افتتح الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، الجلسة الرابعة لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي، اليوم الأربعاء 23 شعبان 1439 هجري الموافق 9 مايو 2018م ، بمقر مجلس المستشارين في الرباط - المملكة المغربية، حيث توجه - في بداية كلمته التي افتتح بها الجلسة - باسم البرلمان العربي بالشكر والامتنان إلى جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، مثمناً جهود جلالته في دعم العمل العربي المشترك، ودوره من خلال رئاسة لجنة القدس في الدفاع عن مدينة القدس دعماً لنضال الشعب الفلسطيني، ومقدماً شكره وتقديره للشعب المغربي الكريم ومجلس المستشارين برئاسة معالي عبد الحكيم بن شماش على استضافتهم الكريمة، واحتضانهم لاجتماعات البرلمان العربي، مؤكداً وقوف البرلمان العربي مع المملكة المغربية ضد كل من يتدخل في شؤونها الداخلية ويهدد سيادتها وأمنها واستقرارها، ودعمه لسيادتها الكاملة على مدينتي سبتة ومليلة، كما أكد دعم البرلمان العربي ومساندته لترشح المغرب لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2026م.
وأكد رئيس البرلمان العربي في كلمته، أن انعقاد جلسة البرلمان العربي يأتي بعد أيامٍ من القمة العربية "قمة القدس"، التي أكدت التضامن العربي في مواجهة التحديات الدقيقة التي يمر بها العالم العربي، وما صدر عنها من قرارات هامة، مقدماً باسم البرلمان العربي، تحية إجلال وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمبادرته الكريمة بتسمية القمة "بقمة القدس"، عنواناً لهذه المرحلة من التضامن العربي، ودعماً ونصرةً لفلسطين والقدس، كما تقدم بتحية تقدير وإكبار للقادة العرب لثقتهم في البرلمان العربي، التي عكسها إعلان الظهران، الذي أكد أهمية الدور الذي يضطلع به البرلمان العربي ومبادراته لتعزيز العمل العربي المشترك، ودعمه للقيام بالمهام المناطة به على أكمل وجه. وثمن ترحيب القمة العربية، بخطة عمل البرلمان العربي لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتكليف كافة الجهات العربية بتقديم الدعم اللازم لتمكين البرلمان من تنفيذ خطته، كما ثمن اعتماد القمة للوثيقة العربية لحماية البيئة وتنميتها التي أصدرها البرلمان العربي كوثيقة مرجعية للعمل العربي المشترك في مجال المحافظة على البيئة وتنميتها؛ قائلا "إن هذه الثقة والدعم من القادة العرب تضعنا أمام مسؤولية كبرى في المرحلة القادمة، للتعبير عن آمال وتطلعات الأمة العربية، وهذا يتطلب منا جميعا بذل مزيد من الجهد والعمل لتحقيق هذه الآمال التطلعات".
وقال الدكتور مشعل بن فهم السلمي : ستظل القضة المحورية والأولى هي فلسطين وقدسها، لذا شارك البرلمان العربي في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني الفلسطيني بمدينة رام الله التي انعقدت في ٣٠ أبريل ٢٠١٨ م، دعماً لصمود ونضال الشعب الفلسطيني ودعوة كل أبناء وفصائل الشعب الفلسطيني للتوحد ونبذ الخلاف، مشيراً إلى أن تحركات البرلمان العربي على الصعيد الدولي جاءت من خلال حث كافة البرلمانات الإقليمية والدولية لمساندة طلب فلسطين، بإدراج بند طارئ على جدول أعمال البرلمان الدولي الذي عُقد في مارس الماضي بجنيف، بشأن القدس، ودعم ميزانية "الأونروا" وقد كُللت جهود البرلمان العربي مع الجهود العربية والإسلامية بالنجاح. واستمراراً لجهود البرلمان العربي في التصدى للتغلغل الإسرائيلي في إفريقيا تم عقد اجتماع مع رئيس برلمان جمهورية زامبيا، ونائب رئيس برلمان جمهورية رواندا، بجنيف، وتم تسليمهم رسالة خطية لحث حكومتيهما بعدم استضافة القمة الإفريقية الاسرائيلية أو المشاركة فيها وقوفاً وتضامناً مع العالم العربي.
وأشار رئيس البرلمان العربي إلى زيارة وفد البرلمان العربي برئاسته لجمهورية فرنسا في شهر مارس الماضي، حيث التقى الوفد برئيس مجلس الشيوخ وتم تسليمه رسالة لفخامة الرئيس الفرنسي لحث فرنسا على الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها مدينة القدس، وأضاف رئيس البرلمان العربي "اليوم نبارك نجاح خطة البرلمان العربي للتصدي لترشيح قوة الاحتلال اسرائيل لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي مع جهود المؤسسات العربية والإسلامية، حيث سحبت قوة الاحتلال ترشيحها للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي لعام ٢٠١٩ - ٢٠٢٠ "
وأكد رئيس البرلمان العربي: أن السبيل الأمثل لإنهاء الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية هو الحوار من أجل حلٍ سياسي يضمن حقوق الجميع ويصون وحدة الدول ووئامها الاجتماعي.
وانطلاقاً من ذلك، يعمل البرلمان العربي مع جميع الأطراف في ليبيا، منوهاً إلى أنه نقل للمسؤولين الليبيين الذين ألتقى بهم مؤخراً دعم البرلمان للحوار بين جميع الأطراف للوصول إلى حل سياسي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا.
وأشار رئيس البرلمان العربي لاستعداد البرلمان العربي لدعم العملية السياسية وجهود المبعوث الأممي السفير غسان سلامة. كما أكد مساندة البرلمان العربي لجهود المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث، من أجل إحلال سلام شامل في اليمن، مجدداً الدعم للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ومؤكداً رفض التدخلات الخارجية التي تتربص بالعالم العربي، خاصة إصرار النظام الإيراني لتنفيذ مخططاته ومشاريعه في الدول والمجتمعات العربية، من خلال انتهاج سياسةً عدائية ضد الدول العربية تتنافى مع القانون الدولي ومبادئ حُسن الجوار.
وأشار رئيس البرلمان العربي إلى أن تطورات الأحداث الدامية والمشاهد غير الإنسانية بحق الشعب السوري الشقيق، من قصف وقتل وتشريد وتهجير، يوجب على المجتمع الدولي، اتخاذ خطوات فاعلة لحماية المدنيين السوريين، ووقف إطلاق النار، وسحب القوات المسلحة لكافة الدول المتدخلة، وإخراج الميليشيات والجماعات الإرهابية، وإلزام النظام والمعارضة بالذهاب إلى طاولة الحوار للوصول لحل سياسي يحفظ وحدة سوريا وعروبتها ويحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار.
وأوضح الدكتور مشعل بن فهم السلمي أن البرلمان العربي يتابع ويدعم الاستحقاقات الانتخابية في الدول العربية، وآخرها متابعة الانتخابات الرئاسية في جمهورية مصر العربية، ويتطلع أن تفضي الانتخابات النيابية في جمهورية العراق والجمهورية اللبنانية إلى ما يصبوا إليه الشعبين العراقي واللبناني، في الاستقرار والتقدم والإزدهار، كما تقدم بمباركته لمجلس الشعب الصومالي لانتخاب رئيسه الجديد معلنا دعم البرلمان العربي التام لاستكمال بناء مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار والتنمية في ربوع الصومال، متمنياً أن تكون الانتخابات البلدية في جمهورية تونس، خطوة نحو تقدم وازدهارتونس.