"أريد الاستشهاد لأشتكي إلى الله ظلم الاحتلال".. قصة طفلة فلسطينية أخذت "عهد التميمي" قدوة.. فقنصها "الصهاينة" أمام السياج الفاصل في "مسيرات العودة"

كتب : سها صلاح

وصال طفلة فلسطينية لم تبلغ الـ14 عاماً بعد من مخيم لبريج في قطاع غزة، أصرت على ردع الاحتلال الصهيوني خلال مسيرات العودة في 14 مايو الماضي، لكنها استشهدت في نفس اليوم برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب السياج الفاصل بين غزة وتل أبيب، وفقاً لصحيفة الجارديان البريطانية.

وقال والد الطفلة التي لم تبلغ الـ14 عاماً بعد أنها مع بدأ مسيرات العودة وفك الحصار تحولت بشكل كبير من طفلة تعشق اللعب و المرح إلى طفلة تشعر بالحماس لردع الاحتلال الإسرائيلي، حيث قالت لهم قبل يوم من خروجها في المسيرات وقتلها يجب أن نتحرر ونحرر كل الأطفال المعتقلين "عهد التميمي" وقفت أمام ظلم الاحتلال وتقضي رمضانها في المعتقل يجب أن نحررها،حتى أنها صرخت في وجه خالاتها التي رفضن المشاركة في المسيرات قائلة " أنتن جبانات".

وكانت وصال من بين أكثر من 60 شخصاً ماتوا إثر إطلاق القناصة الإسرائيليين الرصاص على المتظاهرين قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

كما أكدت اليونيسيف إن أكثر من 1000 طفل اصيبوا منذ خروج مسيرات العودية، واستشهد 250 طفلاً برصاص الاحتلال.

وكانت وصال وشقيقها البالغ من العمر 11 عاماً، هما الوحيدين اللذين اعتادا كل أسبوع الخروج نحو الحدود وسط الداخن الأسود أثر الكاوتشات المحترقة، وحاول أهلها توقيفها أكثر من مرة لكنها لم تكن تعود.

الرغبة في الموت

وقلت الصحيفة عن إحدى خالاتها التي اتهمتهن بالجبن وتدعى أحلام و عمرها 30 عام وصال كانت تقول: (يجب أن تذهبن إلى هناك، يجب أن تذهبن)، ولكنها ماتت الآن، وأنا سأخرج ضد الاحتلال فلم أعد أشعر بالخوف.

فيما قال شقيقها كانت تحمل مقصاً كبيراُ من أجل اختراف السياج في هذا اليوم كما كانت تمرر زجاجات المياه والأحجار للمحتجين.

وقالت الصحيفة أن عائلة وصال ركزت على "لقمة العيش" لتربيتها هي وأشقائها الستة، حتى انهم كانوا ينتقلون كل بضعة أشهر من سكنهم لتأخرهم عن سداد أجرة المنزل، كما كانت وصال تعشق قراءة القرآن، وتحب دراسة الرياضيات لتكون في يوماً مهدسة وتعيد بناء المنازل التي تم هدمها أثر قصف الاحتلال الصهيوني لمنازلهم.

وكانت تمارس هواية الرسم حتى أنها أعطت لوالدتها قبل اتشهاداها بـ3 أسابيع رسمة لها كتبت عليها "حبيبة روحي يا أمي"، وقالت الأم باكية على طفلتها: "وصال عاشت حياة قاسية بعد استشهاد والدها ونومنا جميعاً في غرفة واحدة، ولم تكن تملك أي شئ حتى الالعاب عكس أصدقائها، حتى أنها قالت يوماً أنها لن ترتاح حتى تذهب إلى الله".

انهيار اقتصادي:

انهار اقتصاد غزة بعد الانقسامات الداخلية و الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلى وقالت والدة الطفلة: " أنهم يعيشون حياة صعبة جداً داخل القطاع من قطع كهراباء وندرة مياه، وبطالة، ووجهت الشكر إلا القيادة المصرية التي فتحت معبر رفح لفك الخناق بشكل حتى وإن كان بسيطاً وفقاً لقولها في رمضان".

وتعتبر الأمم المتحدة الحصار عقاباً جماعياً، وتطالب المظاهرات الحاشدة برفع ذلك الحصار والسماح للسكان بالعودة إلى بيوت أجدادهم القائمة فيما يُعرف الآن بإسرائيل.

وقالت الأم المفجوعة على طفلتها أنها عملت خادمة منزل بعد استشهاد زوجها، وهذا كان يثير غضب "وصال" بشكل كبير حيث كانت تكسب 13 دولاراً فقط.

وقبل أسبوع من استشهاد الطفلة قالت لوالدتها أنها تريد الاستشهاد فعند الله أفضل، وستجد الالعاب والطعام وستوفر مكاناً في الغرفة لأشقائها، كما أنها كانت تريد الموت لمقابلة الله لتشتكي له ظلم الاحتلال الإسرائيلي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً