لم يتخيل أهالى منطقة "الفيلات" بمدينة الرحاب، أن منطقتهم الهادئة سوف تصبح حديث الرأى العام، بعدما شهدت جريمة غامضة، عثر فيها على جثث أفراد أسرة كاملة مكونة من أب وأم و3 أبناء.
"أهل مصر" انتقلت إلى مكان الواقعة فى البوابة 19 و20 بمنطقة الفيلات الأولى بمدينة الرحاب، حيث وقعت الجريمة المأساوية.
فى البداية، قال أحد جيران المجنى عليه إنه يستغرب الأخبار التى تناقلتها وسائل الإعلام حول انتحار المقاول بعد قتله أبنائه وزوجته، موضحًا أن اكتشاف الجريمة بدأ بعد اكتشاف أقاربهم غيابهم وعدم ردهم على الهواتف، فتوجهوا إلى الفيلا لاستطلاع أحوالهم ولكن أحد لم يجبهم، وبعد إبلاغ أمن الحراسة، تم اكتشاف الواقعة حيث اكتشف أفراد الأمن وجود رائحة كريهة تخرج من الفيلا بسبب نبح الكلاب.
اقرأ أيضًا.. انتداب الأدلة الجنائية في واقعة قتل انتحار رجل أعمال بالرحاب
واستكمل الشاهد، أنه فى يوم الواقعة فؤجى بعدد من أقرباء المجنى عليهىم يخبرون أمن "الكمباوند" بعدم استجابة المجنى عليهم لاتصالتهم، وانتقل معهم أفراد الأمن إلى الفيلا حيث عثروا بداخلها على جثث العائلة، وكانت تنبعث منها رائحة كريهة للغاية، فلم يستطع أحد الوقوف بجوارها وخلال دقائق حضرت الشرطة وقامت بإبعاد الجميع وفرضت كردون أمنى بمحيط الفيلا، وبعدها بقرابة نصف ساعة حضرت سيارات الإسعاف، وتم نقل الجثث تحت حراسة رجال المباحث.
وأضاف "أنه كان لديهم كلب حراسة، وخلال الأيام الأخيرة كان يصدر صوت مرتفع، مما جعلنا نتعجب ونتساءل حتى اكتشفنا مقتلهم".
والتقط جار آخر طرف الحديث، وقال إنهم لم يسمعوا أي ضوضاء داخل الفيلا قبل ارتكاب الواقعة، ولم يعرفوا بها الأ بعد يومين عندما بدأت الرائحة الكريهة تخرج من الفيلا".
وأضاف أنها المرة الأولى التى تشهد فيها المنطقة مثل تلك الجرائم، فالمكان معروف عنه الهدوء الشديد، بالإضافة إلى التأمين الشديد الموجود بالمنطقة، مشيرًا إلى أن الرائحة مازالت تنبعث من المكان حتى الآن، بالرغم من رفع الجثث ونقلها إلى المشرحة.
وقال "أحمد" أحد أصدقاء المجنى عليه "محمد"،: "إن صديقه وأسرته لم يكن لديهم أية مشكلات مع أحد على الإطلاق، وكانوا محبوبين من الجميع خاصة أن الابن الأكبر مدرب رياضى، ويواظب على الذهاب إلى الجيم، والبنت متفوقة فى دراستها".
ومن جانبه، قال مصدر أمنى، إن المتوفى يتمتع بسمعة طيبة هو وأسرته، كما أنه كان ميسور الحال بحكم عمله فى مجال المقاولات، حيث يدرس ابنه وابنته فى إحدى الجامعات.
اقرأ أيضًا.. تأجيل محاكمة حسن مالك و23 إخوانيا في قضية الإضرار بالاقتصاد الوطني
وأضاف المصدر أن رجال المباحث يعملون على افتراضيين، الأول رجح قيام الأب بقتل أبنائه وزوجته والانتحار بسبب مشكلات مادية تعرض لها فى الفترة الأخيرة، حيث تراكمت عليه الديون، بينما الافتراض الثانى هو الذى تعمل الأجهزة الأمنية للتحقق منه، وهو قيام مجهولين بدخول الفيلا وقتل المجنى عليهم بسلاح غير مرخص، ووضعه بجوار الجثث لتضليل رجال المباحث، خاصة أن هناك عدد من الشواهد تؤكد ذلك، منها وجود خزن السلاح على الأرض ووجود "مخدة" فوق رأس الأب القتيل.
وتابع المصدر أن الأجهزة الأمنية عثرت على رسالة على هاتف المجنى عليه، مفادها أنه مطلوب منه تسديد 85 ألف جنيه إيجار للفيلا التى يقطن بها، والتى دلت التحريات أن الأسرة المقتولة انتقلت للعيش بها منذ عامين، إلا أنه أشار إلى أن رب الأسرة يسدد إيجار الفيلا منذ 3 أشهر متواصلة.
وبدأت تفاصيل الواقعة بتلقى اللواء محمد منصور ،مدير مباحث القاهرة، إخطارا من الرائد تامر عبد الشافى رئيس مباحث قسم التجمع الأول، مفاده تلقي بلاغ من الأهالى بوجود رائحة كريهة تنبعث من داخل إحدى الفيلات بمنطقة الرحاب، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة، وُعثر على جثث كلا من عماد سعد،57 سنة مقاول، وزوجتة وفاء ف ربة منزل، وأبنائه محمد وعبدالرحمن ونورهان، جميعهم طلاب، وجميع الجثث بها آثار طلقات نارية، وعُثر بجوار الجثث على طبنجة 9 ملى.
وقام رجال المباحث بالتحفظ على السلاح المستخدم وفوارغ الطلقات وسؤال شهود العيان وجيران المجنى عليهم، الذين أكدوا عدم مشاهدتهم لدخول أى شخص وأنهم فؤجئؤا بالرائحة الكريهة تبعث من داخل الشقق.
وكشفت معاينة نيابة القاهرة الجديدة، أن الجثث تم العثور عليها بأماكن متفرقة بالفيلا، وليست بمكان واحد، وتبين من المعاينة الأولية وجود 11 طلقة فوارغ بموقع الحادث، كما تبين من المعاينة الأولية عدم وجود "الخزنة" داخل السلاح المستخدم، مما يستبعد فرضية انتحار الجاني، طبقا لتقرير النيابة المبدئي، وتم تكليف ضباط المباحث بإجراء تحريات مكثفة ودقيقة حول الحادث.
كما كشفت معاينة النيابة عن وجود "مخدة" على وجه الجاني، وأن خزنة السلاح كانت ساقطة على الأرض، والدماء في أماكن اختلفت في بعض الأوقات عن مكان وقوع الجثة كما أن السيارة الخاصة به مستأجرة وعجلاتها فارغة الهواء.