كثير من المهن في رمضان تخرج من طور المعاش لطور الانتعاش، والملفت للنظر هو رغبة أصحابها في الحفاظ عليها رغم التطور للحفاظ على روح رمضان، فلطالما ارتبطت مهنه الشربتلي بشهر رمضان على الرغم من أنها موجوده طوال العام، إلا أنها تزدهر خلال الشهر الكريم ، فتجد محلات الشربتلية في كل مكان، وخاصة فى محافظة الغربية، والتي تشتهر برموز هي الأشهر والأقدم فى تلك المهنة وتوارثتها الأجيال أب عن جد.
"أبو سامح" الشهير بالدكتور، أقدم شربتلى في مدينة المحلة الكبرى، ذلك الرجل الخمسينى، الجالس على رأس الطرق بفترينته الزجاجية على طريق "المحلة - طنطا"، والتي كتب عليها من الخارج دكتوراه في العرقسوس وماجيستسر فى السوبيا والتمر هندي.
بدأ الدكتور كلماته قائلا: "نحن على مشارف الشهر الكريم، والذي يعد موسم عمل بالنسبة لنا، أعمل في تلك المهنة منذ ما يقارب الـ35 عاما، على الرغم من تهدم المحل وسقوطه إلا أنى لا أستطيع مفارقة ذلك المكان الذي عاش معي ومع أولادي ذكريات لا تنسى في رحاب الشهر الفضيل". وأشار إلى أن المكان يبدأ في استقبال زبائنه منذ صلاة الظهر حتى السحور "فمشروبات الدكتور تطلب بالاسم على الرغم من تواضع المكان إلا أن زبائننا من الغفير للوزير"، مضيفا: "ربيت أولادي وعلمتهم أفضل تعليم لكن فى النهاية “شربتهم الصنعة وسر المهنة وارتبطنا برمضان وروحانياته وأصبحنا من علامات الشهر الكريم”.
يقول "وليد المقرطم": "على الرغم من إقبال الزبائن على المكان بصفته من أقدم المحلات بمنطقة سوق اللبن إلا أن رمضان شهر خاص بالنسبة لنا، بحيث لا يقتصر طلب الزبائن على التمر هندي والسوبيا والعرقسوس، لكن أيضا يشتهر المكان "ماء الزبيب"، "الخشاف"، والعناب، وعصير الدوم". وأضاف "المقرطم": "يبدأ توافد الزبائن على المكان منذ الصباح الباكر، وذلك للزحام الشديد الذي يشهده حتى في أوقات الفطار والسحور، على الرغم من أن المكان شعبي إلى حد كبير إلا أن لنا زبائن كثيرين من المناطق الراقية، ومن طنطا والمنصوره والقرى والمدن المجاورة.