"فانوس الغلابة" رحيم بمحبيه في الغربية.. وأبو البنات: "اتلسعت من الشمعة لكن بحبه" (فيديو وصور)

مع اقتراب الشهر الكريم، تكتسى مصر كل عام بعدد من المظاهر المتفردة بشهر رمضان، والتى تميزها عن مثيلاتها من الدول الإسلامية وعلى رأس تلك العادات "فانوس رمضان"، ذلك الهيكل المميز ذو الألوان والأشكال المبهرة المتنوعه بين الزجاج والبلاستيك والخشب والصاج ، ذلك المصباح الذى أضاء طريق المعز لدين الله الفاطمى عندما دخل مصر ، وأنار الطريق لرؤيا الهلال بالشهر الكريم، تطور مع مرور الزمن منذ أكثر من 900 عام، ولكن ظل للفانوس الصاج رونقة رغم التطور الذى طرئ على كافة مظاهر الاحتفال.

فى أحد أزقة سوق الليمون بمدينة المحلة الكبرى، يقع ذلك الدكان العتيق لا يظهر بابه من كثرة ما علق عليه من "فوانيس الغلابة"، اكتست جدرانه بالسواد، لا تتخطى مساحته الأمتار الأربع، فى أحد جنباته طاوله خشبيه قديمة وفوقها "وبور جاز"، وكرسى متهالك يجلس عليه ذلك المسن السبعينى الحج "عتمان" يستند برأسه للخلف ويقول: أعمل بمهنه صناعة الفوانيس منذ ما يقرب من 60 عام، بدأت بقص صفائح السمن وتشكيلها، وصهر القصدير ولحام القطع ببعضها، فأنا أصنع الفانوس على يدى من الألف للياء، حتى الزجاج الملون أشتريه ألواح كامله وأقصهبما يتناسب مع حجم وشكل الفانوس، ليخرج من تحت يدى لا ينقصه إلا الشمعة.

وأضاف "عتمان" موسم الفانوس قديماً لم يقتصر على رمضان فقط، بل فيما مضى كنا نستخدمه فى إضاءة الشوارع والحوارى، قبل دخول الكهرباء، فلم يخلوا منزل منه، أما الأن أصبح للزينة فقط، ونظراً لرخص ثمنه لا يقبل على الشراء إلا محدودى الدخل والفقراء، لبث البهجة والسعادة على وجوه أطفالهم، ما دون ذلك تحولت أنا وفانوسى الصاج إلى قطعة أنتيكا، وأضاف رغم ذلك تغمرنى السعادة، "عندما تأتينى شابه مثلك لألتقاط الصور مع فوانيسى، فأطمئن أن تراثنا وتراث أجدادنا لن يموت" .

وتابع قائلاً: تتنوع الأشكال والأنواع حسب المصنعية ولكل فانوس اسم وشكل، مشيرًا بيده لأحد الفوانيس المعلقة "ده أبو العيال" لكثرة جنباته وألوانه، فعندما تنظر إليه ترى ذلك الأب الذى يمسك بيد أولاده ويجمعهم حوله، وذاك فانوس "البطيخة" لأنه دائري الشكل مطعم بالألون الموحدة وليست النقوش فقط، أما ذلم المخروطى المستقيم يدعى فانوس فطوطة ، والمربعة جنباته هذا يدعى "المصحف " لأنه يشبه فى تربيعته الكتاب الكريم. 

وأضاف "عتمان" على الرغم من زيادة الأسعار التى تحدث كل عام لكن يظل "فانوس الغلابة" رحيم بمحبيه ، لم يزيد سعره إلا بضع جنيهات قليلة، فالفانوس الصغير يبدء من "15 و20 و35 ولا يتجاوز 100 جنيه"، أما بالنسبة للفانوس الضخم الذى يتخطى الـ3 أمتار على حسب المصنعية، يتراوح ثمنه بين "250 إلى 300" جنيه، وقليل من يشتريه لأنه يوضع أمام المحلات، أما الفوانيس المتوسطة التى تعلق فى الشوارع من "70 إلى 150 " جنيه.

وعلى صعيد متصل يقول "عادل السيد" موظف: لدى خمس بنات، أتى كل عام لعم عتمان أشترى منه خمس فوانيس لفتياتى، ولا تتجاوز التكلفه المائة جنيه، أما إذا أشتريت فوانيس أركت أو بلاستيكيه هأحتاج لمبلغ كبير، ولضيق ذات اليد نأتى هنا لنسعد أبنائنا ، أنا وأخوتى، كما أن ذلك الفانوس ينمى روح رمضان ويثير فى أنفسنا نحن الكبير تلك الذكريات التى فقدناها مع ظهور الفوانيس التى تغنى ، على الرغم من أن أصابعى حرقت أكثر من مره من لهب الشمعه إلا أنى أسعد به كالأطفال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً