بمنزل بسيط في قرية البتانون الريفية التابعة لمحافظة المنوفية يتميز أهله بالسمعة الطيبة والأخلاق العالية إلا أن الحظ أوقع إبنهم "ح.س" ذات 30 سنة في حب فتاة تصغره بسنتين لكن الحب عمى قلبه عن حقيقتها المرة التى يحكى عنها كل لسان في القرية وهى بأنها عاشقة وولهانه بشاب ويتداولوا الرسائل والمكالمات الغرامية معًا، ورغم رفض أهله دخول هذه الشيطانة في عائلتهم المحترمة إلا أنه وقف بوجه الجميع وقرر أن يدق بابها وتقدم لخطبتها .
وسريعًا وافق والد العروسة على إتمام الزيجة دون الإلتفات ولو لحظة واحدة لرفض ابنته لهذه الزيجة بل ووضع يده بيد العريس واتفق معه على كل تفاصيل الزواج والذى شرط عليه بأن يتم في أسرع وقت ممكن " مبررًا لإبنته "يا بنتي ده محترم وعيلته ناس طيبين وشاريكي في الحلال"، ومن هنا بدأت شيماء تخطط في حياه جديدة تجمعها بشخص تكرهه منذ اللحظه الأولى ومع أول ليله لها بعش الزوجية ، قررت بأن هذا الوضع لا يستمر طويلًا وقريبًا جدًا ستثور على الجميع وتعيش مع من أختارها قلبها وعقلها.
ولم تنتظر طويًلًا وبدأت تضع خطة محكمة لتحقق حلمها التى ظلت تحلم به أيام طويلة تحت توجيه من عشيقها السابق التى لم تقطع علاقته به وبدأت تفتعل خلافات ومشاجرات كثيرة داخل عائلته ولم تكتفي بذلك بل كانت تتهم الجميع من عائلته بأنهم يعاملوا معاملة سيئة ويومًا بعد الآخر وهى تبث السم في وجه زوجها حتى أصبح كارهًا لكل عائلته حتي وصل بيه الأمر إلى أنه تعدى على والدته وسط ذهول قاطني المنزل لرؤيتهم الابن ينصر زوجته على والدته، بل وضربها.
وجاء اليوم التى باتت " شيماء " تنتظره بعد دخولها عش الزوجية بشهرين ، واتفقت مع عشيقها على وضع خطة للتخلص من زوجها دون أي مساءلة قانونية، ومن ثم الحياة معا طيلة العمر.
وبالليلية المشؤمة عاد الزوج مرهقًا من عمله وتناول وجبه العشاء ودخل لأخذ قسط من الراحة ، وبعد منتصف الليل ، هرع قاطنوا المنزل بل والمنطقة كاملة على صوت صرخ " شيماء " وهى تقول " عملت ليه كدا ياحبيبى " واذا بفاجعة كبرى لا أحد يتحملها اذا وهى " ابنهم العريس " ملقى على سرير غرفة النوم وملفوف حول رقبته حبل غسيل.
وسريعًا تم نقله لأقرب مستشفى وهما في حالة من الحسرة والذهول ولديهم بصيص من الأمل بأنه مازال حيًا إلا أن الأطباء أخبروه بالخبر اليقين ألا وأن فلذه كبدهم في رحمة الله
جن جنونهم ولم يهدأ لهم بال على ماحدث لإبنتهم وتأكد الجميع بأن هناك لغز كبير وراء وفاة فلذه كبدهم " فلم يستطع الأب استلام جثة نجله لدفنه انتظارا لتصريح النيابة العامة، في الوقت الذي وصل رجال المباحث بقيادة اللواء عبد الحميد أبو موسى، مدير المباحث الجنائية بالمنوفية، المشرحة، طالبا من أسرة المتوفى الانتقال لمنزله للمعاينة.
منذ اللحظة الأولى لوصول رجال المباحث مكان الحادث وهم تيقنوا بأن هناك لغز كبير وراء وفاة هذا الشباب ولم تكن واقعة انتحار وأن رواية الزوجة لم تكن إلا رواية خيالية اسطنعتها للتخلص من زوجها قائلة "هو كان معلق حبل في تعريشة ديما.. لف الحبل على رقبته ورمى نفسه على الشباك"، ليتساءل الشرطي عن منطقية حدوث ذلك في حضور الزوجة فضلا عن أن النافذة تقع في الطابق الأول.
وجه اللواء سيد سلطان، مدير الإدارة العامة لمباحث المنوفية، بتشكيل فريق بحث بمشاركة الرائد أحمد شمس، رئيس مباحث شبين الكوم؛ لفحص علاقة الزوجين، وطبيعة تعامل الزوجة مع أسرة الزوج، بالإضافة إلى رصد المكالمات الواقعة في نطاق مسرح الواقعة في ذلك التوقيت.
وكشفت التحريات بوجود شاهد عيان من قاطني المنطقة، حيث لاحظ أحد الأشخاص يتسلل إلى منزل المتوفى عبر النافذة المطلة على ناصية الشارع، لكنه لم يحدد هويته بسبب ضعف الإضاءة، لتتزايد شكوك رجال المباحث بأن هناك جريمة وقعت، وأن مفتاح حل الغز "الزوجة" التي أثبتت التحريات سوء علاقتها مع زوجها وأسرتها خلال الأيام الأخيرة.
وسريعًا أعاد اللواء عبد الحميد أبو موسى، مناقشة الزوجة، التي أصرت على أقولها ، وبعد ضغط شديد عليها انهارت الزوجة واعترفت بأنها تزوجته رغمًا عنها وجمعتها علاقة حب وعشق بشاب لكن الظروف هى من دفعتهم للإشتراك في هذه الجريمة وأقرت إنها اتفقت مع عشيقها على التخلص من زوجها، وأعطته منوّما أحضرته من الصيدلية، واتصلت بشريكها الذي حر في وقت متأخر من الليل، وخنقاه بحبل حتى فارق الحياة، مؤكدة "عمري ما أنسى أول الجواز كانت أعصابه سايبة ومرتبك.. كان مبيعرفش يا بيه".
وألقت قوات الأمن القبض على العشيق الذي اعترف بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع زوجة الضحية، وحرر محضر بالواقعة، أحاله اللواء أحمد عتمان، مدير أمن المنوفية، إلى النيابة العامة للتحقيق.