تطرق الصحفي الأمريكي إيان تولي في تقرير نشره على صحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن إدرة مليشيات حزب الله اللبنانية، والمصنفة منظمة إرهابية من الولايات المتحدة دولة مصغرة في أمريكا اللاتينية، مما يزيد من المخاطر على الأمن القومي.
ووفقًا لما ذكره التقرير المطول عن حزب الله ومصادر تمويله، فإن النشاطات السرية كلها يتم القيام بها فيما يُعرف بمنطقة "المثلث الحدودي" الذي يربط البرازيل والأرجنتين والباراغوي لطالما كان مصدراً للقلق بالنسبة لمسؤولي الأمن الأمريكي.
وبحسب مصادر أمنية برازيلية، فإن تللك المنطقة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، باتت هدفاً للمراقبة بصفتها ملاذاَ آمناً للإرهابيين في النصف الغربي من الكرة الأرضية، إلا أنه مع الفساد المتأصل والرخاوة في تنفيذ القانون، نما هذا الاقتصاد السري الذي يُقدر بـ 43 مليار دولارسنوياً، مما يتجاوز الناتج القومي للباراغوي، وفق ما جاء في التقرير الذي أعدته مجموعة المخاطر "آسيمتريكا" التي تمول من معهد مكافحة التطرف، غير الربحي الذي يتخذ واشنطن مقراً له.
تبييض أموال ومخدرات
أوضح تقرير "وول ستريت جورنال" أن عائدات حزب الله تأتي من عمليات غير مشروعة، مشيرًا إلى أن أن سهولة تبييض العائدات غير المشروعة واقتصاد السجائر في السوق السوداء والاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر ومبيعات الأسلحة غير القانونية، اجتذبت منظمات إجرامية من مختلف انحاء العالم.
وكشف التقرير الذي شارك في إعداده فريق صحفي كامل عن أن "المثلث الحدودي" أصبح مركزاً أساسياً، أو مركزاً للتسوق، يضم جميع السلع والأموال غير المشروعة التي تحتاجها لتمويل عملياتك، فإذا كنت تريد القيام بشيء ما على الأراضي الأمريكية، فيمكنك شراء ما تريد، وعلى مقربة من الشواطئ الأمريكية.
أكبر الملاذات
نقل الصحفي الأمريكي إيان تولي، عن الكاتبة فانيسا نيومان التي شاركت في وضع التقرير، أن المنطقة تتحول إلى أكثر الملاذات السهلة في العالم على صعيد تبييض الأموال، ليس ذلك وحسب بل مكاناً تتجول فيه شاحنة مدججة بالمسلحين في شوارع منطقة فوز دو إيغوتشو البرازيلية وفي شوارع منطقة سويداد ديل إيستي في الباراغوي، حاملة شحنات من الأموال النقدية، حيث يندر وجود المصارف.
وكشفت الصحفية فانيسا نيومان أن تلك المنطقة "في طريقها كي تصبح مستقلة اقتصادياً ودويلة إجرامية بالكامل". وتعمل في المنطقة عصابات المخدرات من عدة دول بمريكا اللاتينية ومن بينها بوليفيا وكولومبيا والمكسيك والبرازيل.
وكذلك الأمر توجد في هذه المنطقة منظمات إجرامية من الصين بالاشتراك مع تجار لبنانيين. كما توجد مافيات من كوريا وهونغ كونغ وروسيا وفي تقرير "آسيمتريكا" التي قادت فريق تحقيق إلى المنطقة لإجراء أبحاثها.
سكان يدعمون حزب الله
وعن الدعم اللوجيستي والمعنوي لمليشيات حزب الله في هذه المنطقة، أوضح التقرير أن غالبية سكان هذه المنطقة من المهاجرين اللبنانيين الذين وصلوا إلى المنطقة بعد الحرب العربية الإسرائيلية في الخمسينيات من القرن الماضي، وكذلك بعد الحرب الأهلية اللبنانية في الثمانينات.
وقال التقرير إنه مع ذلك فإن شريحة صغيرة من السكان يعتقد أنها تدعم مليشيات حزب الله مباشرة، وتبين أن الشبكات الإجرامية التي تم اكتشافها مع مرور السنين، تشكل خطراً كبيراً على المصالح الأمريكية.