يعاني العمال الأجانب في قطر من وضع مأساوي، خاصة في قطاع التشييد، من ظروف عمل صعبة وحقوق منعدمة، وسط تجاهل دولي لما يعانوا منه.
ويقول أحد العمال الذي يدعى "نابين"، أن صاحب العمل لم يسدد له مستحقاته المالية منذ شهرين.
ونابين واحد من مئات العمال الذين يقومون بتحويل منطقة مشيرب في الدوحة إلى رقعة سياحية، تضم فنادق وشققاً فخمة وشارعا ماليا على غرار "وول ستريت" في نيويورك، ضمن مشروع تقدر بقيمته بنحو 5,5 مليارات دولار.
ومن المفترض أن يتلقّى العامل راتبا شهريا بقيمة 100 ريال قطري ، لكنه يقول أنه أجبر في الأسابيع الماضية على التأقلم لإنفاق أقل من ذلك بكثير، في أحد أغنى دول العالم.
ويقول نابين "تلقيت وعدا عندما كنت في بلدي بأن أحصل على 1100 ريال قطري، لكنني في الشهرين الماضيين لم اتقاض راتبي"، مضيفا "أعطوني مقدّما 100 ريال فقط".
واضاف أنه أصبح مجبرا على الاعتماد على الطعام الذي يقدم إلى العمال في مخيمات يقيمون بها، مشيرا إلى أنه يأكل أحيانا دجاجا منتهي الصلاحية.
على مقربة منه، يجلس عدد من العمال في فترة استراحتهم في منتصف النهار، ويروون تفاصيل من حياتهم اليومية في هذه الورشة العمرانية الضخمة.
وقال النجار البنغالي سومون ان الشركة التي يعمل لديها رفضت أن تعطيه بطاقة إقامته التي تسهّل له حياته اليومية.
وأوضح العامل أنفقت 7 آلاف ريال حتى أحصل على بطاقة الإقامة، لكن الشركة لم تقم بعملها، قلت لهم إنني أريد البطاقة لكي أسافر، لكنني لم أحصل عليها.
وأشار إلى أنه تقدّم بشكوى إلى المحكمة، لكنه لا يزال ينتظر القرار بعد عام من تقديم الشكوى، مضيفا "لو حصلت على بطاقتي، لغادرت".
وقد وضعت قطر شروطاً قاسية على العمال، حيث قامت بمصادرة جوازات سفر العمال من قبل مشغليهم بعد مقاطعة الدول لها، وإقرار حد أدنى للأجور يبلغ 750 ريالا.
وفي "مشيرب"، قال العامل "عشيق" إن العمال الذين من المفترض أن تتحسن ظروف عملهم في ظل الخطوات الاخيرة، لم يسمعوا عنها بعد.
ويرى سومون أن الحد الأدنى للأجور يجب أن يبلغ 1500 ريالا من أجل إتاحة الفرصة أمام العمال للعيش بشكل أفضل.
وقال "كل شيء صعب لأن كل شيء مكلف هنا. نحن نعمل في هذا المكان من أجل تأمين حياة أفضل لعائلاتنا".
وبعد انتهاء فترة الاستراحة، عاد العمّال الى العمل، ولدى سؤالهم عما اذا كانت كرة القدم تستهويهم، قال أحدهم "كلا. سيرموننا خارجا عندما ينتهي هذا المشروع. كرة القدم ليست لنا".