ليلة الإطاحة بـ"الخادم الأمين" من الكنيسة.. كواليس تصعيد الأنبا دانيال بديلا عن رجل تواضروس القوي في المجمع المقدس

بعد 6 سنوات من توليه المنصب، ترقبت أنظار ألاف المسيحيين الأرثوذكس إنعقاد المجمع المقدس المنعقد، للإطلاع على كواليس إقالة سكرتير المجمع المقدس الأنبا رفائيل، الذي عرف عنه أنه «الخادم الأمين» لقداسة البابا تواضروس، وعراب إتفاقية المعمودية، والدبلوماسي الذي أوفده البطريرك بديلا عنه في المهام الصعبة.

«أرشح لكم الأنبا دانيال ليحل بديلا عن الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس» بصوته الهادئ قالها البابا تواضروس، في بداية جلسة الإقتراع السري لإختيار أسقفا بالتزكية في منصب سكرتير للمجمع المقدس، فما كان من أعضاء المجمع الذين بلغ عدد مشاركتهم في جلسة الإقتراع 111 عضو من إجمالي أكثر من 130 أسقفا ومطرانا، إلا أن يقترع بعضهم لصالح إختيار البابا تواضروس، ويمتنع البعض الأخر عن التصويت، ورفض أكثر من 20 أسقفا الحضور لعلمهم المسبق بالترشح المنفرد للأنبا دانيال، غير أن التصويت لم يكن سريا بعد أن استخدمت الطرق التقليدية برفع الأيدي، دون الإقتراع السري من خلال الحواسب الحديثة "تابلت" والتي كلفت الكنيسة القبطية ملايين الجنيهات لتطوير قاعات الإجتماعات.

إنتخاب الأنبا دانيال أسقف المعادي سكرتيرًا للمجمع المقدس، وكذلك تشكيل لجنة السكرتارية المكونة من الأنبا غبريال أسقف بني سويف، والأنبا جابرييل أسقف النمسا، حدث مرتقب وأسماء أُعلن عنها في الأوساط الكنسية وبين جموع الأقباط، قبل إعلان الرسمي بشهرين تقريبا، وتحديدا مع تقديم الأنبا رافائيل لإستقالته الأخيرة والتي إتخذ البابا تواضروس على إثرها قرارات باستبعاد الأنبا دانيال من رئاسة المجلس الإكليريكي ونقل مقره من منطقة كنائس المعادي إلى مدينة نصر.

الأنبا "رافائيل" اعتاد على تقديم استقالته، ففي عيد العنصرة المسيحي وتحديدا منذ 3 أعوام قدم استقالته الأولى، وبعد ساعات من النقاش مع البابا تواضروس تراجع عنها، وفي 2016 تقدم باستقالته للمرة الثانية عن منصب سكرتير المجمع المقدس، إلا أن البابا رفضها.

وهذه هي المرة الثالثة التي يقدم فيها الأنبا رافائيل استقالته من منصب سكرتير المجمع المقدس، الذي تولاه في مايو 2016، ومن المفترض أن تنتهي مايو 2019، لكن تلك المرة تختلف نظرا لقبولها من البابا تواضروس، وهو ما أثار جدلا حيث أنه قضى أقصر مدة زمنية في المنصب، الذي تولاه الأنبا بيشوي 27 عاما في عهد البابا شنودة الثالث.

البعض عزى قرار إستقالته لأن علاقاته بالأساقفة تراجعت بعدما كان ضمن أسباب انشقاق المجمع حول اتفاقية المعمودية لأنه رفض إطلاع أي منهم على بنودها، أيضا آخرون عللوا الرحيل بأن قرارات كنسية يعد التحضير لها خلال المرحلة المقبلة التي تتطلب أسقفا هو الأقرب إلى البطريرك لذا يعتبر الأنبا دانيال هو الأفضل في المنصب بعدما جرى تأهيله منذ عام 2015، حيث سيم أسقفا للمعادي بعد 3 أشهر من تجليس البابا تواضروس في مارس 2013، و بعد عامين عينه نائبا بابويا لإدارة المقر البابوي في حالة سفر البابا إلى الخارج.

فيما يرجع الناشط القبطي وحيد شنودة، الأسباب لأمور تحاك بعد رحيل رافائيل وذلك بتقريب الانبا دانيال من المقر البابوي بعدما أقاله من رئاسة المجلس الإكليريكي، و أسند رئاسته إلى الأنبا ماركوس، أسقف عام كنائس حدائق القبة والوايلي، موضحا أنه يوجد خلافا كبيرا في المجمع المقدس بين البابا وعدد لا بأس به من الاساقفة لذا محاولات إستمرار الأنبا رافائيل في منصبه سببها الوحيد هو الحفاظ على المجمع من الإنشقاق أو الإنهيار، حسب وصفه.

ويضيف شنودة أنه لا يوجد أي مدة زمنية أو إنتخابات لسكرتير المجمع المقدس، الدليل على ذلك هو أن بعد وفاة الأنبا يوأنس، تم تعيين الانبا بيشوي السكرتير السابق للمجمع لمدة 27عاما وبعدها تم تعيين الأنبا رافائيل بالأمر المباشر من البابا تواضورس وليس بالانتخابات، لأن اللوائح الكنسية غير معمول بها ولم يتم تطبيقها، وإن تم تطبيق اللوائح الكنسية، فمازال عام متبقي على إنتهاء مدة سكرتير المجمع لذا توصف بإقالة الأنبا رافائيل.

من جانبه علق الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، على قرار إقالته، قائلا:"لا يوجد في الكهنوت المسيحي مصطلح اللستقاله والمعاش والاجازة لأن الكهنوت أبوة ولا أحد يستطيع أن يستقيل من الأبوة، ونحن نخدم المسيح وكنيسته وأولاده كضرورة موضوعه علينا كقول بولس الرسول والخادم لا يملك أن يستقيل من خدمته».

وتابع سكرتير المجمع: «مدة تكليفي بسكرتارية المجمع المقدس انتهت وتم تجديدها مرة أخرى تنتهي في مايو الحالي، بحسب لائحة المجمع المقدس تكون مدة خدمة السكرتارية 3 سنوات قابلة للتجديد ويتم الانتخاب بالاقتراع السري في جلسة رسمية بالمجمع المقدس، ومن المفيد كنسيا وخدميا أن موقع العمل الاداري بالكنيسة يتم تداول الآباء عليها من أجل تجديد حيوية الخدمة واعطاء فرصة للمشاركة وبث الخبرات المتعددة.

ويعد المجمع المقدس هو الهيئة العليا داخل للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويرأسه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يجتمع مرتان كل عام لمناقشة الأوضاع التشريعية والكهنوتية واللاهوتية، ويضم أكثر من 130 عضوا من مطارنة واساقفة الكنيسة، ورؤساء الأديرة، ووكيلي البطريركية للإسكندرية والقاهرة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مدبولى يدعو رجال الصناعة إلى تعميق الصناعة في مصر.. ويؤكد: "شاغل الحكومة الأول"