عقارب الساعة تقترب من الثانية عشر ظهرًا، أشعة الشمس منسدلة على أبواب محال وورش صناعات حرفية يديوية، متراصة على التوالي واحدة تلو الآخرى، في ممر علوي بإحدى بقاع منطقة الحسين في القاهرة.
ممرات فرعية تقاطع الممر المشار إليه، تواجهك عقب الانتهاء من دراجات السلم المتهالكة، منتجات يدوية نحاسية وآخرى خشبية وعاجية وجلدية متعددة الأشكال والأحجام، تفترش الأرض أمام المحال والورش، كل حسب تخصص صانعها.
خطوات معدودة تفصلك عن مصنع صغير، يقوده بدوي عبد الجواد، تعّلم منذ 35 عاما، أن يجعل من سن الفيل، والعاج، وعظم الجمال، والشعب المرجانية، حبات يستخدمها الذاكرين لله، ومنها ما يسافر إلى دول عربية بهدف التجارة، بصناعة مصرية.
99، وآخرى 33، وثالثة 45، وغيرها.. أعداد حبات السِبحة الواحدة، حسب رغبة طالب المنتج كما يروي عبد الجواد، صاحب مصنع للسِبح.
تقطيع المادة الخام، المرحلة الأولى التي تمر بها صناعة حبات السبحة، على ماكينة حديدية مربعة الشكل يتوسطها منشار أسطواني، تمر فوقها المادة الخام، لتحديد حجم حبات السبح، قبل وضعها على ماكينة المرحلة الثانية "التخريم".
عاملان آخران، يساندان «بدري» في تشكيل المواد الخام، حيث إنها تتنوع بين المصري والمستورد.
يقول صاحب المصنع إن مرحلة السنفرة هي التالية لعميلة التخريم وتستخدم لتشكيل وتنعيم خرزات السبحة، قبل تنظيفها.
«أنا بشتغل على خط الخليج زي قطر والسعودية والكويت».. أشار بدوي إلى الدول التي يصدر إليها السبح بعد الانتهاء من تصنيعها، وتختلف أسعار السبح، حسب كل دولة.
وحول أسعار المنتج بعد التصنيع، يقول بدوي إن النوع المصري يصنع من البلاستيك المكون من مادة لزجة مفطاة بالألوان، ومادة تنشيف ذات روائح مختلفة، لا يتعدى سعره الـ120 جنيهًا.
البلاستيك المستورد من تركيا، نوع آخر من المواد التي يستخدها بدوي في صناعة السبح، ويتراوح سعر تلك النوعية بين 350-450. 120- 450
خشب جوز الهند، نوعًا ثالثًا يقول بدوي أنه يستخدمه كمادة خام للسبحة، ويصل سعر السبح من ذلك النوع إلى 200 جنيه.
سحب الطاقة السلبية من الجسد، كان نوعَا اخر من السبح، المصنعة من الأحجار الطبيعية التي يطلق عليها بدوي «كهرمان»، ويقول إن ذلك النوع من السبح يباع بالدولار.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
