تشهد الأوساط التعليمية والمجتمع بصفة عامة، الفترة الحالية، حالة من الجدل، بعد إعلان وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، ملامح وتفاصيل نظام التعلم الجديد، أبرزها إلغاء المدارس التجريبية واقتصار تعليم اللغات على المدارس الخاصة والدولية فقط.
ومنذ أن أعلن شوقي مطلع الأسبوع الماضي ملامح نظام التعليم الجديد، لاقى الوزير موجه كبيرة من التفاعل مع قراراته على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الأعلامية المختلفة، منها مؤيدة لفكرة وأخرى مناهضة لقراراته واعتبارها اتجاه الوزير لخصخصة االتعليم بعد قرار اقتصار تعليم اللغات على المدارس الخاصة والدولية التي تصل مصروفاتها لشعرات آلاف الجنيهات.
وحاول شوقي فجر اليوم السبت، إنهاء حالة الجدل الذي أحدثها في المجتمع منذ إعلانه لنظام التعليم الجديد، بالرد على كافة الأسئلة التي واجه به الرأي العام بصفة عامة وخاصة الانتقادات التي قابلت الوزير من جانب المتخصصين في الشأن التعليمي، أبرزها اعتباره "وزير الأغنياء"، عبر صفحتة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في منشور بعنوان "إجابات لأسئلة تتردد كثيرًا".
وجاءت في مقدمة تلك الردود تأكيد الوزير على أن جميع الطلاب في الصفوف من الصف الثاني الابتدائي حتى الصف التاسع لا علاقة لهم في جميع أنواع المدارس بنظام التعليم الجديد أو المعدل وكذلك طلاب "الصفين الحادي عشر والثاني عشر" في العام الدراسي ٢٠١٨-٢٠١٩.
المدارس التجريبية قائمة بنظامها القديم حتى تخرج جميع الدفعات الحالية بها
وشدد وزير التعليم على أن المدارس التجريبية تعمل كما هي، بنظامها القديم جميع الطلاب داخلها، وحتى تخرجهم بدون أي تغيير في أي شيء.
وقال وزير التربية والتعليم، إن نظام التقييم القديم للامتحانات والإمتحانات الإلكترونية سيتم تطبيقه وتوزيع التابلت بالمحتوى الرقمي المتنوع على الطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوي عام ٢٠١٨-٢٠١٩. ميضفًا أنه سوف يحصل الطلاب على الكتاب المدرسي الورقي بالإضافة إلى التابلت المحملة بمناهج اثرائية رقمية ضخمة.
وأضاف أنه لن يعتمد تصفح المادة التعليمية الرقمية على شبكة الإنترنت داخل المدارس، موضحًا أنه سيتم عن طريق شبكات داخلية مع جهاز كمبيوتر خادم داخل كل مدرسة من مدارس أولى ثانوي.
وقال إن الامتحانات الرقمية على التابلت سوف تتم عن طريق الشبكات الداخلية بالمدارس ويتم تشفير الإجابات وإرسالها إلى السحابة الإلكترونية مركزيًا من المدرسة إلى الوزارة.
لا تغيير في نظام التنسيق بالجامعات ولا يوجد امتحان قدرات
وعن تنسيق القبول والالتحاق في الجامعا، أكد شوقي على أنه لا تغيير في نظام التنسيق بالجامعات، مشددًا على عدم وجود امتحان قدرات للجامعات الحكومية ولا يوجد أي تغيير في فرص الإلتحاق العادل بالجامعات بعد تطبيق نظام التقييم التراكمي في المرحلة الثانوية. وكذلك لا توجد خطة سرية بين الوزارات لهذا التغيير.
وحول ما أثير بشأن توزيع الوزارة جهاز "التابلت"، على طلاب النظام الجديد من قرض البنك الدولي المخصص لتطوير التعليم، أكد شوقي عدم وجود أي مبالغ من هذا القرض لتمويل التابلت أو أي بنية أساسية كما يظن البعض، بحسب قوله.
وقال شوقي إن جهاز التابلت ستم توزيع ويقصتر فقط على طلاب الصف الأول الثاني في العام الدراسي المقبل 2018/2019.
وأضاف أن نظام التعليم المصري الجديد سيتم تطبيقه على الطلاب الملتحقين برياض الأطفال والصف الأول الابتدائي في كافة المدارس التي تمنح شهادة ثانوية عامة بدءً من العام الدراسي ٢٠١٨-٢٠١٩.
تطبيق النظام الجديد في المدارس اليابانية
وعن المدارس اليابانية، أكد الوزير تطبيق نظام التعليم الجديد كذلك على الطلاب الملتحقين بتلك المدارس، بالإضافة إلى الأنشطة المستمدة من نظام التعليم الياباني سيتم تدرسيها في التعليم الحكومي، مضيفَا أنه يتم التدريس بمعلمين تم تدريبهم على هذا النظام التعليمي.
وقال إن نظام التعليم قبل الجامعي الجديد سيطبق في حوالي ٥٧٠٠٠ مدرسة منهم ٤٩٠٠٠ مدرسة حكومية عربية + ٧٠٠٠ مدرسة خاصة لغات + ٧٥٠ مدرسة تجريبية لغات + ٢٥٠ مدرسة دولية (تمنح شهادة أجنبية).
وأضاف أن نظام التعليم الجديد يختلف تمامًا عن النظام التعليمي الحالي في الفلسفة والأهداف والمهارات المستهدفة وكذلك في طرق التدريس والتقييم.
وأشار إلى أنه سوف يتم دمج (العلوم والرياضيات والتاريخ والجغرافيا والدراسات واللغة العربية) داخل باقة متعددة التخصصات في المرحلة الابتدائية بجانب ٣ مواد منفصلة: اللغة الإنجليزية + التربية الدينية + التربية الرياضية.
تدريس الإنجليزي بداية من الحضانة
وأوضح الدكتور طارق شوقي، أنه سوف يتم تدرس اللغة الإنجليزية من "KG1" في النظام الجديد لكل مدارس الجمهورية وحتى الصف الثاني عشر، مضيفًا أنه سوف يتم إضافة لغة أجنبية ثانية كمادة منفصلة بدءً من الصف الأول الإعدادي.
وقال إن تدريس اللغة الإنجليزية في النظام الجديد متوازي مع تدريس الباقة بحيث يتعلم الطفل المصطلحات نفسها باللغتين العربية والإنجليزية ليسهل عليه الإنتقال في الصف الأول الإعدادي إلى العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية.
وتابع:" تهدف الدولة إلى توفير تعليم عصري عالي الجودة مجاناً عن طريق نظام التعليم الجديد إلى كافة ابنائها في المدارس الحكومية وأن يحصلوا على تعليم متميز ينتهي بمهارات القرن الحادي والعشرين + لغة عربية رصينة + هوية مصرية عربية أفريقية + شعور بالإنتماء للوطن + لغة إنجليزية + لغة أجنبية أخرى + تمكن من العلوم والرياضيات بالإنجليزية + مهارات حياتية + بناء لشخصية متكاملة".
وأنهى وزير التربية والتعليم توضحيه قائلًا:"لا يوجد شيئاً يسمى "تعريب اللغة" ولا يوجد شيئاً يسمى "ثانوية التابلت".