المسحراتي "عطيتو".. رغم ضعف بصره يخرج بطبلته ليلاً لإيقاظ الأهالي في قنا

العم عطيتو المسحراتي

في إحدى قرى قنا، يتوجه العم عطيتو محمد ذات الجسد النحيل والعينان الغائرتان وملامحه الأصيلة كل ليلة بطبلته التي اشتراها من ماله الخاص منذ سنوات لايقاذ الأهالي لسحور شهر رمضان، إيمانا منه بأهمية تلك العادة التي يعشقها وداوم عليها منذ سنوات.

عطيتو صاحب الستين عامًا والمقيم في قرية أبومناع بحري بدشنا شمال محافظة قنا، يعانى من ضعف النظر والذي يجعله يسير بصعوبة في الشوارع القرية حاملا طبلته ويرافقه في بعض الأوقات طفل صغير يعينه على الحركة والسير، حيث الأطفال ينتظرونه في الشوارع ويمثل لهم الاستمتاع والشعور بمظاهر رمضان التي اندثرت، حينما يذهبون وراءه مرددين ندائه الخاص.

يقول العم عطيتو إنه يعشق تلك المهنة ويداوم عليها منذ سنوات عديدة، لكنه لا يجمع منها الأموال ومؤمن انه يساعد الأهالي على القيام لسحروهم ويسير في الشوارع الغير ممهدة والمظلمة رغم ضعف نظرة.

يبدأ عطيتو جولته الساعة الواحدة كل ليلة بعد إيقاظ أهله، ويدق بطبلته وينادي بصوته "سحوووووووووور ياللى توحدوه"، خطواته تنتظم مع إيقاع طبلته يقف العم عطيتو أمام كل بيت وينادى صاحب البيت بأسمه وبأسماء أبنائه حتى يرد عليه من داخل المنزل.

ويضيف أن من أسباب إصراره على استمراره كمسحراتي في رمضان، إن هذه المهنة تعتبر تراث قديم وعادات وتقاليد منذ قديم الزمن واعتاد عليها وأنه يشعر بسعادة عندما تنتظره الناس بالشوارع يجعله سعيدًا بمهنته.

يعود الأصل التاريخي للمسحراتي إلى عهد الدولة العباسية وتحديدًا في عام 238 هجريًا حينما لاحظ عتبة ابن اسحق والي مصر في ذلك الوقت، أن الناس لا ينتبهون لوقت السحور، فتطوع هو بنفسه للقيام بالتسحير، وكان يذهب ماشيًا من مدينة العسكر بالفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي الناس بالسحور، وانتشرت بعدها مهنة المسحراتي في مختلف البلدان العربية والإسلامية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً