مازال العرب ينتظرون أن تعلن الادارة الأمريكية عن صفقة القرن، التي هي جزء من المشروع الأمريكي «الشرق الأوسط الجديد»، الذي أعلنت عنه عام ٢٠٠٦ من بيروت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، والذي يسعى الى إعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة، ومهدت له أمريكا عام ٢٠٠٣ باحتلال العراق وتدميره ، وبعده بدأت الفوضى بثورات الربيع العربي، واشتعلت حروب داخلية بالوكالة مموّلة عربيّا، ثم عاد الحديث عنه مرة أخرى بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية وكانت أول خطوة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
والملاحظ أن الرئيس الأمريكي الحالي ترامب أكثر وضوحاً من سابقيه، فمنذ حملته الانتخابية وحتى يومنا وهو يردد «لو رفعنا حمايتنا عن دول الخليج لسقطت أنظمتها خلال اسبوع، وعليهم أن يدفعوا لنا مقابل ذلك».
وقالت القناة العبرية العاشرة، إن ترامب، سيطرح الرؤيةً الأميركية الجديدة لتسوية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميًا بـ«صفقة ترامب» بعد احتفالات نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة، بأسبوعين وذلك على الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الإدارة الأميركية والسلطة الفلسطينية، بعد إعلان ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، في 6 ديسمبر الماضي.
ونقلت القناة عن مسؤول في البيت الأبيض أنه على الرغم من التأخير في عرض ترامب لـ"صفقة القرن" التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية في العام 2016، إلا أنه نجح في تقريب المسافات وإنشاء علاقات بين إسرائيل ودول خليجية على رأسها السعودية والإمارات والبحرين.
وتتضمن "صفقة القرن" دفع تعويضات مالية للفلسطينيين لإعادة السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات، رغماً عنها.
وفي سياق متصل قالت صحيفة "معاريف"، إنه خلال زيارة وزير الجيش الإسرائيلي، أفغيدور ليبرمان، لواشنطن، أواخر أبريل الماضي، عرض عليه جزء من بنود "صفقة القرن" التي تعمل عليها إدارة ترامب، لتصفية القضية الفلسطينية.
وبحسب الصحيفة، فإن الصفقة تشتمل "تنازلات واسعة" من جانب إسرائيل، وأن الولايات المتحدة تتوقع أن توافق إسرائيل على الصفقة و"تستكمل التنازلات المؤلمة"، رغم أن الحديث عن أراض محتلة.
وجاء أنه خلال المحادثات عرض مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية خطة بموجبها "يطلب من إسرائيل في المرحلة الأولى الانفصال عن أربعة أحياء في القدس الشرقية المحتلة، شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وأبو ديس، ويتم نقلها إلى السلطة الفلسطينية، وفصلها عن القدس".
ومنذ أن استلم ترامب الرئاسة الامريكية بدأ بتنفيذ صفقة القرن، فمندوبة امريكا في مجلس الأمن الدولي تخطت كل الأصول الدبلوماسية عندما رفعت حذاءها في وجه مندوبي الدول مهددة بصفع من يتطاول على إسرائيل بكلمة، وبعدها أعلن ترامب عن تجميد المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، وتبع ذلك بتقليص مساهمة أمريكا بوكالة غوث اللاجئين في محاولة منه لاغلاق ملف اللاجئين وحقهم في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها في النكبة الأولى.
وتوالت الأحداث باعلان ترامب في ٦ ديسمبر الماضي عن اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، ووصل هذا القرار ذروته في ١٤ مايو الحالي عند افتتاح السفارة، في نفس اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى نكبتهم، فسقط عشرات الضحايا وآلاف الجرحى الفلسطينيون فيما اعتبرته اسرائيل وأمريكا"حق اسرائيل في الدفاع عن النفس.
نقلا عن العدد الورقي.