تعرضت وحدة المنتزه العلاجية شرق الإسكندرية للاعتداء من قِبل مجهولين، وعملوا علي بعثرة محتويات الأطباء والعاملين داخل الوحدة وتكسير الكراسي المخصصة للأطباء والمرضي.
وقال الدكتور محمد الصفتي، مدير الوحدة، إن هناك أزمة قائمة بين مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية وبين هيئة الأوقاف منذ قرابة شهرين؛ بسبب قيام الأخيرة بإصدار قرار بإخلاء وإزالة الوحدة علما بأن المبني مُخصص وقف خيرية ومنشأة صحية.
وأضاف الصفتي، في تصريحات خاصة، أن العاملين في الوحدة قد فوجئوا عقب وصولهم للوحدة في الصباح لمباشرة مهام عملهم كما هو معتاد يوميا بتعرض الوحدة لحالة تعدي، وبعثرة محتويات أحد الغرف المخصصة للأطباء والتي تحتوي علي متعلقاتهم.
وأضاف مدير الوحدة، أنه تم إخطار قسم شرطة المنتزه ثان بالواقعة وحضر أفراد الشرطة إلي الوحدة وتم معاينتها إلا أنه لم يتم تحرير محضر بالواقعة بحجة أنه لا يوجد سرقات أو إتلافات تقتضي تحرير محضر.
وأشار إلي أنه سبق ونظم المواطنون المترددين علي الوحدة وقفة احتجاجية أمام المستشفي اعتراضا علي قرار هيئة الأوقاف بهدم وإزالة مبني الوحدة، ومستغيثين بالمسؤولين وأعضاء مجلس النواب بالمحافظة بالتدخل لمنع تعدي هيئة الأوقاف علي المبني وحل تلك المشكلة ووضع حد لملكية الأرض المُقامة عليها.
وأوضح أن الوحدة يتردد عليها المواطنين البسطاء الغير قادرين علي العلاج في مستشفيات خاصة، حيث يتم توقيع الكشف علي المريض وصرف العلاج له بالكامل مقابل جنيه واحد فقط تذكرة الكشف، كما يتم صرف عقار الأنسولين بسعر جنيه واحد فقط، وأن الوحدة تخدم مناطق شرق المحافظة.
وأكد الصفتي، أن الوحدة صادر لها قرار ترخيص من محافظ الإسكندرية الأسبق عبد السلام المحجوب، بتخصيصها منفعة عامة بمساحة فدان، مستنكرا ما تعرضت له الوحدة من حالة اعتداء من قِبل بلطجية واعتراض منفعة خاصة لصالح منفعة عامة، مضيفا أن ما تعرضت له الوحدة بهدف إثارة الرعب والإخلال بمنظومة خدمية.
وتساءل إلي متي ينتظر المسؤولون للتحرك واتخاذ قرار يحسم الأمر، قائلا: "على مدار يومين تجمع العاملون بالوحدة وقاموا بعمل يوم تثقيفى للمترددين الكبار والأطفال وأشاد بذلك الجميع، وبعد ذلك شارك العاملون بشراء مستلزمات رمضان للمترددين الأكثر احتياجا فى ظل الظروف المادية للمواطنين المترددين على الوحدة وتجهيز شنطة رمضان لهم، وسبقها أيضا مشاركة العاملين بالتبرع بجزء من مستحقاتهم المالية لصالح الوحدة من أجل التطوير وشراء مستلزمات بقيمة 68 ألف جنيه، كما سبق ذلك أيضا مشاركة المجتمع المدنى بشراء البويات ومفاتيح كهرباء من أجل الوحدة وعمل مظلة للمرضى، وأيضا قيام أحد العاملين بالوحدة بعمل كراسى انتظار للمرضى، فالعاملين بالوحدة هم شعلة من النشاط والاجتهاد، فهل يُعقل أن يتم العبث بكل هذا من قبل مأجورين لكى يتم الإطاحة بالمكان؟!! مَن له المستنفع والمستفيد من كل ما يحدث وتحطيم كل ما هو نافع للمرضى؟!!".
في السياق ذاته، قال أبو العباس فرحات التركى، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزه بالإسكندرية، إنه تابع ملف وحدة المنتزه العلاجية ومحاولة تعدي هيئه الأوقاف علي الوحدة رغم وجود عقد إيجار يرجع لسنة ٢٠٠٤ طبقا لقرار تخصيص محافظة الإسكندرية فدان مملوك لهيئة الأوقاف لإقامة مستشفي ومسجد وحتي الآن لم يتم تسليمه لوزارة الصحة، وإهمال الأوقاف لقرار الترميم لعدد من الغرف داخل الوحدة .
وطالب فرحات، في تصريحات صحفية، بضرورة حماية الوحدة العلاجية من التعدي من قِبل هيئة الأوقاف، كما تقدم بطلب للدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، لفحص قرار التخصيص القديم الصادر برقم ٥١٠ لسنة ٢٠٠٤ والذي لم يكتمل نظرا لعدم توافر المستندات التي تساعد بإصدار قرار التملك وإحالة المقصرين في واقعة الأرض المخصصة لإقامة مؤسسة طبية للتحقيق وعمل اللازم لحماية أرض التخصيص.
وأوضح أن إحاله الأمر للمستشار القانوني للمحافظة بعد تهديد الأوقاف بالطرد سيُلزم الهيئة بالترميم أو قيام الشؤون الصحية بالترميم علي حساب الأوقاف، وسيضع حد لتعديات الأوقاف علي أرض المؤسسة العلاجية بالتعاون مع باقي نواب دائرة المنتزه الذين يعملون جاهدين من أجل الحفاظ علي الوحدة العلاجية التي تخدم أكثر من ١٠ آلاف أسرة بخلاف المترددين الذين يصل عددهم إلي ٣٦ ألف من أهالي المنطقة شهريا، بالرغم من ضياع الكثير من الأراضي الخاصة بها وبالرغم من احتياج الدائرة للمزيد من الخدمات الصحية، مناشدا هيئة الأوقاف بإرجاع الأراضي المهدرة بتقصير من الهيئة بدلا من التعدي علي منشأة صحية تم إنشاؤها منذ ٧٠ عاما، و تنفيذ قرار الترميم بدل من مقاضاة الهيئة إذا امتنعت عن التنفيذ.