مطربة بدرجة "سلطانة"، دندنت بغنائها في الثمانينات والتسعينات فأصبحت ملهمة لأجيال ترعرعت على فنها، واعتبروها من الأصوات الدافئة التي لا تتكرر كثيراً، تواجدها ضمن الصفوف الأولى لم يكن وليد الصدفة بل مثابرة على تقديم الأفضل، تمكنت من الدخول الى قلوب المصريين واعتبروها واحده منهم، رغم إنها تحمل الجنسية التونسية.
حققت الفنانة التونسية لطيفة الكثير من النجاحات على المستوى الغنائي والفني، ولعل أخرهم ألبومها "فريش"، الذي حقق نجاح كبير في الوطن العربي، "لطيفة" تحدثت في حوار شيق لـ"أهل مصر" عن حياتها الشخصية والفنية، وردود أفعلها عندما تنتقد، وعن النجاح السهل في فترة التسعينات، وعن سر إنتاج ألبومتها لنفسها دون تدخل أحد، وعبرت عن مدى حبها لـ"مصر".
*في البداية..لماذا تصرين على إنتاج ألبوماتيك بنفسك؟
المطرب الذكي هو من ينتج أعماله لنفسه، خاصة وأن المناخ تغير وأصبح "الديجتال" يتحكم في المبيعات، وأنا من المطربين القلائل الذين أعتمدو على أنفسهم وأنتجت أعمالي، رغم عدم اقتناع البعض بالأمر، ولكن كنت على يقين بأن ما أقوم به هو ما سيستمر معي، لاسيما وأنني لا أمتلك أراضي ولا عقارات ولكن امتلك فني، وهو أجمل ما أمتلك.
*هل نجاحك في التسعينات أسهل من نجاحك في الوقت الحالي؟
نجاحي في الماضي لم يكن أسهل من نجاح حاضري، لأن النجاح في مجمله هو شيء صعب، إلا للمجتهد الذي يكرس حياته للعمل، ولا يلتفت للكلام الخارجي.
ولكن لو هناك مقياس فإن النجاح الأن أصبح أصعب من الماضي لعدة أسباب أهمها كثرة المطربين الموقعين على عقود إحتكار شركات كبرى، لاسيما وأن تلك الشركات باتت تمتلك قنوات تلفزيونية تفرض عليك سماع المطرب حتى إذا كان "ضعيف" فنياً، بينما في الماضي المطرب هو من كان يفرض نفسه بـ"الموهبة" فقط.
*لماذا ابتعدت عن التمثيل بشكل مفاجيء بعد مسلسل "كلمة سر"؟
لم ابتعد عن التمثيل بشكل نهائي وجائني أكثر من عرض خلال السنوات الماضية، ولكن حرصي على إختيار الأفضل هو ما يعرقلني عن "التمثيل"، خلال الفترة الماضية، ولكن هناك مفاجأت للجمهور قريباً.
*هل ما تقدمينه من فن يعطي إنطباع لشخصيتك الحقيقية؟
نعم حقيقي، ولكني رغم الهدوء الذي أظهر به دائماً، إلا أنني اتحول مائة وثمانون درجة، عندما يحاول شخص أو مجموعة أن تسيء إلى وطني أو إلى مصر أو إلى العالم العربي أجمع، ولكني "مسالمة"، أتجاهل أي شيء أخر، ومن يعادي مصر يخسر.
*عندما ينتقدك شخص ما.. هل يؤثر عليك بشكل أو بأخر ؟
بحكم دراستي لعلم النقد جعلتني أفرق بين الشخص الواعي الذي ينتقدني بمهنية وموضعية وعلم حتى أستفيد من نقده وأتطور الى الأحسن ولو من جمهوري، وشخص أخر يحاول نقدي بدافع النيل من عزيمتي ودائماً يكون مدفوع من «الشللية»، لعرقلتي عن «أعمالي»، وذلك بترويج «الشائعات»، المغالطة سواء عن حياتي الشخصية أو عن أمور بعتبرها ضمن «الخطوط الحمراء»، التي لا أسمح لأحد بتجاوزها.
*لماذا لاتظهرين بشكل مكثف في الحفلات كمعظم نجوم الطرب؟
أحاول الابتعاد عن الظهور في الحفلات بشكل مكثف، لأني أفضل الظهور في المهرجانات الكبيرة، وذلك لتجنب "استهلاكي"، فنياً بجانب حرصي على اختيار الأماكن التي أتواجد بها ومنها مهرجان "جرش" و"قرطاج" وحفلات "تحيا مصر"، و"دبي" و"أبو ظبي"، وجميع الحفلات القيمة، لاسيما وأنني أعمل منفردة بدون منسق للحفلات "اللايف"، كما أن الوضع الأمني في بعض البلدان العربية غير مستقر، ولكن سيكون هناك أكثر من حفل خلال موسم الصيف القادم.
*على أي أساس بيتم اختيارك للأغاني والألحان التي تقدمينها ؟
دراستي للموسيقى من عمر 13عاماً ساعدتني على اختيار أعمالي الفنية بدقة وحرفية، كما أنني أصبحت مدركة بقواعد «المزيكا»، خلال التحاقي بأكاديمية الفنون بمصر والتي تخرجت منها بتقدير إمتياز وحضرت بعدها «الماجستير».
*على غير عادتك لماذا قدمت «دويتو» مع المطرب الشعبي أحمد شيبة؟
أخذت خطوة "الدويتو" مع المطرب الشعبي أحمد شيبة بـ"الصدفة"، لأني كان نفسي أقدم شعبي جداً، وجاءت الخطوة عندما هاتفنيا "شيبة"، لعمل "الدويتو"، ووجدناه بجانب الأستوديو «صدفة»، وطلبنا منه سماع الأغنية واللحن وهو ما تحمس له، وقرر الغناء مباشرة دون أي شروط، والحمدلله أغنية "يا اللي"، حققت نجاح كبير.
*لماذا لم تستعين بأشخاص لمساعدتك في إنتاج أعمالك؟
ربما لأني استطعت الوصول بمفردي للنجاح الحالي، أو لأني «ماشية بدماغي» وهو أكتر شيء يساعدني جداً في اختيار العمل المناسب ليه ولشخصيتي.
نقلا عن العدد الورقي.