سناء جميل الممثلة المصرية القديرة اسمها الحقيقي (ثريا يوسف عطا الله)، ولدت 27 إبريل 1930 في مركز ملوي التابع لمحافظة المنيا، انتقلت مع أسرتها إلى القاهرة وإلتحقت بمدرسة راهيبات فرنسية، وظلت بها حتى وصولها إلى المرحلة الثانوية، وشاركت خلال سنوات الدراسة في العديد من المسرحيات باللغة الفرنسية
إلتحقت بعدها بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدون علم شقيقها الذي كانت تقيم معه في القاهرة، والذي قام بطردها بعد علمه بالأمر باﻹضافة إلى تبرؤ عائلتها منها، وبعد تخرجها من المعهد، ثم انضمت للعمل مع فرقة فتوح نشاطي المسرحية، و قدمت عدة أدوار سينمائية خلال فترة الخمسينات، و إشتهرت على نطاق واسع بعد تقديمها لشخصية نفيسة من خلال فيلم (بداية ونهاية) عام 1960 المقتبس عن رواية نجيب محفوظ الشهيرة.
قامت بالمشاركة في 9 مسرحيات، و 15 مسلسلًا، و46 فيلمًا سينمائيًا، وقدمت 4مسرحيات على المسرح القومي، وكان بعنوان «وشم الوردة» عن نص لـ «تينسي ويليامز»، لكنها سرعان ما غابت عن المسرح لمدة خمس سنوات عادت بعدها لتقدم مسرحية لـ «سترندبرج» بعنوان «رقصة الموت» باللغة الفرنسية، وشاركها البطولة النجم الفنان جميل راتب والممثل الفرنسي كلودمان وقد عرضت المسرحية في باريس واستمر عرضها في عدة مدن فرنسية خلال العام 1977 وسط اقبال منقطع النظير من الجمهور الفرنسي.
أقرأ أيضا..https://www.ahlmasrnews.com/news/article/600126
التقت بزوجها لويس جريس عن طريق زميلة صحفية سودانية اسمها خديجة، كانت تدرس الصحافة فى مصر، وكانت مبهورة بتجربة «روز اليوسف»، التي كان لويس يعمل بها صحفيًا، وقبل رحيلها إلى الخرطوم، أقامت حفلاً كبيرًا لتوديع أصدقائها فى منزل سناء جميل، وكان لويس جريس أحد المدعويين للحفل، وهناك كان لقاؤه الأول بالفنانة سناء جميل، وعندما قرر لويس جريس الخروج من منزلها، سألته سناء جميل مازحة: «يا لويس معاك تلاتة تعريفة؟»، فرد عليها: «معايا قرشين صاغ»، فردت قائلة: «طيب عال خالص، أنا هستنى تليفونك بكرة الساعة 12 الصبح»، وكانت هذه هى بداية قصة حب سناء جميل ولويس جريس.
كان يعتقد لويس جريس لفترة طويلة أنها مسلمه ، فتكتم حبه لسناء جميل، لكنه قرر أن يصارحها في إحدى المرات معاتبًا القدر قائلًا: «لو مكنتيش بس انتي مسلمة وأنا مسيحي كنت طلبتك للجواز»، فابتسمت «سناء» قائلة: «أنا مسيحية يا لويس وموافقة» تم الزواج بين الحبيبين، عام 1961، ولكن الفنانة الراحلة آثرت ألا تنجب كي تتفرغ بشكل كامل لفنها.
حصلت الفنانة سناء جميل على وسام العلوم، والفنون فى عام 1967، كما تم تكريمها فى مهرجان الأفلام الروائية فى عام 1998، بالإضافة إلى مجموعة من جوائز وزارتى الثقافة والإعلام، والعديد من التكريمات على مدار مشوارها الفنى الطويل فى الفترة ما بين 1950 وحتى 1998.
في أخر أيامها هاجمها مرض سرطان الرئة، وظلت فى المستشفى لمدة ثلاثة أشهر، وكان يؤرقها منظر وجهها، وتسأل زوجها ما إذا كان قد تشوّه، وقد أسرّت لزوجها الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس، بأنها لو عاد بها الزمن إلى الوراء كانت ستتوقف عن التمثيل، وتفصل ملابس بتصميمات مميزة ، وتنجب أولادًا يملؤون حياتها.
وأخيرا توفيت الفنانة سناء جميل، ولكن رفض زوجها دفنها على الفور، وأمهل نفسه ثلاثة أيام لنشر إعلان الوفاة فى كل الصحف المصرية، والأجنبية، على أمل ظهور أى من أقاربها للمشاركة فى جنازتها، ولكن دون جدوى، فلم يظهر أحد، ودُفِنت سناء جميل فى اليوم الرابع من وفاتها، وتحديدًا فى 22 سبتمبر 2002، وخرجت جنازتها من الكتدرائيه المرقسيه بالعباسية.
رحلت الفنانة ولكن ظلت أعمالها تخلد ذكرها .