بعد ظهور محمود فوزي قائد المنتخب الوطني الأول للمصارعة، في فيديو عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، واتهامه لمسئولي اتحاد اللعبة باستبعاده متعمدين لقيد لاعب آخر، والده صديق شخصي لفرج عامر رئيس نادي سموحة ورئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، عاد اتحاد المصارعة من جديد لدائرة الضوء ولكن هذه المرة من الأبواب الخلفية والمشبوهه بالمؤامرات والمكائد.
كشف "فوزي" خلال الفيديو عدد من الأمور الهامة، وهي أن الاتحاد لا يتعامل مع اللاعبين بشكل يليقباسم مصر، كما أن الاتحاد ملئ بالمجاملات، مما يؤدي لهروب اللاعبين وسفرهم للخارج طمعًا في التجنيس.
اتحاد المصارعة يمتلك قوة لا تقدر بثمن حيث أن لاعبي مصر موهوبين بالفطرة، ينقصهم فقط الإعداد اللائق والتخطيط المستمر، حيث أن المصارعة المصرية حاليًا تمر بمفترق طريق خطير حيث وجد اللاعبون المصريون طريقهم لتأمين مستقبلهم عن طريق الهروب من جحيم اتحاد اللعبة في ظل الإهمال المتعمد من قبل المسئولين، والذي أصبح شغلهم الشاغل هو رئاسة البعثات والتمتع بمزايها سواء كانت التسوق في البلدان الأوروبية أو الحصول على بدل السفر، إضافة إلى حصولهم على مقاعد في اتحاد دول البحر المتوسط أو الاتحادات العربية أو الأفريقية، بينما لم ينجح أحد من هؤلاء المسئولين في الفوز بمنصب كبير مثل رئيس الاتحاد الأفريقي أو العربي نظرًا لقلة شعبيتهم وغيال التخطيط والدراسة، فمنهج الاتحاد هو العشوائية والمحسوبية وهو ما نتج عنه هروب عدد كبير من المصارعين المصريين، لتفقد مصر أبنائها بسبب هذه السياسات الخاطئة.
الملفت للإنتباه أن الأمر تكرر مع اختلاف مجالس الإدارات، فبالرغم من هروب عدد من اللاعبين خلال فترة تولية حسن الحداد وكان أشهرهم "طارق عبد السلام" والذي هرب لبغاريا بعد سوء معاملة وعدم توفير معسكرات أو بطولات تساعده على تطوير مستواه، بل الأدهى أنه حين أصيب في ركبته طلب منه اتحاد اللعبة أما أن يتحمل تكاليف علاجه أو أن يعتزل اللعبة، ليجد اللاعب نفسه أمام أزمة حقيقة ولكنه صمد واستطاع تجميع الأموال اللازمة للجراحة وأجرى عمليته وأصبح لائقا للعب، ولكنه حينما طالب اتحاد اللعبة آنذائك بمستحقاته المتأخرة أبلغوه أنه لم يقم باستشارتهم وخضوعه للطبيب الخاص بالاتحاد ليؤكد هل هو يحتاج لتدخل جراحي أم لا.
وفي هذا التوقيت كان مسئولو الاتحاد البلغاري على علم بأزمة طارق عبد السلام، خاصة أنهم يعرفوا اللاعب جيدًا حيث أنه خاض عدة بطولات ومعسكرات في بلغاريا وحصد عدد كبير من الميداليات التي تنظمها بلغاريا كما أنه يمتلك صداقات مع الكثير من لاعبي المتخب البلغاري إضافة إلى مسئوليه، وعرضوا على اللاعب عرض مغري لأي شخص وهو تحمل كل تكاليف علاجه إضاف إلى تعويضه بمقابل مادي مناسب وتجنيسه في أسرع وقت.
تردد اللاعب في قبول العرض قبل أن يتخذ قرارًا بقبوله نظرًا لحالة الإهمال المتعمد من قبل مسئولي الرياضة المصرية بشكل عام والمصارعة المصرية بشكل خاص.
وطارق عبد السلام لم يكن اللاعب الوحيد الهارب من جحيم اتحاد اللعبة، فنجد أن هيثم فهمي رحل لأمريكا للعمل هناك ولم يتم تجنيسه حتى الآن، ولكن المقربين منه يؤكدون إلى اقترابه من اللعب باسم أمريكا في الأعوام المقبلة، أما آخر حالات الهروب فكانت من إبراهيم الونش والذي هرب بعد مشاركته في بطولة العالم الأخيرة للشباب والتي أقيمت ببولندا، والذي هرب من مدربه في مطار روما بإيطاليا خلال رحلة العودة من البطولة، حيث طلب الذهاب لدورة المياة قبل أن يغيب عن الأنظار ويغلق هاتفه ويتضح أنه كان يخطط للهرب، واستغل رحلة العودة من بطولة العالم لتنفيذ مخططه والهرب من مسئولي الاتحاد الذي أصبحوا يتعاملوا مع الاتحاد على أنه مكتب سفريات أو أنه مكتب صرافة لتبديل العملة.
طالب اللاعبين أكثر من مرة مقابلة وزير الرياضة أو رئيس اللجنة الأولمبية المصرية لمحاولة حل مشكلتهم، ولكن لا حياة لمن تنادي فالمسئولين عن الرياضة المصرية لا يهتمون بمثل هذه الأزمات، لديهم ما يشغلهم وهو الإحتفاظ بالكرسي سواء بالتربيطات الإنتخابية أو بالشو الإعلامي والإحتفال لتأهل منتخبنا لكرة القدم لكأس العالم بعد غياب 28 سنة، وهو أمر بالطبع جيد، ولكن يجب ألا تنحصر مسئوليتهم للإهتمام بالنقط الإيجابية والتي تحققت بفضل اللاعبين المهرة وحبهم لوطنهم، ولكن لاعبي المصارعة أيضًا مهاريين ولكنهم لم يجدوا ما يقف بجوارهم والإستماع لمطالبهم مما دفعهم للهروب من هذا الجحيم.