إن فرار النساء من اعتداءات الرجال يعتبر جريمة في السعودية؛ إذ أن نظام الوصاية هناك يمنح الذكور سلطة واسعة عليهن، فلا يجوز للنساء الهرب من الآباء والأزواج حتى، ويمنح القانون صلاحية سحب جواز السفر والمنع من السفر للأخيرين. وقد تتعرض المرأة الهاربة إلى السجن إذا ألقي القبض عليها إلى أن يسمح لها الوصي بالخروج.
-ولي الأمر يتحرش بهن:
وكشفت صحيفة لوس إنجلس،عن مشكلات تواجه المرأة في السعودية بسبب ولي الأمر، حيث قالت إحدى السيدات أنها تعيش في المنزل مع والديها وأشقائها، وكانت قد طلبت من شقيقها إصلاح شيء في غرفتها قبل بضعة أشهر ، فسأل عن الملابس الداخلية الملونة التي كانت ترتديها.
وقبل ذلك كان والدها قد حاول بالفعل لمسها، وعندما اختبأت في غرفتها ، وركبت قفلًا وتخزينًا للأطعمة ، أجرى مكالمات هاتفية بذيئة من مكان آخر في المنزل، فشعرت بالضيق، وهربت إلى الشقق المفروشة لعدة أيام في كل مرة ، لكنها عادت دائماً عندما اتصل والدها - وهو الوصي عليها بموجب القانون السعودي.
وقالت هالة التي تعمل في مجال الرعاية الصحية أن ولي أمرها دائماً مايردد "سيهددني، سأرفع دعوى ضدك بأنك هربت، لن أسمح لك بالعمل"، وعندما تحدثت في مقهى نسائي في الآونة الأخيرة ، وغطت وجهها بحجاب أسود عندما اقترب الغرباء، طلبت أن يتم تحديدها فقط باسمها الأول خوفًا من عواقب أن يتم تحديدها بشكل عام.
في المملكة العربية السعودية ، الفرار من المنزل هو جريمة للنساء، ويمتلك أقاربهم الذكور قوة هائلة في ظل نظام الوصاية في المملكة، الذي يحظر على النساء الهروب من الأوصياء الذكور ، بما في ذلك الآباء والأزواج ، ويمنح هؤلاء الأقارب سيطرة على قدرتهم على الحصول على جوازات سفر.
يمكن للوصاية أن تكون مرهقة بشكل خاص بالنسبة للنساء المطلقات والأرامل أو الذين يؤجلون الزواج، تضطر بعض الأمهات إلى إرجاء أبنائهن كأوصياء.
لكن النساء السعوديات يخاطرون بشكل متزايد بالسجن للفرار، ليس فقط داخل البلاد ، ولكن في الخارج كذلك، إنهم ينسقون هذه الجهود مع شبكة من المؤيدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان يرتبون الزواج والإجازات وبرامج الدراسة بالخارج كغطاء.
-مقترحات لتعديل نظام الوصاية:
تم تقديم قائمة من المقترحات لإصلاح نظام الوصاية إلى الملك سلمان وولي العهد، الذي أشار بعد أن تولى العرش في عام 2015 أنه كان مفتوحًا لرفع بعض أكثر القيود القمعية على النساء.
وتدعو المقترحات إلى إنهاء شرط حصول المرأة على إذن قريب من الذكر للسفر أوالقيام بالعديد من الأمور الأخرى التي تعتبر روتينية للنساء في أجزاء أخرى من العالم،وقدم أكثر من 14 ألف شخص التماسا للحكومة لإلغاء حظر على قيادة النساء.
وقد أصدر ولي العهد بالفعل مرسوما يأمر الوكالات الحكومية بعدم رفض خدمات النساء لمجرد عدم حصولهن على موافقة ولي الأمر، وفعل نظام القيادة للمرأة لكن مازالت أزمة الوصاية عقبة أمام المرأة، وقد أعطى اهتمام ولي العهد محمد بن سلمان بالموضوع بعض النساء الأمل في مزيد من الحرية.
-إحصائيات كارثية:
فرت أكثر من 1.750 امرأة من منازلهن، وفقاً لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية، وكان العديد منهن ضحايا العنف المنزلي،وتتزايد أعداد هؤلاء النساء.
وقال النشطاء الذين يساعدون النساء الهاربات إن أحد الأسباب التي تجعلهن أكثر عرضة للهروب هو حصولهن على المساعدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال طالب عبد المحسن،وهو ناشط سعودي حيث ينسق عمليات الهرب على تويتر: "تتواصل الكثير من النساء يوميًا، العدد آخذ في الازدياد، يطلبون مني مساعدتهم،معظمهم ليس لديهم تصريح سفر من ولي الأمر".
-الضرب بالأحذية:
إنه يعرف النساء اللاتي هربن إلى أستراليا وبريطانيا وكندا وألمانيا وأيرلندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة.
قبل شهرين، أخبرت شروق حسين الموحميسي عائلتها أنها كانت في طريقها إلى كندا مع زوجها الجزائري في إجازة، وقالت إنها تعرضت لسنوات من سوء المعاملة من قبل والدها ، وقالت: اعتاد أن يضربها بأي شيء يأتي: المكنسة ، خرطوم الحديقة ، الأحذية.
وبدلاً من الذهاب إلى كندا، قام الزوجان بحذف حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية وفرّوا إلى أوروبا.
سجلت دينا علي لسلوم ، 24 عاما ، وهي مدربة لغة إنجليزية من الرياض ، بيانا بالفيديو بعد أن توقفت في مطار مانيلا أثناء عبورها إلى أستراليا في 10 أبريل.