنوان، قررت بقيام الطفل بالانتحار شنقاً مستخدماً بنطال قام بلفه حول رقبته ومثبت طرفه الأخر بماسورة الستارة داخل دورة مياه الشقة، وأضافت بأنه كان يعاني من مرض نفسي يعالج منه بسبب انفصال والدته عن والده، ولم تتهم أحد بالتسبب فى وفاته.
طفل يشنق نفسه في المحلة الكبرى
شهدت عزبة الكرماء التابعه لمنشأة الأوقاف بمركز المحلة ، حادث انتحار مراهق "شنقاً" لمرورة بأزمة نفسية.
ورد إخطار لمدير أمن الغربية اللواء طارق حسونة من مأمور مركز المحلة الكبرى، بالعثور على الطفل «أحمد»، 12 سنة، مشنوقا داخل غرفته بحبل ومعلق فى سقف غرفته.
وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الحادث، وتبين أن الطفل كان يمر بأزمة نفسية شديدة قبل وفاته مما دفعه للانتحار.
فيلم «كرتون» ينهي حياة طفلة المرج
أمرت نيابة شرق القاهرة بتحريات المباحث فى واقعة انتحار طفلة تبلغ من العمر 11 عاما عقب مشاهدتها فيلم «كرتون»، كما أمرت باستدعاء أهليتها لسماع أقوالهم.
ترجع الواقعة عندما تلقى قسم شرطة المرج، بلاغا من الأهالي بوجود طفلة متوفاة داخل منزل بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة، وعثر على جثة «أ.س» تبلغ من العمر 11 عاما ، وحول رقبتها قطعة من القماش، تم التحفظ على أداة الجريمة وتم عمل المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
«آية» كلمة السر في انتحار طالب بمصر الجديدة
كشفت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، غموض واقعة إلقاء شاب نفسه من أعلى الطابق السابع بمنطقة مصر الجديدة، وتبين أنه أقدم على الانتحار لرفض والدته زواجه من فتاة.
ودلت التحريات أن المتوفي ترك رسالة لوالدته مكتوب فيها : «أنا انتحرت عشان معرفتش أتجوز حبيبتي أية.. سامحيني ياماما وادعيلي».
كان المقدم سمير مجدي رئيس مباحث قسم شرطة مصر الجديدة بلاغاً، من أهالي بسقوط نجل أحد سكان عقار بشارع الإسكندرية، من الطابق السابع، فانتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة.
كشفت التحريات أن الطالب يدعى «محمد أ ب، 22 سنة»، ليسانس حقوق، ارتبط بعلاقة عاطفية مع فتاة تدعى «أية»، وحاول التقدم للزواج منها لكن والدته رفضت ارتباطه بها بحجة وجود خلافات أسرية بينهما.
اصطدم إصرار «محمد» على الارتباط بحبيبته، بحدة موقف والدته، وتمسكها بالرفض لهذه العلاقة، ما أدخله في حالة نفسية سيئة، عانى منها عدة أسابيع، وانعزل عن الأسرة ورفض الخروج من غرفته.
ومع إصرار أسرة الشاب على رفض طلبه، رغم تكراره له، قرر الانتحار، وألقى بنفسه من الطابق السابع، وبفحص غرفته تم العثور على خطابات مكتوبة بخط يده مؤكداً أنه قرر الانتحار والتخلص من حياته بسبب رفضهم الزواج قائلا: «سامحيني يا ماما أنا زعلان منك يا ماما».
أمرت نيابة مصر الجديدة برئاسة أحمد يوسف، بالتصريح بدفن جثة المتوفى وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
الشنق ردا على الفقر
أقدم عامل علي الانتحار شنقا داخل شقته السكنية بالعقار الكائن بشارع مكة بمنطقة الحديد والصلب، غربي الإسكندرية، نتيجة لمعاناته من حالة نفسية سيئة لمروره بضائقه مالية.
تلقي اللواء مصطفي النمر، مساعد الوزير، مدير أمن الإسكندرية، إخطارا من مأمور قسم شرطة الدخيلة من الأهالي بانتحار أحد الأشخاص داخل الشقة سكنه بالعقار الكائن شارع مكة بمنطقة الحديد والصلب، غرب الإسكندرية.
وبالانتقال والفحص تبين أن الشقة محل البلاغ بالطابق الأرضي بالعقار المشار إليه ووجود جثة قاطنها «ا م ح» 40 سنة، عامل، مُعلقة بغرفة النوم ملفوف حول رقبته حبل بلاستيك مُثبت طرفه الآخر بحلقة حديدية بسقف الحجرة يرتدي كامل ملابسه، وبمناظرته تبين إصابته بسحجات حول الرقبة
عنّفه والده لسوء سلوكه.. انتحار شاب شنقا في الإسكندرية
أقدم شاب علي الانتحار شنقا بمنطقة أبو يوسف، غرب الإسكندرية، مستخدما سلك كهربائي يتدلي من سقف حجرة نومه.
تلقي اللواء مصطفي النمر، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارا من مأمور قسم الدخيلة بوصول الشاب «ي أ م ا» ١٨ سنة، عامل، ومقيم منطقة أبو يوسف دائرة قسم شرطة الدخيلة، لمستشفى العامرية العام مصابا بسكات حول الرقبة ومتوفيا.
وبالانتقال والفحص تم التقابل مع شقيق والد المتوفي ومقيم نفس العنوان، قرر قيام نجل شقيقه بالانتحار شنقا مستخدما سلك كهربائي يتدلي من سقف حجرة نومه علي إثر قيام والده بتعنيفه وأخذ هاتفه المحمول لسوء سلوكه، فقام بإنزاله بمساعدة والده ونقله للمستشفي وتبين وفاته.
انتحار فتاة لرفضها الزواج من أحد الأشخاص بالمنصورة
لم تجد فتاة المنصورة البالغة من العمر 15 عاما، مفرًا للهرب من خطبتها بأحد الأشخاص، إلا بالقدوم على الانتحار عن طريق تناول قرص سام، أودى بحياتها فى الحال.
تلقى اللواء محمد حجى مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة المنصورة، يفيد باستقبال مستشفى المنصورة الدولي «ه ص ع» 15 سنة، لا تعمل، جثة هامدة «ادعاء تناول مادة سامة».
وبالانتقال وسؤال والدتها قررت بقيام نجلتها بتناول قرص كيماوى «يستخدم لحفظ الغلال»، لرفضها خطبتها لأحد الأشخاص مما أدى إلى وفاتها، ولم تتهم أحد بالتسبب فى ذلك.
ورد تقرير مفتش الصحة يُفيد بأن سبب الوفاة هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية، نتيجة تناول مادة سامة، ولاتوجد شبهة جنائية، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 3208/2018 إدارى المركز، والعرض على النيابة العامة.
تجاهل المرضى النفسيين السبب
قال الدكتور هشام عبد الله، استاذ علم النفس السلوكى، إن انتشار حالات الانتحار خلال هذه الفترة شئ محزن للغاية، وتعود لعدة أسباب منها المرض النفسي فالمجتمع المصرى يتجاهل المرض النفسى مع أنه يشابه أى مرض آخر وله تأثير سلبى كبير، مضيفا أن ثقافة المجتمع تشابه المرض النفسى بمرض الجنون وهو فى الحقيقة ليس جنون على الإطلاق وأن شعور المريض النفسى بنظرة المجتمع تجعله يائسا تمام وتضعه فى طريق الإنتحار، وذلك بعد مروره بفترة احباط شديدة.
وأضاف استاذ علم النفس أن للأسرة عامل كبير في ضياع أبنائهم ودفعهم للانتحار لبعد الوالدين وتجنبهما لمشاكل أبنائهما ولم يحاولا ايجاد حلولا لها وبالأخص بفترة المراهقة ، كما أن للبطالة والغلاء الفاحش دورا في تزايد حالات الانتحار لما يمر به الكثيرون من أزمات مادية.
وطالب الخبير النفسي الأسر المصري بالتقرب من ابنائها وتقريبهم إلى تعاليم الدين والعبادة التي تحرم قتل النفس، وبالنسبة للمجتمع فطالب خبير علم النفس بالقضاء على نظرة المجتمع اليائسة إلى المرضى النفسين.
نقلا عن العدد الورقي.