فاز فيلم عن مجزرة راحت ضحيتها عائلة في قطاع غزة خلال عملية للجيش الإسرائيلي، بجائزة "العين الذهبية" لأفضل وثائقي في الدورة الحادية والسبعين من مهرجان كان السينمائي.
ولجأ المخرج الإيطالي ستيفانو سافونا في فيلمه الوثائقي "طريق سموني" إلى رسوم متحركة لإعادة تشكيل أفظع المشاهد وإرجاع الحياة للقتلى البالغ عددهم 29 فردا من العائلة عينها من بالغين وأطفال.
وتتداخل رسوم بالأبيض والأسود مع مقابلات تحيي ماضيا ثقيل الوطأة وتحل محل المحفوظات. وأكد سافونا الذي تخصص في علم الآثار أن "الرسوم المتحركة تسمح لكم بطريقة ما بإرجاع الموتى".
واستغرق العمل على هذا الفيلم الذي قدم في إطار فعاليات أسبوعي المخرجين تسع سنوات. وهو يتمحور على عملية "الرصاص المصبوب" التي شنها الجيش الإسرائيلي على القطاع المحاصر بين 27 ديسمبر 2008 و18 يناير 2009. واستند المخرج في عمله هذا إلى وثائق للصليب الأحمر والأمم المتحدة وتقارير داخلية للجيش الإسرائيلي.
وأشادت لجنة التحكيم التي يرأسها الفرنسي إيمانويل فينكل بستيفانو سافونا "منوهة بحصافة آليته ورزانة وجهة نظره وبصيرته الثاقبة وإتقانه لتقنية التحريك وجودة أسلوبه السردي".
وقال سافونا في تصريحات لوكالة فرانس برس: "كان الوضع مأسويا في غزة قبل 25 عاما، وقد تفاقم الوضع. وجلّ ما أردته هو إبراز هؤلاء الأشخاص وإعطاؤهم الكلمة"، رافضا التعليق على حمام الدم الذي شهدته غزة في مطلع الأسبوع.
وأعطت لجنة التحكيم تنويهين بالتوازي إلى ميشيل توسكا عن فيلمه "ليبر" حول المزارع الفرنسي سيدريك هيرو الذي أخذ على عاتقه الدفاع عن المهاجرين عند الحدود بين فرنسا وإيطاليا، وإلى مارك كازنز عن فيلمه حول السينمائي البريطاني أورسن ويليس بعنوان "ذي آيز أوف أورسن ويليس".
وكانت جائزة "العين الذهبية" العام الماضي من نصيب أنييس فاردا عن فيلم "فيزاج، فيلاج".