رئيس أركان الجيش التركي "خلوصي أكار" كان على علم بما حدث ليلة الإنقلاب15 يوليو 2016، فجر تلك المفاجأة الحارس الشخصي لـ"أكار".
وأكد عبد الله أردوغان الضابط الذي كان مكلفاً بحراسة رئيس الأركان أن "أكار" كان يعلم بما يحدث في قاعدة "أكينجي" العسكرية التي أنطلق منها منفذي الإنقلاب وأن جميع الأحداث وقعت بأوامر صادرة منه مباشرة، مضيفاً "اعتقال المواطنين بهذه الادعاءات مجرد عبث".
وأدلى ضابط الصف عبد الله أردوغان الذي كان مكلفًا بحراسة رئيس أركان الجيش خلوصي أكار، بتلك المعلومات خلال جلسة استماع بالمحكمة، مؤكدًا أن جميع أحداث ليلة انقلاب 15 يوليو تمت بناءً على تعليمات مباشرة من أكار نفسه.
وأكدت 3 تقارير استخباراتية م "مركز الاستخبارات في الاتحاد الأوروبي"، و"جهاز الاستخبارات التركي"، أسرار ما دار فى تركيا من أحداث ليلة 15 يوليو 2016، حيث أكدت التقارير أن أردوغان هو من رسم سيناريوهاتها للقضاء على المعارضة ولتحويل نظام الحكم من برلمانى، إلى رئاسى بصلاحيات ديكتاتور للبقاء فى السلطة حتى عام 2029.
وكشفت مجلة "فوكس" الألمانية عن مكالمات هاتفية وبريدية مشفرة لكبار مسئولي تركيا، يأمرون بتقديم فتح الله جولن كرقم أول يقف وراء هذه المحاولة لتنفيذ حملة تصفية شاملة فى المؤسسة العسكرية وأجهزة الدولة الأخرى، بتوظيف لافتة "الانتماء إلى تنظيم فتح الله جولن".
واستغل أردوغان المحاولة الانقلابية لإعلان حالة الطوارئ في تركيا ليشرع بعدها فى عملية تصفية موسعة ضد كل من صنفهم ضمن المعارضين.
اقرأ أيضاً.. لليوم العاشر.. إضراب عمال قطر لتأخر دفع رواتبهم (فيديو)
وقالت المجلة إن أردوغان وأتباعه من جيشه السرى من شركة "صدات" الأمنية، قاموا بهذه التمثيلية الانقلابية بهية إحكام قبضتهم على المؤسسة العسكرية ووضعها تحت وصايتهم، وحتى يتسنّى لهم إقصاء المعارضين لهم فى داخل السلك العسكري.
نشرت معظم الصحف التركية تقريرًا أعدته المخابرات التركية لكى تحمل الحطب إلى النار التى أشعلها أردوغان لإحراق أبناء حركة الخدمة فيها، إلا أنها تناقضت مع نفسها وكذبت نفسها بنفسها دون أن تشعر.
وأكدت الكجلة أن تطبيق "بايلوك" للتواصل هو الدليل الوحيد الذى يقدمه أردوغان، كدليل على اتهامه لحركة الخدمة بتدبير المحاولة الانقلابية، مع أنه واحد من عشرات التطبيقات للمحادثات مثل "واتس آب" و"فيبر"،وغيرها، فإن أردوغان نشر عبر جهاز مخابراته وإعلامه، منذ اليوم الأول من محاولة الانقلاب الفاشلة، آلافاً من القصص والحكايات الوهمية حول استخدام أفراد حركة "الخدمة الانقلابيين" هذا التطبيق لأغراض تداول "المعلومات والأوامر السرية"، فيما بينهم.
وتلقى العسكريون أمر الانقلاب عبره، ولا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، وادعى أن جهاز مخابراته يحوز 18 مليون مراسلة و3.5 مليون رسالة إلكترونية من تلك المراسلات التى جرت بينهم عبر بايلوك، فإنه وبرغم مرور أكثر من نصف عام على الانقلاب الفاشل لم يقدم حتى اليوم للرأى العام أى رسالة تلمح إلى حديث العسكريين فيما بينهم عن الانقلاب.
كل هذه المزاعم سقطت بالتصريحات التى أدلى بها صاحب هذا التطبيق، وبالتقرير الجديد الذى نشرته المخابرات التركية قبل عدة أيام، أما بالنسبة لأنها الوسيلة السرية لتواصل الانقلابيين، فلم تنشر المخابرات حتى اللحظة تلك الرسائل التى زعمت بأنها احتوت على أمر الانقلاب الصادر عن فتح الله جولن.
وأوضحت الاستخبارات التركية فى خطابها، أنها قدَّمت القوائم والبيانات الخاصة بالتطبيق للنيابة العامة على "هارد ديسك" من نوع سونى HD-B1، لافتة النظر إلى أن الملفات الخاصة بالقضية كان فى صورتها الخام وتحتاج إلى مزيد من العمل عليها.
إذا علمنا أن معظم عمليات الاعتقال التى طالت أكثر من 55 ألف شخص من أصل 105 آلاف من المشتبه بهم، وعمليات العزل والفصل والنقل التى شملت 200 ألف شخص على أقل تقدير، وفق المعطيات الرسمية، مستندها الوحيد هو أسطورة بايلوك، فإنه تبين لنا ضخامة الظلم الذى تشهده تركيا.