"محمية الدبابية"، تقع في مركز اسنا جنوب الأقصر، شاهدة على الاحتباس الحراري الذي عاشه العالم، بين هصري البالوسين والايوسين، والتي اعتمدت كمحمية طبيعية واضيفت الي صف المحميات وتحمل رقم 27 من بين المحميات التي تتواجد في مصر.
محمية ادرجت عالميا واهملت سياحيا وشعبيا، فالسياح لا يتمكنوا من زيارتها، ولا يعلم الكثير عنها، فيما اعتدي الكثير من اهالي الاقصر على ارضها إبان احداث يناير.
استطاعت أن تضع حدًا لثغرة زمنية تقدر بـ2.4 مليون عامًا، كانت قد حيرت العلماء، جاء ذلك منذ ما يزيد عن الـ55 مليون عام، انبثقت آلاف الكيلومترات من الحمم البركانية، في قيعان الحبار والمحيطات في نصف الكرة الشمالي، وانطلقت حجومًا ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون، مما ساهم في إرتفاع حاد في درجات الحراراة في قيعان تلك البحار والمحيطات، الأمر الذي تسبب في إنهاء الحياة بها، بعد ذوبان الميثان المائي المتجمد في أعماقها، لتصبح مياه البحار والمحيطات غير قادرة على امتصاص الأكسجين من الهواء، مما أدى إلى إنتقال الحرارة من أسفل إلى أعلى، ليتطور الأمر إلى إنتقال ثاني أكسيد الكربون والميثان إلى الجو، الأمر الذي أدى إلى اندثار كثير من الأحياء الحية على سطح الأرض، إنه "احتباس حريري طبيعي" أنهى الحياة على سطح البسيطة، وأنتجت بعد ذلك أحياء جديدة تشبه إلى حد كبير تلك الكائنات الحية الموجودة الآن على سطح كوكبنا.
يقول الباحث البيئي بالمحمية "أسامة الصغير" ، أن هناك ثغرة زمنية قدرت بحوالي 2.4 مليون عام ، بين عصري البالوسين والأيوسين، ولم يتم اكتشاف هذا التتابع الزمني في القطاعات النموذجية لتلك العهود بقارة أوربا، مما دفع العلماء إلى البحث عن هذه الفترة الزمنية المفقودة على الأرصفة القارية للبحر المتوسط الأعظم، بغرض اكتشاف تتابع رسوبي نموذجي يغطي هذه الفترة الزمنية ويصلح أن يكون مقياسا زمنيا دوليا للحد الفاصل بين عهدي الباليوسين والأيوسين.
وأن تتوافر فيه بعض الشروط وأهمها الكمال الطبقي والبعد عن التأثيرات الأرضية، ذو سمك معقول ووفرة في الأحياء الحيوانية والنباتية التي تعكس بيئة بحرية متوسطة العمق، قابل للتحليل الجيوفيزيائي والكيميائي، وأن يكون آمنا سهل الوصول،
واكد ان الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية قام عام 2003 بإعتماد محمية الدبابية، وذلك بعد دراسات قام بها الفريق الجيولوجي بالإشتراك مع فريق جيولوجي من جامعة أسيوط بقيادة الدكتور "خالد عودة" لمدة 5 سنوات كاملة بدأت في 1999، وتم التصويت بالإجماع على اختيار هذا التتابع بمحمية الدبابية في 2002،.
وأردف الجيولوجي بمحمية الدبابية، أن افتتاح الفطاع النموذجي لهذا التتابع جاء في الـ8 من فبراير 2004، من خلال المؤتمر الدولي الخامس للمناخ والحياة في الباليوجين المبكر والذي عقد في الأقصر، والذي أوصى إلى الحكومة المصرية بضرورة تحويل المنطقة إلى محمية طبيعية لحماية هذا التتابع من أي عبث أو تجريف أو تخريب، وهو ما تم تنفيذه في العام 2007، لتصبح "محمية الدبابية" المحمية رقم 27 في مصر، مشيرًا إلى كون جبال المحمية تحوي شواهد فرعونية كثيرة، حيث كان القدماء المصريين يستخدمون بعض تلك الأحجار من هذه الجبال لبناء معابدهم.
وأشار الصغير إلى كون الأهالي قاموا بالتعدي على محيط المحمية، بعد إنتشار الفوضى إبان قيام ثورة يناير 2011، إلى أن تم إبعادهم نهائيًا في العام 2015، بعد تدخل محافظ الأقصر محمد بدر، ومن ثم تحديد محيط المحمية بـ4 إلى 5 كيلومترات، وإقامة سور على تلك المنطقة، بالإضافة إلى وضع علامات إرشادية ورصف الطريق من قرية الشغب حتى المحمية لتسهيل وصول الزائرين لها.
وترجوا المحمية بضرورة توصيل المرافق من مياه وكهرباء لها، حيث أنهم طالبوا فيما مضى بهذا الأمر، ولكنهم لم يصلوا بعد إلى إتفاق مع هيئة السكك الحديدة لتمرير تلك المرافق من تحت شريط السكة الحديد، بخلاف كونهم آملين في إدراج المحمية على خارطة السياحة في الأقصر، خاصة وأن معظم زائري الأقصر من السياحة الثقافية وهو ما يعزز إدراج المحمية في الخارطة السياحة، مؤكدًا على أن هناك العديد من السائحين الزائرين للمحمية ولكن بطريقة شخصية وليس عن طريق البرنامج السياحي المخصص لهم، كما تنتظر المحمية أن يتم تسجيلها كموقع تراث عالمي في اليونيسكو.