قال منصور صالح، المحلل السياسي، القيادي في الحراك الجنوبي، إنه بعد فشل التجمع اليمني للإصلاح في إدارة الجبهات، التي كان يسيطر عليها في 38 جبهة، كان لابد للجنوبيين من البحث عن طرق جديدة للنصر.
وتابع صالح، في اتصال هاتفي مع وكالة "سبوتنيك" الروسية اليوم الثلاثاء 29 مايو، إن مساحة الجنوب، التي تم تحريرها في 6 أيام من بداية الحرب هي ضعف مساحة الشمال، مضيفا: "لو عدنا إلى محركات البحث منذ بداية الحرب، لوجدناها نفس الجبهات منذ ثلاث سنوات"، مضيفا: "تم استنزاف مليارات من التحالف العربي، التي يتم وضعها في الحسابات الخاصة، وتم بناء جيش تابع لحزب الإصلاح في مأرب من أجل الحفاظ على ترسانة كبيرة تعوضهم عن الخسائر التي لحقت بهم في صنعاء".
وأضاف صالح: "مع هذا الفشل وعدم وجود قوة حقيقية يستطيع التحالف العربي أن يعتمد أو يراهن عليها في المعركة مع "الحوثيين"، وبعد انشقاق الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن تحالف الحوثي"، بدأ التفكير في خلق جبهة جديدة ربما تكون أكثر مصداقية من حزب الاصلاح، وكان التوجه نحو طارق صالح ابن شقيق الرئيس الراحل على عبد الله صالح، الذي يحمل ثأرا لقتل الحوثيين لعمه والأسرة بشكل عام"، مشيرا إلى الإهانة، التي تلقوها من "الحوثيين" في صنعاء، جعلتهم يحاولوا خلق جبهة تحل محل الإخوان بحيث تكون تلك القوة قريبة من التحالف العربي".
وأشار المحلل السياسي الجنوبي، أن قوات صالح هي بديل من التحالف لحزب الإصلاح، ولا يريدون الاعتراف بحكومة هادي، التي لا تعترف بهذه القوات، فتلك القوات محسوبة على الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مشيرا إلى أن هناك صراع في الوقت الراهن على من يرث حزب المؤتمر الشعبي العام، وهناك قوة بالخارج وهو أحمد علي عبد الله صالح ومن يدعمه ويسانده يريد أن يكون هو وريث المؤتمر الشعبي العام، بدعم رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، لكن بطريقة خفية.
وأوضح صالح، أن هناك صراع في الداخل أيضا، لأن أحمد الميسري والمجموعة الموالية للرئيس هادي تسعى لأن يكون الرئيس هو خليفة صالح في رئاسة حزب المؤتمر، وهناك جزء آخر من حزب المؤتمر موجود مع "الحوثيين" في صنعاء ويمثله يحيى الراعي.
وأضاف: "التوجه في الوقت الراهن هو دعم قوة أخرى، وهي قوة طارق وتدريب مجموعة منها في عدة مناطق والدفع بها باتجاه الحديدة، وأحيانا يتم نسب انتصارات لقوة طارق لم تقم أو تشارك بها أصلا لإعطائها نوع من المشروعية ليكون لتلك القوة دور عندما تأتي مرحلة التسوية السياسية ورقم في المعادلة القادمة في صنعاء، لأنه في الوقت الراهن لا توجد سوى قوتين، هما "الحوثيون" في الشمال والتجمع الوطني للإصلاح والتحالف في الجانب الآخر.
وأكد صالح أن الانتصارات التي تحدث في الآونة الأخيرة هي انتصارات للمقاومة الجنوبية، مضيفا: "للأسف الإعلام ينسبها لطارق صالح كنوع من تعظيم الرجل والإعلاء من شأنه في هذه المعركة".