كعادة الشهر الكريم من كل عام في مصرنا، يدخل علينا حاملاً عدد كبير من العادات الأطعمة التى لا طالما ارتبطت به وعلى رأسها التمور، التى كانت سنة عن النبى الكريم يتناولها في كافة شهور العام وخاصة رمضان وذلك لاشتهار شبة الجزيرة العربية بها، وظلت تلك السنة ممتدة منذ ما يقرب من 1500 عام، يتوارثها المسلمين جيلاً بعد جيل، حتى أصبح للتمر أهمية كبيرة كونة سنة في المقام الأول ولفوائدة الكبيرة.
ولأن مصر من أكبر الدول الإسلامية التى تشتهر بها تجارة الياميش والأطعمة المرتبطة برمضان، تجولت "أهل مصر" بأسواق التمور بمحافظات الجمهورية وعلى رأس تلك الأسواق "سوق الكمونى" بمحافظة الغربية، تلك النقطة القابعة بميدان البهلوان بالمحلة الكبرى، والتى يأتى إليها تجار التمور من صعيد مصر وتحديداً سوهاج وأسيوط، ويأتى إليها أهل الدلتا ككل لشراء مستلزماتهم بكميات كبيرة لتكفى استهلاكهم طوال الشهر الكريم.
تقول "عبير أم محمد" بائعة: "نعمل في بيع التمور منذ سنين، والتى نستعد لها من العام للعام، نبدأ بتجهيز أماكن التشوين والعرض، والفرز، ويبدأ موسم العرض والتجمع في منتصف شهر شعبان بحيث يتجمع تجار التمور بشارع السلطان خلف مسجد السيد البدوى، وبعد فتح المزايدات نجمع بضائعنا".
وأضافت "أم محمد": "يحمل بائعي التمور من الصعيد أجولتهم الخيش وداخلها محصول العام الماضى، وذلك لأن التمر السلعة الوحيدة التى لا تؤكل بنفس العام؛ فبعد طرح النخل للبلح يترك على النخل حتى يجف ولا يتم حصاده إلا في نهاية الموسم، وهو ما يفسر وجود بعضه تالف، كما لا يتم خلط طرح نخلة مع أخرى بل يتم تعبئة كل نخلة على حدا، ويتراوح الوزن ما بين 15 إلى 36 كيو جرام تعبأ في أجولة من الخيش".
وعن أسعار التمور، أوضحت أن الأسعار هذا العام لم ترتفع العام الماضي؛ فالأنواع الفاخرة بين 19 لـ25 للكيلو الواحد، وتختلف الأنواع والأشكال ما بين الأبيض والأسمر والأحمر.
وتابعت: "يبدأ سعر الكيلو هذا العام للمستهلك من 8 جنيهات بينما نفس البلح العام الماضي لم يتجاوز الـ5 جنيهات، أما البلحة السمراء على الرغم من كبر حجمها ومذاقها السكري إلا أنها لا تتخطى الـ12 جنيه، والبلحة البيضاء الصغيرة تبدأ من 10 جنيهات، وتتميز تلك البلحة أنها وارد بلطيم، فلطالما وجدنا البلحة الصفراء الصغيرة التى تظهر في موسم الجوافة ويتم تجفيفها وتأتي في موسم التمور".
ويقول "سامح ربيع"، تاجر تمور من أسيوط: "هناك بعض ضعاف الضمير من التجار ممن يغشون تجار التجزئه، ومنهم من يضع ماسورة بلاستيكية في منتصف الجوال ويملائها بالتمر الدرجة الثانية (المخشخش)، أو يملء الجوال لنصفه (تمر مسوس) ويغطيه بالتمر الدرجة الأولى، فلا بد من فحص البضاعة قبل الشراء، بفتح الجوال من الجانب و(كمره) جيداً، قبل التحميل".