«الثانوية العامة» موسم الأزمات ...«الانتحار» موضة الأعوام السابقة ..«الصيام» ضيف جديد ..و«التسريبات» تعصف بمجهود المتميزين و «الغش» في تطور تكنولوجي

مع إنطلاق مارثون «الثانوية العامة» يتحول بعبع الامتحانات إلى شبح يطارد الأسر المصرية، فما بين القلق والرهبة وافعتال الازمات يعيش الطلاب بحثًا عن الالتحاق بكليات القمة أو حتي النجاح من مرحلة تحديد المصير، حيث تعد تلك المرحلة العلمية هي بوابة العبور الوحيدة لدخول صرح الجامعات.

ومن جانبها قررت «أهل مصر» أن تعايش واقع الاسر المصرية من خلال رصد عدد من الازمات التي تلاحق الطلاب عبر الأعوام المتتالية.

وتعد التسريبات هي أول تلك اللعنات التي تطارد موسم الثانوية العامة خلال الأعوام الماضية حيث تسببت التسريبات في حرجًا بالغًا للحكومة وأعضاء وزارة التربية والتعليم، وهو ما يوضح أن الدولة غائبة عن تأمين العملية الامتحانية في حين أن «وزارة التربية والتعليم» لوحت بوضع عقوبات مشددة على من يثبت قيامه بالغش أو من يتم الإمساك به وهو يسرب الامتحانات وصلت إلى الحبس والغرامة.

ولكن سرعان ما توعدت صفحات الغش الإلكتروني بالرد ضاربة بقرارات الحكومة عرض الحائط، من خلال استكمال مسيرة نشر الاسئلة والاجوبة بعد بدئها بدقائق لتسهيل الغش على طلاب الثانوية العامة، معلنةً بذلك الثورة علي قرارات الحكومة ومن بين تلك الصفحات «شاومنج»، و«ثورة على التعليم الفاسد»، «بالغش اتجمعنا».

ومن بين الوسائل المتعارف عليها في الثانوية العامة لجوء الطلاب إلى الوريقات الصغيرة لتدوين المادة العلمية عليها، والكتابة على المقالم والمساطر والطاولات، والكتابة على المناديل، وسماعات الموبايل والبلوتوث، وكتابة المعلومات علي برنامج الـ«word» ومن ثم طباعته بخط صغير جدًا.

كما يلجأ الطلاب أيضا إلى نوع جديد من الغش، يتمثل في استخدام «أقلام سحرية» حيث يستخدم القلم في الكتابة على أي مكان ولا يظهر شيئا من الكتابة٬ ويباع معه خاتم يصدر ضوء يشبه الليزر بمجرد تسليطه على مكان الكتابة تظهر وبمجرد إغلاق الضوء تختفي.

وقد يلجأ الطلاب في تلك الآونة إلى برامج «الدردشة والشات» التي سهلت تواصل البشر مع بعضهم، إلى جانب النظارة الطبية، التي تستخدم في عمليات الغش، وتتكون من عدسات عادية وفي منتصفها كاميرا فيديو لا يمكن رؤيتها إلا بصعوبة شديدة، كل هذا إلى جانب استخدام أذرع صناعية توهم المراقب بوجود يديه الاثنين على الطاولة، بينما هو يتابع الإجابات عبر الموبايل الخاص به.

ومن بين أهم الازمات التي تواجه الثانوية العامة كل عام صعوبة الاسئلة والامتحانات، تلك الحالة التي تؤدي إلى تكرار مشهد الصراخ والعويل والبكاء كل عام، تلك المشاهد التي تظل عالقة في الاذهان من عام إلى آخر فتحولت إلى سنة في الثانوية العامة.

وللعام الثاني علي التوالي تتزامن امتحانات الثانوية العامة مع صيام شهر رمضان المبارك وهو ما يدفع الطلاب إلى الجهد الاكثر ولكن يتوالى نتيجة الصيام عدد من السلبيات علي رأسها ضعف القدرة علي بذل المجهود وضعف التحصيل بشكل كبير إلى جانب معاناتهم من التوتر والقلق الذي يمنعهم من تناول أي طعام أو شراب.

وبجانب حالة القلق والخوف والصيام تأتي ظاهرة أخرى أكثر انتشارًا في الاعوام السابقة وهي تكرار مشاهد الانتحار علي خلفية اقتراب امتحانات الثانوية العامة التي تحولت إلي شبح يطارد الآباء والأبناء في المجتمع المصري، فكثرت حالات الطلاب المنتحرين لصعوبة الامتحانات أو خوفًا من بعض المواد التي يكرهونها أو انتظارًا للنتيجة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً