بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأخيرة إلى كوريا الشمالية، وردت في وسائل الإعلام تساؤلات متعددة عن شخص ظهر في صور بجانب عميد الدبلوماسية الأمريكية.
وتحدثت وسائل الإعلام، وخاصة في كوريا الجنوبية، عن رجل أشقر يبدو أنه من أصول آسيوية، رافق بومبيو في زيارته، وظهر معه أثناء لقائه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
وتطلق وسائل الإعلام الكورية الجنوبية على هذا الرجل لقب "وكيل 007 من أصول كورية"، و"سارق المشاهد في لقاء كيم وبومبيو"، و"مهندس القمة بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب" (المقرر عقدها في سنغافورة 12 يونيو المقبل)، و"أمريكي كوري مستتر يقدم لترامب كل صباح موجزا عن كوريا الشمالية"، مشيرة إلى لون شعره غير التقليدي بالنسبة لسكان المنطقة.
وأكد مسؤولون حكوميون في كوريا الجنوبية الأسبوع الجاري أن الشخص الغامض هو أندرو كيم، وهو رئيس مركز المهمة الكورية في وكالة الاستخبارات المركزية CIA.
وأعلنت CIA في مايو الماضي عن تأسيس المركز الجديد بهدف "استخدام جميع إمكانات وصلاحيات الوكالة لحل قضية برنامج كوريا الشمالية النووي والباليستي"، مؤكدة تعيين ضابط ذي خبرة طويلة في العمليات رئيسا للمركز ومساعدا لمدير الوكالة في شؤون كوريا الشمالية، لكن دون الكشف عن اسمه.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بأن أندرو كيم وُلد في كوريا الجنوبية، واسمه الأصلي كيم سونغ هوين، وكان يدرس في "مدرسة سيئول الثانوية" المرموقة التي كان بين خريجيها سو هون، رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية، ومستشار الأمن القومي في البلاد تشونج يو يونج.
ونقلت صحيفة "تشوسون إيلبو" عن مسؤول استخباراتي سابق قوله إن علاقة عائلية تربط بين كيم وتشونغ، ويستخدم "وكيل 007 الكوري" عبارات غير رسمية بحق مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي في اتصالاتهما.
وأفادت تقارير إعلامية بأن أسرة كيم غادرت إلى الولايات المتحدة، حينما كان في الصف الأول من الثانوية، ثم عمل لسنين وكيلا لـCIA، وخاصة في موسكو وبكين وبانكوك، ثم ترأس فرع الوكالة في سيئول، إلى أن ترك الوكالة، لكنه عاد إليها في العام الماضي لترؤس المركز الجديد.
وأكد مستشار في رئاسة كوريا الجنوبية طلب عدم الكشف عن اسمه للصحفيين، التقى غير مرة أندرو كيم، أن هذا المسؤول يحمل الآن الجنسية الأمريكية، لكن لديه اتصالات عائلية ومدرسية في كوريا الجنوبية، وذلك علما بأن علاقات كهذه تلعب دورا كبيرا في هذه الدولة، وقد تساعد المسؤول في تنظيم القمة التاريخية بين زعيمي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حسب الخبراء.
ولا تقتصر مهمة كيم في CIA على الجهود الدبلوماسية وحدها، فقد ذكر المستشار أن هذا المسؤول كان يعمل على وضع خطط لشن ضربات عسكرية على كوريا الشمالية.
وتابع المستشار أنه، بعد لقائه مع كيم، أدرك أن التصريحات الأمريكية عن إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري ليست مجرد كلام فارغ، إذ كان الأمريكيون ينظرون في نحو 20 سيناريوها عسكريا ضد بيونغ يانغ.
وأعلن مسؤول حكومي آخر في كوريا جنوبية للصحفيين أن أندرو كيم زار كوريا الجنوبية في فبراير الماضي، بالتزامن مع حضور نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية، وعقد هناك سلسلة لقاءات مهّدت الطريق لزيارة بومبيو الأولى، وكان يتولى حينئذ منصب مدير CIA، إلى بيونغ يانغ.
وتتحدث بعض التقارير أن أندرو كيم كان يرافق بومبيو في تلك الزيارة، وفي رحلته الثانية بصفة وزير الخارجية إلى بيونغ يانغ، وفضل بومبيو كيم على مسؤول ناطق باللغة الكورية من وزارته.
من جانبها، تستخدم وسائل الإعلام الكورية الشمالية عبارات صرامة بحق "وكيل 007 الكوري"، ملقبة إياه بـ"حاصد أرواح الكوريين الشماليين" و"رسول جهنم".