يستعد المؤذن بمسجد السيدة حورية، بمدينة بني سويف، لرفع أذان المغرب، واحتشد الصائمون في مقدمة المسجد للصلاة والدعاء في اللحظات الأخيرة قبل رفع الأذان ليعلن إتمام صيام اليوم الثامن، من شهر رمضان المبارك.
وشهد المسجد، توافد العديد من الصائمين استعداداً لاستقبال الآذن، وأداء شعائر الصلاة، وقام البعض بقضاء أوقات انتظارهم في النوم، بينما قام البعض الآخر بقضاء وقته في التقرب إلي الله بقراءة القرآن الكريم.
يذكر أن مسجد السيدة حورية هو أحد أشهر مساجد محافظة بني سويف، وترجع شهرته كونه يضم مقام السيدة حورية رضى الله عنها، وأسمها الحقيقي زينب الحسينية شرف الدين "زينب الصغرى" ويمتد نسبها من الأب إلى الإمام أبى عبد الله الحسين بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، ونسبها من الأم يمتد الى بنت كسري ملك الفرس .
وحظيت باسم "حورية" نظرا لجمالها وتقواها، ورافقت رضى الله عنها الجيوش الإسلامية فى فتح مصروأظهرت شجاعة فائقة فى قتالها جنبا إلى جنب مع الرجال خلال معركة "البهنسا" بالمنيا جنوب مصر وبعدها استقر موكبها فى مدينة بنى سويف، ورحلت إلى الرفيق الأعلى بكرا لم تتزوج ودفنت بمكان إقامتها.
وبنى "محمد بك إسلام" مسجدًا بجوار ضريحها والذى أصبح جزءا من المسجد، وأتم بناءه نجله عثمان بك سنة 1323 هجرية، والمقام الكائن فى نهاية المسجد ويفصلهما باحة، وتوضع لافتة تحمل سيرة السيدة حورية فى أحد حوائط الباحة، بجوار باب مقامها، ليصبح تحفة معمارية تعكس عبق الحضارة الإسلامية، وسط مدينة بنى سويف، يتسع لحوالى ألفي مصلي.
يقول الشيخ كمال عبد التواب، إمام وخطيب وعضو مجلس ادارة المسجد، أنه مع بداية رمضان، من كل عام، تتحول الساحة المواجهة للمسجد إلى مائدة طعام كبيرة للفقراء وتعتبر أكبر "مائدة طعام فى بنى سويف" روادها يزيدون عن 800 شخص يوميًا، وأمام بوابة المسجد يوزع أهل الخير نحو 3000 "شنطة رمضان" فضلاً عن جوائز نقدية لـ300 من حفظة القرآن الكريم.