اعلان

فتنة سيرافيم.. كاهن كنائس أوهايو وميتشجن وإنديانا يحرج الكنيسة القبطية برسم سيدات شماسات بأمريكا.. والسريان الأرثوذكس: خطوة لتطبيق تعاليم الكتاب المقدس

جدل تشهده الأوساط القبطية بعد إجراء رسامة شماسات جدد بيد الأنبا سيرافيم، أسقف كنائس أوهايو وميتشجن وإنديانا القبطية الأرثوذكسية بأمريكا، وهو ما اعتبره البعض مخالفا لتعاليم الرسل والكتاب المقدس، بينما اعتبره البعض الأخر أنها خطوة ليعاد إلى الكنيسة تكريس الأرامل شماسات، كما كان في الماضي قبل مجمع نيقية المقدس عام 325 بعد الميلاد.

انتقادات رسامة شماسات جدد، دفعت الأنبا سيرافيم لإصدار توضيح أن أنصاف الحقائق ليست حقائق، ومجرّد توحيد لِبس لكورال الفتيات في الكنائس، لتشجيعهن علي الحِشمة و إحترام الكنيسة والحضور في صلوات باكر وعشية ونصف الليل وحفظ الألحان الكنسيّة بإلتِزام، و لكن لم تتم أي ما يٌقال عليه رسامة.

اقرأ أيضًا.. صراع "الفضيلة" بين الكنائس.. "الأرثوذكسية" تتهم "الإنجيلية" بالتحرر وإنكار الإنجيل

وتابع الأنبا سرافيم، «كان لقائي بالبنات والأطفال والعائلات مساءً في الكنيسة، وسِتر الهيكل، مٌغلق و أنا لستٌ بملابس الخِدمة، و هٌم يرتدون لِبس الكورال في مكانهن في صَحْن الكَنيسة و يٌرتلون فقط مَردّات الشعب مع الشعب، ولم يٌنسب لهن أي دور جديد في الخدمة لم يقومن به مِن قبل، و أتت بنتيجة رائعة في حضور البنات والأطفال بإلتزام و قٌدوة، لم تُدع أي واحدة بإسمها، أو وضع يدّ على رؤسهن أو ما يُسمي بطقس رسامة، لأنه لا يُوجَد، لأننا نحترم قوانين الكنيسة و نلتزم بها».

توضيح الأنبا سيرافيم لموقفه، وتبرير أنهن كن يرتلن الألحان الكنسية بزي كنسي موحد، اكتفى نيافته فقط بمساعدتهن على إرتداء الجلباب الأبيض ولم يمسح على رؤوسهن وهو الإجراء المتبع حال رسامة المرأه شماسة، و رغم التنويه إلا أن الأمر أثار قضية تمثل خلافا بين الكنائس المسيحية.

رغم أن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية يجمعها إيمان مشترك بشقيقتها القبطية الأرثوذكسية، إلا أنها تخالفها في رسامة المرأة شماسا، فيقول الربان فادي عبد الأحد، خادم الكنيسة السريان الأرثوذكسية، إن النساء يحملن مستقبل البشرية بشكل فريد في ذواتهن لأن الحياة إنما تنبثق من رحمهن، وبهذا تكمن المقابلة بين رحمهن كأمهات يلدن الجنس البشري ورحم المعمودية الذي يلد بنين وبنات روحيات لله، لكن ما حدث تاريخياً هو أن النساء غالباً ما يتم وصفهن في المجال الروحي كجنس ضعيف ومصدر للتجارب وما إلى ذلك، وحيث أن الكنيسة استعاضت عن عماد النساء البالغات بعماد الأطفال ما كان من رتبة الشماسات إلا الازدهار في الأديرة، في ذلك المكان الذي يغيب عنه الرجل الذي يوصفهن بالضعيفات وبمصدر التجارب حائلاً دون قيامهن بمهامهنّ الليتورجية والرعوية.

ويصف الربان عبد الأحد، حياة الشماسات بانها عرفت المسيحية في العالم السرياني نوعين من التبتل، الأول هو القديسات، والثاني هو العذارى، و كنّ بسيطات في مأكلهن وفي مشربهن وفي ملبسهنّ وفيما يقتنينه، صرفن حياتهن في الصلاة والتأمل إلى جانب دراسة الكتاب المقدس وحياة الخدمة في مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى، بينما لم يبق الكثير للشماسة اليوم من مهام الشماسة في القرون الأولى للمسيحية، إلا أن صورة المرأة الشماسة في وقتنا الحاضر في كنيستنا السريانية الأرثوذكسية تشع محبةَ وعطاءً، فالشماسة في كنيستنا هي اللاهوتية التي تتبع دورات الإعداد اللاهوتي ليؤهلها لمواجهة المجتمع وأسئلته، وهي في بعض الأحيان تمثلنا في المحادثات الرسمية مع باقي الكنائس في الحوارات المسكونية، وهي التي تقوم بتثقيف الشباب دينيّاً في مراكز التربية الدينية وهي التي تقوم بعمل جبار خلال الحفلات الدينية بالإعداد لها والترتيل والتنظيم، وهي التي ترنم وقت تقدم الذبيحة الإلهية مشنفة آذان المؤمنين.

ويرجع الربان فادي عبد الأحد، بالتاريخ ذاكرا أنه في شرق الإمبراطورية الرومانية لم يكن مسموحا للمرأة أن تشارك في الحياة السياسية كشغل منصب إداري إذ كانت هيمنة الرجل في الثقافة الهللينية تسيء إلى حقوق المرأة وهويتها بشكل يضمن للرجل تفوقه وتعاليه، هذا كان السبب في عدم تمتع المرأة بحقوقها في اتخاذ القرارات الخاصة بحياتها، ولهذا فإن الكنيسة عندما أعطت المرأة هذه الحقوق فيما يخص تقرير حياتها وشغل منصب إداري وخدمي في الكنيسة كانت تُعرِّض نفسها للنقد من قبل المجتمع، غير أن الكنيسة في الشرق فهمت مكانة المرأة على ضوء مكانتها في الإنجيل المقدس، وأدت الكثير من الأمور إلى تحجيم دور المرأة الشماسة في الكنيسة.

ويوضح إن وجود النساء في الكنيسة كشماسات كان أيضاً محاولة للوصول إلى جميع فئات المجتمع بمن فيهم النساء، ويمكن أن يُقرأ هذا الأمر أيضاً على انه محاولة لفتح أبواب التواصل بين الإكليروس والعلمانيين، و السبب الآخر لوجودهن كان أيضاً المهمة التعليمية والتربوية التي كانت الشماسة موكلة بها تجاه النساء والأطفال في البيوت الوثنية التي كانت فيها نساء مسيحيات وذلك لسهولة الوصول إليهن من قبل الشماسات، بمعنى آخر كان على الكنيسة أن ترسم النساء شماسات لأنها احتاجت لهن في إعلان كلمة الله للجميع وخاصة النساء والأطفال ولخدمة ملكوت الله، وتساءل:هل تنتهي الرواية ههنا أم أن الكنيسة مدعوة لأن تقرأ قصة وتاريخ المرأة الشماسة على ضوء قصة حواء والعذراء مريم وهي قصة «السقوط والفداء».

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً