"الحبة القاتلة".. قرص "الغلة" وسيلة لانتحار الشباب والفتيات بقرى بني سويف.. الأمن: 3 حالات خلال شهرين.. وبرلماني يتقدم بطلب إحاطة لتقنين ترويجه (صور)

 شهدت محافظة بني سويف، في الآونة الأخيرة العديد من حالات الانتحار بين الشباب والفتيات بقرى ومدن المحافظة، ومعظمها ما بين المرور بظروف نفسية سيئة أو الفشل في تلبية احتياجات الأسرة أو عدم موافقة الأسرة على الزواج، ولكن توحدت وسيلة الانتحار في معظم الحالات، فكان "القرص القاتل" الذي يستخدم في التصدي لتسوس القمح، سببًا لوفاة غالبية الحالات.

يقول "م أ" ضابط شرطة بأحد إدارات البحث، فضل عدم ذكر اسمه، إن حالات الانتحار تزايدت في الفترة الأخيرة، خصوصا مركزي الواسطى والفشن، حيث شهدا 3 حالات انتحار خلال الأشهر الماضية، وكانت كلمة السر المشتركة في تلك الحالات "أقراض حفظ القمح" التي تبدل دورها من الحفاظ على المحاصيل من التلف، إلى قتل الأشخاص، وتباع هذه الحبوب في محلات البذور الزراعية المنتشرة في القرى والمراكز.

وأكدت الدكتورة سلوى فواز، مدرس بقسم الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بكلية الطب، أن حالات التسمم والوفاة بحبوب حفظ القمح في تزايد مستمر، مشيرة إلى أن استخدام هذه الحبة شائع في المناطق الزراعية ومتوفرة دون رقابة على تداولها واستخدامها في منافذ بيع المبيدات الحشرية، رغم المناشدة والإبلاغ الرسمي لجميع الجهات المختصة بمدى خطورتها واحتوائها على سم قاتل يسبب الوفاة السريعة.

وأضافت الأستاذة الجامعية، أن خطورة التسمم بهذه المادة تكمن في غاز الفوسفين عند ملامسة المادة للرطوبة أو الماء، وخطورة المركّب تكمن أيضًا في أنه سريع الامتصاص من المعدة وسريع التأثير على أعضاء الجسم، ويسبب هبوطًا حادًا في الدورة الدموية.

وأشار سلامة بهلول، مهندس زراعي، إلى أنه بعد انتشار حالات الانتحار باستخدام أقراص حفظ الغلال من التسوس، تدرس وزارة الزراعة حاليًا لصرف تلك الأقراص من خلال الجمعيات الزراعية فقط، لمواجهة تلك الظاهرة، خاصة بعض مطالب البعض بإيقاف استيرادها "مش معقولة نترك القمح يفسد، لأن بعض الناس تنتحر باستخدام حبة الغلة".

وأكد "بهول"، أن تلك الحبة مميزة لأنها تتحول من الحالة الصلبة إلى الغازية في وقتٍ لا يتجاوز أسبوع، وبالتالي فإن تأثيرها يكون على الفطريات التي تُصيب حبة القمح فقط، ولا يكون لها أي أثار سلبية على الإنسان الذي يتناولها فيما بعد، واصفا المنتحرين باستخدام تلك الحبة بـ"المختلين نفسيا"، مؤكدًا أن الزراعة لا يمكنها منع بيع تلك الحبوب لما لها من مميزات كبيرة لمحصول القمح، ولكن سيتم وضع آلية لتوزيعها على الفلاحين.

فيما أكد النائب محمود كساب، عضو مجلس النواب، أنه سيتقدم بطلب إحاطة لرئيس المجلس ضد وزير الزراعة لإصدار تعليماته بشأن تقنين ترويج هذه الأقراص القاتلة، لافتًا إلى أنه يدعم كل القرارات التي تحافظ على صحة المصريين، معتبرا أن وسائل الانتحار يجب أن تقنن، وأن تباع وتشترى بقانون يُنظم تداولها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً