اخترقت أسعار النفط الحاجز النفسي عند 80 دولاراً للبرميل أمس للمرة الأولى منذ نوفمبر2014 بفعل المخاوف من أن تتراجع الصادرات الإيرانية ليتقلص المعروض في سوق شحيحة بالفعل.
وتم تداول العقود الآجلة لخام برنت ب80 دولاراً قبل أن تتراجع قليلاً إلى 79.85 دولار للبرميل، وزادت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 64 سنتاً إلى 72.13 دولار للبرميل وهو أيضا أعلى سعر لها منذ نوفمبر 2014.
وترتفع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة بفعل احتمالات حدوث تراجع حاد في صادرات النفط الإيرانية في الأشهر المقبلة جراء تجدد العقوبات الأمريكية إثر قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي العالمي مع طهران.
وكانت توتال الفرنسية حذرت من أنها قد تتخلى عن مشروع غاز بمليارات الدولارات في إيران إذا عجزت عن نيل إعفاء أمريكي من العقوبات الأمريكية مما يلقي بظلال من الشك على جهود تقودها أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووي.
وقال نوربرت روكر مدير أبحاث الاقتصاد الكلي والسلع الأولية ببنك جوليوس باير السويسري «الضوضاء الجيوسياسية ومخاوف التصعيد هنا لتبقى مخاوف المعروض تتصدر بواعث القلق بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني».
الطلب العالمي .
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن من المرجح أن يتباطأ الطلب العالمي على النفط هذا العام مع اقتراب سعر الخام من 80 دولاراً للبرميل وتوقف العديد من الدول المستوردة الرئيسية عن تقديم دعم سخي في أسعار الوقود لمستهلكيها.
وخفضت الوكالة توقعها لنمو الطلب العالمي إلى 1.4 مليون برميل يومياً في 2018 من تقدير سابق كان يبلغ 1.5 مليون برميل يومياً.
وارتفع سعر النفط 51 في المئة في العام الأخير مدفوعاً بتخفيضات معروض منسقة وبواعث القلق، هذا الشهر، بشأن المعروض الإيراني بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستعيد فرض عقوبات على طهران بخصوص أنشطتها النووية.
وقالت وكالة الطاقة «سيكون أمراً استثنائياً إذا لم تؤثر قفزة كبيرة كهذه في نمو الطلب وبخاصة مع تقلص دعم المستهلك النهائي أو قطعه في عدة اقتصادات ناشئة خلال السنوات الأخيرة».
أقرأ..مع حلول شهر رمضان.. أفضل ٣ تطبيقات لتحميل الأذان والأدعية
https://www.ahlmasrnews.com/news/article/611061/
وتراجعت مخزونات النفط في الدول الأغنى في العالم، وهي الأكثر شفافية والأسهل من حيث الرصد، مليون برميل عن متوسط خمس سنوات الذي تستهدفه منظمة البلدان المصدرة للبترول وشركاؤها مع قيام المجموعة بكبح إنتاج الخام للعام الثاني.
وقالت الوكالة «في الوقت الراهن فإن المشهد الجيوسياسي سريع التغير سيحرف الانتباه عن المخزونات مع عكوف المنتجين والمستهلكين على دراسة سبل الحد من التقلبات في سوق النفط. من جانبها، ستراقب وكالة الطاقة الدولية التطورات عن كثب وتقف على أهبة الاستعداد للتحرك إذا اقتضت الضرورة بما يكفل استمرار تلقي الأسواق إمدادات جيدة».
إنتاج إيران.
وتنتج إيران نحو 3.8 مليون برميل من النفط يومياً وهي ثالث أكبر مورد للنفط في أوبك بعد السعودية والعراق وقد تواجه اضطرابات شديدة في صادراتها.
وقالت وكالة الطاقة إن الجولة السابقة من العقوبات التي رُفعت في مطلع 2016 خفضت صادرات الخام الإيرانية أكثر من مليون برميل يومياً.
وقالت الوكالة «من السابق لأوانه التكهن بما سيحدث هذه المرة لكن ينبغي أن ندرس ما إن كان بقية المنتجين سيتدخلون لضمان تدفق نفطي منتظم إلى السوق وتعويض اضطراب الصادرات الإيرانية».
يقول موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية إن طهران صدرت 2.6 مليون برميل يومياً من الخام في إبريل.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يسجل متوسط الطلب على خام أوبك 32.25 مليون برميل يومياً لبقية العام الحالي مقارنة مع إنتاج بلغ 32.12 مليون برميل يومياً في إبريل.
في غضون ذلك زاد المعروض العالمي 1.78 مليون برميل يومياً في إبريل/ نيسان عنه قبل عام بدعم أساسي من الإنتاج خارج أوبك.
ودفعت الأزمة الاقتصادية إنتاج فنزويلا النفطي إلى الانخفاض لأدنى مستوياته في أعوام بينما انخفض إنتاج المكسيك لعوامل طبيعية بمقدار 175 ألف برميل يومياً في إبريل لينزل ثمانية في المئة على أساس سنوي وهو أكبر انخفاض لمنتج غير عضو في أوبك.
وأدى الإنتاج القياسي المرتفع في الولايات المتحدة لزيادة الإمدادات خارج أوبك بمقدار 2.1 مليون برميل يومياً على أساس سنوي إلى 59.4 مليون برميل يومياً.
وقالت وكالة الطاقة إن الإنتاج في أماكن أخرى خارج أوبك دار بين الاستقرار والانخفاض مشيرة إلى تراجعات في بحر الشمال والبرازيل.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الإمدادات القادمة من خارج أوبك 1.87 مليون برميل يومياً في 2018 مقارنة مع توقعات سابقة لارتفاع مقداره 1.8 مليون برميل يومياً.