زيارة خاصة لـ"الصندوق الأسود" لقناة السويس.. معرض تاريحي يوثق تاريخ حفر القناة..وحكاية أول مركب عبرت الممر المائي

ليس غريبا أن تضم الإسماعيلية.. مدينة السحر والجمال معرضا عريقا مثل «المعرض التاريخي لقناة السويس»، والذي يضم العديد من المقتنيات التي توثق تاريخ قناة السويس منذ نشأتها وحتي حفر القناة الجديدة، ويحمل المعرض أهمية هذا العام بالتزامن مع ذكرى انتصار العاشر من رمضان التي سحق فيها الجيش المصري اسطورة الجيش الإسرائيلي.

يقع معرض قناة السويس بالقرب من نادي الشراع بشارع الجمرك، ويطغي عليه الطابع الفرنسى، ويتكون المعرض من طابقين، ويغطى بقوالب القرميد الأحمر حيث يعود تاريخه إلى ما بعد حفر قناة السويس بعام واحد، واتخذه السيد "جول جيشار" الفرنسى ثان رئيس لهيئة قناة السويس مقرا لإدارة ترانزيت الملاحة البحرية من خلال هذا المبني الذي يطل على القناة وكان ذلك في عام 1869.الطابق الأول من المعرض " الدور الأرضي" يضم مجموعة من اللوحات التى تحكي مشاهد الحفر بقناة السويس، مجموعة أخري من أجزاء المعدات البحرية، التي وضعت كتماثيل لها قواعد مكونة من الطوب الفرعونى مثل المخطاف وريشة الرفاص و البكارة ، وسن الحفار .الطابق الثاني من المعرض يضم ألبوم يحكي السيرة الذاتية لرؤساء هيئة قناة السويس الأثنى عشر بداية من حفر قناه السويس وحتي الآن وهم (فردينان ديليسيبس، جول جيشار، أوجست درا مبير، شارل جونار، دي فوجيه، فرانسوا شارل رو، وهم الـ6 رؤساء الفرنسيين الجنسية الذين تولوا ادارة قناة السويس حتي تم تأميمها في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وعادت قناة السويس مصرية يديرها ويرأسها 6 رؤساء مصريين وهم (الدكتورمحمد حلمي بهجت بدوي، المهندس محمود يونس،المهندس مشهور أحمد مشهور، المهندس محمد عزت، الفريق أحمد فاضل، وأخيرا الفريق مهاب مميش )والذي تولي رئاسة هيئة قناة السويس من عام 2012 وحتي الان.

حديقة المعرضتضم الورشة والمكتب الفني، وعدد من المقاعد المصنعة من الخشب التي يجلس عليها زائري المعرض، وتضم الحديقة الخلفية للمبنى جدارية مصنوعة من النحاس الأحمر و الأصفر تحكي وتجسد بطولة المهندس مشهور أحمد مشهور والرئيس أنور السادات والفلاح المصرى الذي يحمل الخير لمصر .

المعرض يضم 6 قاعات عرض، تتناول كل قاعة حقبة معينة من تاريخ قناة السويس ، وهي قاعات: الحفر، والافتتاح، والتأميم، والتطوير، وقاعة العرض المرئي والمقتنيات وتضم المقتنيات التي كان يستخدمها الفرنسيون قبل تأميم القناة من أدوات المائدة وأجهزة راديو قديمة وعملات وطوابع قديمة.القاعه الأولي وهي قاعة العرض المرئي وهي مجهزة بوسائل العرض المرئى والمسموع، وتضم 14 لوحة وخريطتين للمجرى الملاحي للقناة القديم والحديث.

أما القاعة الثانية هي قاعة الحفر، وتضم 32 لوحة تعرض تاريخ القناة منذ أن كانت فكرة أيام حكم الفراعنة ، وتضم الجدارية التي كانت موجودة في معبد الأقصر لسنوسرت الثالث الذى حفر أول قناة تربط بين البحرين عبر نهر النيل، مرورا بإعادة حفر القناة عقب الفتح الإسلامي لمصر، ولجنة سان سيمون التى كانت مهتمة بفكرة حفر قناة تربط البحرين، حتى بدأت أعمال الحفر فى 25 ابريل عام 1859 .

وتشرح الصور واللوحات في هذه القاعة المعانأة التي كان يعيشها العمال المصريين الذين كانوا يعملون في حفر قناة السويس وأماكن اقامتهم فى خيام وسط الصحراء المقفرة في ظروف معيشية شديدة الفقر والصعوبة، بالإضافة إلي انها تظهر الحيوانات والآلات البدائية التي استخدمها العمال المصريون في عملية الحفر وحتي بدء استخدام الكراكات في الحفر وتصور أيضا اولي المراكب الشراعيه التي عبرت قناه السويس .

القاعة الثالثة فهي قاعة الافتتاح والتي تضم 29 لوحة تمثل مراسم الاحتفال بافتتاح القناة في عام 1869 وتحوي شكل الدعوة التى قام فردنياد ديليسيبس والخديوي إسماعيل بأرسالها لملوك ورؤساء العالم لحضور حفل افتتاح قناة السويس وشكل المنصة الرئيسية التاريخية التى جلس بها رؤساء وملوك العالم وقتها، وعلى رأسهم الإمبراطورة أوجينى وإمبراطور النمسا ، كما تضم القاعة «ماكيت» لمبنى القبة بورسعيد الذي يغلب عليه الطابع الإسلامى وأيضا ماكيت لمبنى ديليسيبس والذي يعتبر أول مبنى تم أنشاؤة على الطراز الفرنسي بالإسماعيلية، والذي اتخذه ديليسيبس المقر الرئيسى لإدارة القناة كما أتخذ منه مسكنا له .

قاعة التأميم هي القاعة الرابعة والتي تضم 24 لوحة تحكي لحظة التأميم التى اعلن منها الرئيس جمال عبد الناصر تأميم القناة والإستيلاء على ممتلكات الهيئة ببورسعيد والإسماعيلية والسويس.أما القاعة الخامسة فهي خاصة بالتطوير وتضم 17 لوحة تشرح مراحل تطور السفن من حيث الشكل والحجم والحمولة والمراكب الشراعية والسفن البخارية ثم السفن صغيرة الحجم وحتي أصبحت قادرة علي أستيعاب السفن العملاقة من ناقلات البترول والغاز الطبيعى وسفن الحاويات والركاب ومدى التطور الذى شهدته القناه في العمق والعرض حتى وصل عمقها الى 66 قدم عام 2010.

القاعة السادسة والأخيرة هي قاعه " المقتنيات والتي تضم أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية التى يرجع تاريخها إلى القرنالتاسع عشر، ومجموعة من طوابع البريد الأصلية والمطبوعة، التى تسجل أهم الأحداث التاريخية الخاصة بالقناة، ومجموعة من الكؤوس الرياضية التى كانت تمنح للمتفوقين رياضيا في ألعاب التنس والطائرة وكرة القدم والسلة ، و مجموعة من أدوات المائدة الفضية والنحاسية التى حفر عليها العلامة القديمة للهيئة SC، بالاضافه الي مجموعه من الاثاث القديم .

ويحتوي المعرض علي قاعة لعرض الأفلام التاريخية المختلفة عن قناة السويس وتاريخها من بداية الحفر وحتي افتتاح القناة الجديدة، وتستوعب القاعة 40 شخصا ويتم عرض العديد من الأفلام المختلفة بها ، منها أفلام أبيض وأسود .

وعقب افتتاح القناة الجديدة تمت إقامة قاعة جديدة، حيث تم توثيق كل مراحل المشروع وما يتم تنفيذه بالقناة لحظة بلحظة، وتجميع كل ما ينشر عنها بالصحف وبالمواقع الألكترونى لعمل ارشيف صحفى والكترونى عن ما تم نشره عن القناة خلال سنة، وكذلك صور وخرائط كل مرحلة.نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية