على وقع سقوط القنابل والبراميل المتفجرة، وسحابات دخان البارود ودوي إطلاق النار الذي لايتوقف، وأنين المصابين وصراخ الفراق من الأهل والأحبه على من حصدت أرواحهم الغارات الغادرة يستقبل أهلنا في سوريا واليمن وفلسطين وليبيا شهر رمضان الكريم هذه العام، وخطف الموت والهلع الفرحة من قلوب كانت تحتفي بنسمات هذا الشهر الكريم، لتتحول فجأة موائدة بلون الدم، بل إن بعضهم يكاد يموت جوعا جراء ندرة الغذاء الذي يحبسه استمرار العمليات العسكرية أهل مصر كانت هناك وعاشت معاناة المسلمين في البلاد العربية المنكوبة مع حلول شهر الصوم والسلام.
في فلسطين يأتي رمضان وسط مسيرات وصمود وانتفاضة جديدة أطلق عليها «مسيرات العودة» رداً على وحشية قوات الاحتلال ونقل السفارة الأمريكي للقدس، تنقل الولايات المتحدة سفارتها في إسرائيل إلى القدس الأسبوع المقبل، متحدية الفلسطينيين والغالبية العظمى من المجتمع الدولي، في خطوة ستؤدي على الأرجح إلى تعزيز التوترات في المنطقة.
ونفذ دونالد ترامب تعهده الذي قطعه في ديسمبر الماضي، في خروج عن الموقف الدبلوماسي الأميركي المعتمد منذ عقود والاجماع الدولي على أن مسالة القدس، وهي من أهم قضايا النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، يجب أن تحل عبر التفاوض.
وتم تدشين السفارة الاثنين الماضي بعد اسابيع من احتجاجات ومواجهات ادت الى مقتل عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة الذي تحاصره الدولة العبرية.
يقضي الفلسطينيون شهر رمضان المبارك بصورة تختلف تماماً عما هي عليه في سائر بلدان العالم فنفحات رمضان عكرها دخان البارود وأنين المرضى والمصابين وصراخ الجوعى وآهات اليتامى والمحرومين وزاد على ذلك أن زيارات الأقارب والأرحام هي الأخرى تقطعها حواجز الاحتلال الأمنية ، التي قطعت أوصال الأراضي الفلسطينية ،وجعلت التنقل والحركة مغامرة قد تكلف المرء حياته.
وليس هذا فحسب بل إن الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني لأكثر من عشر سنوات في قطاع غزة لا زال يلقي بظلاله على كل جوانب الحياة المعيشية للمواطن الفلسطيني موظفاً كان أو عاطلاً عن العمل ناهيك عن أن ما يزيد عن 7000 أسرة فلسطينية في قطاع غزة تعاني من أوضاعٍ اقتصادية صعبة للغاية نتيجة الحروب الصهيونية المتكررة على القطاع.
وغير ذلك الاعتداءات الصهيونية اليومية التي يذهب ضحاياها شهداء وجرحى فلسطينيون من الأطفال والنساء والشيوخ بالإضافة إلى تشريد المئات من الأسر عبر تدمير منازلها بالكامل، الأمر الذي ضاعف من آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني وحوّل فرحة أبنائه بقدوم شهر رمضان إلى حزن ومأتم وبدلاً من أن يستقبلونه بالزينة التي اعتادوا تعليقها كنوع من الترحيب والابتهاج بقدوم هذا الشهر صارت صور الشهداء والأسرى هي التي تزين جدران المدن والقرى والمخيمات في جميع نواحي فلسطين.