اعلان

ريادة الأعمال.. الحل السحري لأزمة البطالة.. مصر تحتل المرتبة الـ76 عالمياً.. وخبراء العالم اتجه إليه لتطوير الوضع الاقتصادي

صورة أرشيفية

عندما سئل ستيف جوبز ذات مرة عن الأفكار الخالية التي تمتعت بها آبل طوال تاريخها قال «إن من يعمل في الشركة ليسوا مبرمجين فقط بل شعراء ورسامين ومهندسين ينظرون للمنتج من زوايا مختلفة لينتجوا في النهاية ما ترونه أمام أعينكم.. فتأثير ريادة الأعمال غالباً لا يمكن توقعه»، فريادة الأعمال ما هي إلا أسلوب نوعى فريد يدفع في الاقتصاد بجيلا جديدا من الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاعات إستراتيجية يمكن تطويعها لبناء أفكار ومعطيات جديدة على المدى القصير وأصبحوا يشكلون قاعدة راسخة لأي اقتصاد قوى .

وتعد التجربة المصرية في هذا المجال ما هي إلا بداية جديدة في التعامل مع الأفكار الناشئة والابتكارات الشابة خاصة في ظل الإقبال الواضح على دعم ريادة الأعمال من مختلف الأصعدة سواء من خلال "صناديق الاستثمار على" المخاطرة" بتخصيص جزء من استثماراتها فيما يطلق عليه «رأس المال المخاطر» أو في تحول الشباب في تدشين شركات خاصة بهم تقوم فيما بعد بتوفير فرص عمل لشباب آخرين من الخريجين الجدد أو أخيراً عن طريق الحكومة التي بدأت على استحياء في دعم تلك الفئة الجديدة من الشباب.

وعلى غرار كثير من النماذج العالمية والكيانات الضخمة اتجه الشباب المصري من الخريجين وأًصحاب الأفكار إلى إنشاء وحدات مصغرة للشركات الكبيرة التي يطمحون للعمل بها لتحاكى الاحتياجات العالمية وتوظيف الأدوات التقنية بها بهدف استيعاب العمالة الزائدة وتحقيق التنمية الاقتصادية يأتي ذلك في ظل تمسك الحكومة بالمدرسة الاقتصادية القديمة التي تعتمد على جذب الاستثمارات للمشروعات الكبرى وتمويل الكيانات العملاقة مثل البترول والحديد وغيرها باعتبارها الشكل الأمثل للتنمية الاقتصادية .

وقالت الدكتورة دينا المفتى المدير التنفيذي لإحدى مؤسسات ريادة الأعمال، إن تحقيق ريادة الأعمال للتنمية الاقتصادية المنتظرة يتوقف على طريقة التعامل مع رواد الأعمال وخلق بيئة متكاملة ونظام شامل يدعم الفكر الريادي من تعريف ريادة الأعمال إلى القوانين الحاكمة لها، مشيرة إلى أن خلق بيئة عمل تدعم ريادة الأعمال هي الخطوة الطبيعية في الأزمات الاقتصادية لأن الاقتصاديات الكبرى تعتمد على عناصر صغيرة من الشركات الناشئة لتساعدها على الاستمرارية والنمو وكما توفر الاقتصاديات العملاقة حماية خاصة لتلك الأفكار بما يخلق نوع من التكافل بين المراحل المختلفة لريادة الأعمال .

وأضافت المفتي أن الدراسات العالمية تشير إلى أنه على الرغم من تركيز الاقتصاديات العالمية على دعم الشركات المتوسطة والصغيرة أظهرت الشركات الناشئة والمعتمدة على الفكر الريادي في أعمالها تحقيق نجاحات اكبر في وقت أقل خلال سنوات عمل قليلة بما دفع التوجه الاقتصادي العالمي إلى التركيز على ريادة الأعمال كأحد الموارد الأساسية لتطوير الوضع الاقتصادي وخلق فرص عمل لفئة الشباب .

وفقا لنتائج مؤشر ريادة الأعمال 2018 الصادر عن معهد ريادة الأعمال و التنمية العالمية (GEDI) احتلت مصر المرتبة الـ11 عربيا والـ76 عالمياً في مؤشر ريادة الأعمال حيث تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية الإصدار العالمي واحتلت قطر صدارة الترتيب العربي في المركز الـ22 عالمياً .

من جهته أوضح هاني الحبالى مدير تطوير معامل إحدى شركات تكنولوجيا المعلومات، أن التركيز على الإبداع يجب أن يبدأ من المرحلة الجامعية الانتقال بالشباب الى التفكير خارج الإطار العام الذي اعتادت عليه مصر والبناء على الاحتياج العالمي والتحولات المستقبلية، خاصة أن العالم يشهد تحولات كبرى خلال المرحلة الحالية وبالتالي يجب ألا تعتمد مصر على جانب واحد انتهى العالم من التفكير الإبداعي فيه لأن أزمة مصر في الأفكار التي من المفترض أن تصل بها إلى مردود جيد يمكن أن ينعكس على حل المشكلات التي تواجهها .

وأشار الحبالى إلى ضرورة توفير الحكومة البيئة التشريعية المناسبة للاستثمار في الأفكار الشابة مثلما استطاعت الصين تحفيز وتنمية المشروعات الصغيرة والناشئة بدلا من محاولات جذب الاستثمارات الكبرى وهو ما يفرض على الحكومة تعديل القوانين والتشريعات اللازمة لتشجيع عملية الاستثمار من قبل الشركات الناشئة، فضلا عن تقديم التسهيلات اللازمة أكثر من الاستثمار المباشر في إنشاء مراكز للأبحاث .

ولفت إلى أهمية الخروج إلى التفكير العالمي والنظر إلى الأفكار من منطلق إمكانية التطبيق في أكثر من سوق وبالتالي جذب استثمارات هائلة للفكرة من خلال طرحها عالمياً وإمكانية الاستفادة في أي مكان بالعالم دون التقيد بنطاق جغرافي معين مؤكدا على لأن أهم محور يجب على رواد الأعمال الالتزام به هو طريقة التخارج من مشروعاتهم وشركاتهم وتسويق أفكارهم الخاصة خلال (3-4) سنوات على الأكثر وطريقة ذلك في ظل القوانين الحاكمة للتخارج من الاستثمار .

وأضافت هبة جمال، خبيرة ريادة الأعمال والاستثمارات الناشئة، أن مجتمع الاستثمار بريادة الأعمال يقوم على الدعم المتواصل من الأكبر سنا إلى الأصغر سنا حيث يقوم الجيل الأكبر من المطورين ورواد الأعمال بتطوير شركاتهم والنجاح بها ثم يأتي الدور على الشركات الأصغر التي يقوم الجيل الأول بدعمها في سلسلة متكافئة من رواد الأعمال تستهدف خلق نوع فريد من المجتمعات والفكر الاقتصادي –الجديد نسبيا- على السوق المصري.

وبدأت أولى تجارب الحكومة المصرية لدعم ريادة الأعمال عام 2010 مع الإعلان عن افتتاح مركز الإبداع وريادة الأعمال والذي اعتمد على توفير التمويل اللازم والخبرات الفنية والتي تساعد الشركات على بهدف الاستمرار والنمو فيما يطلق عليه "مسرع أعمال".

ولفت المهندس محمد عبد الوهاب رئيس مجلس إدارة المنطقة التكنولوجية بالمعادى أن التوجه الحكومي خلال المرحلة المقبلة ستعود بوصلته إلى تكنولوجيا المعلومات، خاصة مع التزام وزارة الاتصالات بوضع إستراتيجية جديدة للتعامل مع الأفكار الناشئة أو ريادة الأعمال، موضحا أن الاقتصاديات التي استطاعت تحقيق قفزات متتالية مثل كوريا الجنوبية وماليزيا واندونيسيا ركزت على خلق نظام متكامل لدعم ريادة الأعمال .

ونوه عبد الوهاب أن الوزارة تسعى لمحاكاة تلك النماذج في السوق المحلية من خلال التعاون بين القطاع العام وصناديق الاستثمار والمستثمرين لتأسيس "ايكو سيستم " لدعم ريادة الأعمال، مشددا أنها تعتمد على زرع الفكر الريادي داخل المنطقة التكنولوجية بالمعادى من خلال تدشين مركز الإبداع وسط الشركات العالمية العاملة بالمنطقة تقوم عليه الوزارة، وعدد من صناديق الاستثمار ليقوم بدور الحضانة للأفكار الناشئة معتمدا على خبرات المستثمرين في اختيار الأفكار الجادة لتبنيها في المركز بمساهمات 15% للحكومة و85% للقطاع الخاص.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً