سلّطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على معاناة سكان مدينة “كيليفي” المطلة على ساحل كينيا مع واحد من أخطر الثعابين السامة في العالم، والذي يقتل من يلدغه بعد وقت قصير لعدم توافر مضادات لسُمّه.
وبدأت الصحيفة تقريرها بحالة طفلة تُدعى سالوم (7 سنوات) لدغها ثعبان “مامبا” أسود أثناء تنزهها مع شقيقاتها في حقلٍ، لافتةً إلى العدد الكبير لمختلف أنواع الثعابين المستوطنة في تلك المدينة الأفريقية.
وعندما نقل “راشد شيتي” ابنته “سالوم” إلى عيادة خاصة في مدينة صغيرة، تقع بالقرب من مدينة مومباسا الشهيرة في كينيا، نصحوه بالتوجه إلى مستشفى “مارياكاني” على بعد 50 كيلومترًا، فربما يجد مضادًا لسُم هذا الثعبان، ولكنه لم يجد.
ونوّهت الصحيفة إلى أن أعراض لدغة ثعبان “مامبا” تشمل التعرّق، والقيء، وسلس البول، وضعفًا شديدًا في الجسم.
وبسبب تدهور صحة “سالوم”، توجّه بها والدها إلى المستشفى العام في “مومباسا” حيث حقنها الأطباء بمضاد للسموم، ولكن تأثيره كان ضعيفًا، لأنه لا يناسب إلا الثعابين الهندية، وفقًا للطبيب المعالج “زاهر باغا”.
واضطُر “باغا” للتواصل مع جمعية “جيمس آشه أنتيفنوم” التي توفر مضادات السموم بالمجان للمحتاجين، وبالفعل نجح في إنقاذ حياة الطفلة بعد إعطائها جرعتين.
وفي الختام، عبّر “راشد” عن سعادته بشفاء ابنته، قائلًا:”رأيت أشخاصًا يموتون بلدغات الثعابين، واعتقدت أنني سأخسرها”.
وأبرزت الصحيفة ارتفاع تكاليف العلاج من لدغات الثعابين الخطيرة في كينيا، حيث وصلت تكلفة علاج “سالوم” في المستشفى إلى 97 ألفًا و194 شلنًا كينيًا (721 جنيهًا إسترلينيًا)، وقرر الطبيب “باغا” التغاضي عن معظمها لعدم مقدرة والد الطفلة على تسديدها بالكامل.
ووفق الصحيفة، فإن الانهيار في سوق مضادات السموم في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، وعدم استثمار الحكومات فيه، وتراجع كفاءة الإنتاج، وضعف التنظيم والتسويق، أسفر عن أزمة في العلاج خاصةً للفقراء.
ويُقدر عدد الأشخاص الذين يتعرضون للدغات الثعابين سنويًا في أفريقيا بنحو مليون شخص يُقتل منهم ما يصل إلى200 ألف.