اعلان

وكيل "أوقاف الإسكندرية": جنود مصر يقدمون التضحية لمواجهة الخوارج

الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف

نظمت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، قافلة دعوية بمساجد إدارة أوقاف العامرية ثان وذلك لأداء خطبة الجمعة تحت عنوان "رمضان شهر الانتصارات"، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بإلقاء الضوء على التاريخ المشرف للأمة الإسلامية فى شهر رمضان المبارك.

وقال الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، لقد أسبغ الله تعالى على شهر رمضان ما شاء من الفضل والمنح فجعل زمانه ميقاتا لأداء فريضة الصوم وتقوية الإرادة والعزيمة وتزكية النفس وتهذيب الأخلاق، وأنزل في أوقاته المباركة القرآن الكريم والصحف السماوية الأولى، وهي كتب الهداية والفرقان، كما أيَّد المسلمين المجاهدين بالنصر والفتح المبين في الملاحم والحروب التي حافظت على حوزة هذا الدين الحنيف وبلاده بما ضمن استمرار شروق شمس الإيمان على العالمين، وذلك لتحققهم في هذا الشهر المبارك بأسباب الفوز والظفر من الامتثال لأمر الله تعالى والتصديق الخالص له ومجاهدة النفس ومخالفة العوائد والرغبة في ثوابه الأوفى وجزائه الأكمل الذي كشف عنه صلى الله عليه وسلم حين ذكر شهر رمضان أمام أصحابه الكرام فقال: "شهر كتب الله عليكم صيامه، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

وأوضح العجمي، أنه ما كان هذا التوفيق الإلهي والنجاح الباهر للمسلمين على الأعداء الطامعين في مقدرات المسلمين ومكتسباتهم والمهددين لاستقلالهم وأمانهم واطمئنانهم إلا بأنهم تحلوا بالعزيمة الصادقة والإرادة القوية والمحافظة على أنفسهم من الانحدار في الاستعباد للشهوات والانسياق وراء المغريات، وهي سمات مكتسبة من الصوم الذي يشترط في أدائه أن يكونَ إيمانًا واحتسابًا مع إقامة واجبات هذه الشعيرة الإيمانية وسننها وآدابها، وهذه الضوابط والآداب تورث التعلق بالله تعالى ومراقبته على الدوام، وتبث لدى الصائمين التحقق بأسباب القوة وعلو الهمة والانتصار على شهوات النفس.

وتابع أن المتأمل في قرون التاريخ المتعاقبة يجد أن أغلب ملاحم المسلمين وانتصاراتهم قد وقعت في شهر رمضان المبارك، ابتداء من معركة بدر الكبرى (2هـ / 624م)، ومرورًا بسرايا الصحابة الكرام وفتح مكة (8 هـ/ 631م)، والقادسية (15هـ/ 636م)، وفتح الأندلس (92هـ/ 711م)، وموقعة حطين (584هـ/ 1187م)، ومعركة عين جالوت (658هـ/ 1260م)، وانتهاءً بنصر أكتوبر المجيد في العاشر من رمضان (1393هـ/ 1973م)، ولايزال المسلمون في هذه الأيام خاصة جنود مصر البواسل الذين يستلهمون نفحات شهر رمضان وروح الانتصارات فيه، مازالوا يقدمون التضحيات الخالدة ويعدون العدة مع همة عالية في مواجهة حقيقية مع نبت خبيث ووافد جديد يعمل وفق أساليب حركية متطورة، لإحياء فكر الخوارج القديم القائم على التكفير والعنف في هيئة جديدة وثوب جديد، وذلك يجعلنا نستلهم روح انتصارات شهر رمضان ونفحاته الربانية في هذه الحرب المقدسة التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة المصرية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للوطن دفاعًا عن الدين والوطن مع استدعاء بشارة ونصرة الله تعالى لرسوله الواردة في قوله تعالى: "سيهزم الجمع ويولون الدبر".

واستطرد العجمى، قائلا: "أما الآن فإننا نستطيع أن نحقق انتصارات كثيرة، منها أن صيام رمضان انتصارٌ كبير يسجل في كل بلد، بل في كل بيت، بل في كل نفس تصوم لله تعالى؛ لأن رمضان انتصارٌ للحق في نفسك، وانتصار للتقوى في قلبك، فأنت تطيع الله تعالى فتمسك عن أمرٍ؛ فدواعي الشهوة تقول لك: هلم إليَّ، فتقول: معاذ الله! إنه ربي أحسن مثواي، فتقلع عن الطعام والشراب والشهوة التي منعك الله تعالى منها في نهار رمضان، وهذا انتصار، وثمة انتصار آخر وهو انتصار العبد على الشيطان، فإن الشياطين يسلسلون في رمضان فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون فيه في غير رمضان، ولذلك تجد أن كثيراً من أصحاب المعاصي يقبلون على الله ويقلعون عما كانوا عليه، وهذا أيضا انتصار آخر، وهناك انتصار ثالث وهو الانتصار على شهوات الدنيا وملذاتها وعلى أهواء النفس، وهذا مؤذنٌ بالنصر الكبير؛ فإن الإنسان الذي استطاع النصر على نفسه فيمتنع عما تحب وتهوى طاعة لله تعالى؛ يرشحه ذلك أن ينتصر على عدوه في المعركة الكبرى؛ معركة الإسلام مع خصومة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً