فى ذكرى ميلاده.. محمود مرسى عدو الصحافة رفض البقاء فى بريطانيا بسبب العدوان الثلاثى

تمر اليوم ذكر ميلاد الفنان الكبير الراحل محمود مرسي الشهير بعتريس السينما المصرية، والذى عاش طوال حياته الفنية معاديا للإعلام حيث أنه لم يلقى إلا بحوار واحد للصحافة.

كان يكره الأضواء والنجومية، وكانت له مبرراته المقنعة فهو خجول بطبعه ويفضل الهدوء، كذلك كان مقتنعا بأن دوره ومهمته في الحياة هو الفن والتمثيل وليس مطلوبا منه أن يجري حوارات ليشرح أعماله وأداءه وأخباره الفنية.

مرسى وضع مبدأ مهما وهو أن حياته الشخصية خط أحمر لا أحد يملك الحق في معرفة كيف ومع من يعيش ولماذا تزوج ولماذا انفصل عن زوجته، وأغن الجمهور لا يهمه معرفة وجبته الغذائية المفضلة وألوان ملابسه وماركة سيارته، لذلك ابتعد عن الإعلام نهائيا دون تردد أو تفكير.

لقب بعدد من الألقاب في الوسط الفني من بينها الأستاذ وبول براينر العرب وعتريس وغيرها من الألقاب.

عرف عن "مرسي" ولعه الشديد بالعلم ودراسة الفلسفة فتعمق في الدراسات العالمية، كما درس الفلسفة في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية ثم اتجه إلى الإخراج السينمائي في باريس وعمل في هيئة الإذاعة البريطانية وفي عام 1956 استقال وعاد إلى مصر على خلفية العدوان الثلاثي.

وفي فترة الثمانيات ابتعد عن الفن والتمثيل مقررا الانسحاب مكتفيا بالقراءة ومتابعة أخبار نجله ولكنه عاد إلى الدراما فوضع فيها كل خبرته وتجاربه خاصة مع حسن اختياراته لأدواره وأعماله التي تكاد جميعها تكون من أنجح ما قدمت الدراما المصرية في ربع القرن الأخير.

وفي عام 1996 وقت الاحتفال بمئوية السينما العالمية اختار سينمائيون 6 أفلام، كان بطلها محمود مرسي، ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، طبعت أغلبها بالطابع الفلسفي، مثل "السمان والخريف، شيء من الخوف، أغنية على الممر، زوجتي والكلب، ليل وقضبان، وأبناء الصمت".

قام ببطولة عدد من المسلسلات التليفزيونية من بينها "زينب والعرش، الرجل والحصان، عصفور النار، وأبوالعلا البشري"، وفي سنواته الأخيرة قدّم مسلسلات "العائلة، وبنات أفكاري، ولما التعلب فات"، وحصل على العديد من جوائز التمثيل الأولى عن دوره في فيلم "الليلة الأخيرة" في مسابقة الدولة في العام 1964، وجائزة ‏أحسن ممثل في نفس المسابقة في العام 1969 عن دوره في فيلم "شيء من الخوف"، و‏تم تكريمه في مهرجان الفيلم الروائي في العام 1998، كما كرّمه مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الإذاعة والتليفزيون، وحصل أيضا على جوائز التكريم والتفوق عن عدة أعمال، منها "أغنية على الممر، السمان والخريف، والشحات"، وكرّمته وزارة الثقافة عن جهوده كأستاذ لمادة الإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

كان فيلسوفا في موته حيث فكتب نعيه بنفسه، ذاكرا فيه أسماء أقرب الناس إليه وهم أصدقاء العمر، ثم رحل في 24 أبريل من العام 2004 عن عمر ناهز 81 عاما، بعد أن حصل على جائزة الدولة التقديرية في العام 2000 تتويجا لمشواره الفني الطويل.

جدير بالذكر أن "مرسي" ولد لأب محام شهير جدا وعضو بمجلس الشيوخ وتولى منصب نقيب المحامين، عاش طفولته في حي محرم بك بالإسكندرية، كانت أمه هي الزوجة الثانية لأبيه الذي توفي ومحمود طفل صغير فتزوجت الأم بعد وفاة زوجها من لاشين بك نصار فكان له أشقاء من أمه وأشقاء من أبيه، وكان يتمنى أن يدخل مجال الفن مباشرة ولكن خوفه من أسرته جعله يبيع إرثه كاملا ويسافر إلى باريس ليتعلم فن الإخراج السينمائي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«خربشة في الوجه وكدمات على الساقين».. الأمن يبحث ملابسات وفاة الملحن محمد رحيم