ads

في بورسعيد.. مذبحة للبط رغم أسعاره المجنونة

تميزت بورسعيد عن سائر محافظات مصر خلال شهر رمضان الكريم ؛ فهى المدينة الوحيدة التى يذبح فيها أكبر عدد من البط فى أول يوم من رمضان من كل عام، وتعود القصة إلى أواخر القرن الثامن عشر ومع نشأة الباسلة كانت بورسعيد 3 قرى.. قرية الافرنج والتى كان يسكنها الأجانب وأكثر من 16 قنصلية أجنبية، وقرية العرب وكان يسكنها العرب المصريون المسلمون وقرية المناخ؛ ولما كانت عادات وتقاليد الأجانب تختلف عن عادات وتقاليد المصريين فى قرية العرب؛ أخذ سكان قرية العرب موقفا للتعبير عن بهجتهم باستقبال الشهر الكريم خصوصًا فى استطلاع هلاله كل عام، فكانوا يخرجون بالطبول كبيرة الحجم والرايات والبيارق وينشدون التواشيح الدينية ابتهاجًا بمقدم الضيف الكريم هذا فى ليلة استقبال الشهر واستطلاع هلاله الكريم.

أما عن أول يوم فى الشهر فكانوا يذبحون البط ابتهاجًا بمقدمة حتى يلفتوا بهذا الصنيع أنظار الأجانب إلى أهمية احتفال العرب المسلمين فى بورسعيد باستقبالهم شهر عبادتهم الأكبر، ومنذ ذلك العهد صارت عادة عند في أهل بورسعيد تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.

وعن أسعار البط هذا العام ببورسعيد فقد تجولت “أهل مصر“ فى “سوق علىي “ أحد أرخص الأسواق الشعبية فى بورسعيد لترصد أسعار البط في المدينة.

يقول عم “أحمد العش“ صاحب أحد محلات الدواجن والطيور إن أشهر أنواع البط، وهى غالبا التى أقوم باستقدامها فى محلى والتى يفضلها معظم الأهالى، البط السودانى الذى يبلغ سعر الكيلو منه 65 جنيهًا، وكذلك المولر 55 جنيهًا والمرجان 48 جنيهًا)، وهذه النوعيات يفضلها الطبقة الميسورة وهناك أنواع يلجأ إليها الكثيرون من متوسطى الدخل مثل الموسكوفى (34 جنيهًا) والبلدى (25 جنيها).

وتقول “السيدة“ وهى بائعة جائلة تأتى من المطرية يوميا إلى ”سوق على” لتقوم ببيع البط “المرجان“ الذى تقوم بتربيته قبل ثلاثة أشهر من شهر رمضان، أن السبب فى ارتفاع سعر البط هذا العام “الدولار“!، فهى تشترى فراخ البط الصغيرة أصلا غالية، علاوة على أن هذا النوع من البط له طعام خاص اسمه “ العجيرة” عبارة حبوب مطحونة وسمك وتقوم هى بطبخه وإطعامه بنفسها لكل بطة عن طريق “تزغيط البط “، وهذه العملية مكلفة ومرهقة، وعلى رأى المثل “الغالى تمنه فيه“ فالبط الذى تقوم بتربيته صحيح غالى، ولكن لها زبائنها الذين يطلبون إنتاجها بالاسم.

وفى المقابل تقول “رويدا خليل“ وهى أم وجدة أنها تحرص على شراء البط قبل 20 يومًا أو شهر قبل شهر رمضان فهذا “موسم“ وتذكر فى الماضى عندما كان “والدها وحماها “يقومان بزيارتها وزوجها وإحضار البط “الموسم“ كنوع من طقوس الشهر الكريم، بالإضافة إلى المكسرات والبلح، لكن الآن تغيرت تلك الطقوس وهى التى تقوم بإحضاره وطبخه فى أول يوم رمضان وتقوم بدعوة جميع الأسرة والأبناء للانضمام على مائدة واحدة، وتعزو تغيير عادات الماضى إلى أن الأسر الآن أصبحت أكثر حرصا على التجمع الذى نفتقده طوال العام، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار ولكن سيظل للبط مذاق خاص ولانستطيع أن نتناول غيره فى أول يوم من رمضان.

وعن طريقة الطبخ تقول “ثناء الغراز“ البط له طريقة مشهورة توارثناها من أمهاتنا ولا ندرى من أين تعلموا تلك الطريقة، وإن كان يقال إنها من العصر المملوكى، حيث نقوم بحشو “البط“ بخلطة تسمى “المرتة“ هى عبارة عن بصل مضاف إليه توابل كالفلفل والكمون والحبهان والقرفة، علاوة على ذلك نقوم بصنع الأرز بهذة الخلطة فتضيف له طعمًا مميزًا، وهذه الطريقة يتميز بها المطبخ البورسعيدى علاوة على أننا نتفنن فى التقديم والتزين بالمكسرات والبطاطس، وعن ارتفاع الأسعار تقول “ثناء“ بالفعل هذا العام الأسعار مرتفعة والحالة الاقتصادية صعبة، ولكن لا نستطيع أن نغير عاداتنا ونضحى من أجل إسعاد أُسرنا.

ومن جانبها أعلنت مديرية التموين ببورسعيد أنها بصدد إحكام الرقابة على الأسواق ومتابعة أسعار الدواجن كالبط والفراخ فى أسواق بورسعيد، مضيفة أن مفتشى التموين فى حالة من الطوارئ خاصة مع اقتراب شهر رمضان الكريم لمتابعة الأسواق وضبط الأسعار بها، وعلاوة على هذا فغرفة الطوارئ بمديرية التموين على استعداد لتلقى كافة شكاوى المواطنين وسوف تقوم بمتابعتها والتحقيق فيها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً